وفق لدراسة نشرت في مجلة الطب الوقائي الأمريكية، تبين أن الإساءة النفسية من قبل الشريك قد تكون أكثر خطورة من الإساءة الجنسية أو الاعتداء الجسدي من ناحية وضع الضحية في خطر الإصابة بمشاكل صحية، وعقلية على المدى الطويل.
وقام الباحثون بدراسة بيانات مسح وطني يهدف لدراسة ظاهرة العنف ضد النساء، وشمل المسح 16.000 شخص بالغ من عمر 18 إلى 65. وركز المسح على الشريك سواء كان ذكر أو أنثى أو زوج سابق أو صديق مقيم. فتبين أن حوالي 29 بالمائة من 6.790 أنثى، و23 بالمائة من 7.122 ذكر، ذكروا تعرضهم لشكل من أشكال الإساءة النفسية من قبل الشريك في وقت ما من حياتهما.
كما ذكر المشاركون في المسح تعرضهم للإساءة النفسية بنسبة أكبر من تعرضهم للإساءة الجنسية أو الاعتداء الجسدي، حيث شكلت الإساءة النفسية أكثر من النصف بالنسبة للنساء، بينما شكلت أكثر من 75 بالمائة بالنسبة للرجال.
أما النتيجة المذهلة فكانت عندما حلل الباحثون العلاقة بين الحالة الصحية والإساءة النفسية على يد الشريك، فوجدوا بأن الحالة الصحية والعقلية لضحايا الإساءة النفسية والجسدية كانت سيئة جداً.
حيث تبين أن ضحايا الإساءة النفسية سواء من الذكور أو الإناث كانوا على الأرجح الأكثر إصابة بالأمراض الجسدية والعقلية المزمنة. كما كانوا الأكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالأمراض العامة، والكآبة، والإصابات الجسدية، بالإضافة إلى ارتفاع قابليتهم لاستعمال المخدرات، والإفراط في تناول الكحول، والتصرف بتهور.
وتعلق مؤلفة الدراسة الرئيسية السيدة آن كوكير، من كلية الصحة النفسية في جامعة تكساس، على النتائج قائلة، "لقد دعمت نتائج البحث الطلبات المتزايدة لاقتراح إدراج فحص للإساءة النفسية، والجنسية، والجسدية ضمن برنامج فحص الصحة العامة." وأضفت كوكير، "إذا تمكنا من تحديد الإساءة النفسية مبكراً فقد نستطيع اتخاذ إجراءات حاسمة لمنع تطور الأمراض العقلية والبدنية للضحية لاحقاً."
وتشمل الإساءة النفسية، الشتم، والنعت بالصفات القبيحة، وغير المحببة، وذكر الصفات السيئة للشخص بهدف تحطيم معنويات الشريك، والإخضاع بالإكراه، والتقليل من احترام الذات، والشتم العلني أمام الناس والأطفال، والتهديد.