كشفت دراسة جديدة أجريت على فئران التجارب أن تناول بعض بدائل عقار البروزاك مباشرة بعد الولادة يجعل الأطفال عرضة أكثر للإصابة بالاكتئاب والقلق مثل الأشخاص البالغين.
مع أن الدراسة لم يتم إجراءها على البشر إلا أنها تثير الكثير من الأسئلة حول سلامة تناول هذه العقاقير بالنسبة للمرأة الحامل وكذلك من قبل الأطفال الصغار في السن. حيث يضيف الأطباء المشرفين على الدراسة انه من الممكن أن يكون لهذه الأدوية تأثير مختلف على الجهاز العصبي غير مكتمل النمو منه على الأشخاص البالغين ذوي الجهاز العصبي المكتمل النمو.
يذكر أن البروزاك هو العقار الوحيد المسموح باستخدامه لعلاج الأطفال والمراهقين أما الأدوية الأخرى فيتم استخدامها بناءا على نجاحها العملي وليس اعتمادها طبيا. لكن الأطباء بشكل عام لا ينصحون بإعطاء الأطفال أي موانع اكتئاب.
يبقى الخطر الوحيد على الأطفال الرضع وهو احتمالات أن الأم هي التي تتناول هذا العقار وانه ينتقل إليه عن طريق الدم أثناء الحمل ولاحقا عن طريق الرضاعة. بالرغم أن النتائج لا زالت ضمن مراحل التجربة على الفئران إلا أن ثبوت إمكانية التسبب بأضرار نفسية للمواليد يثير قضية غاية في الخطورة خاصة أن أعداد الأمهات اللاتي يتناولن هذه العقاقير أثناء الحمل آخذ في التزايد.
هذا وعلى الصعيد ذاته، أشار تقرير للحكومة الأمريكية نشر مؤخرا أن تناول عقار الاكتئاب الشهير Prozac في شهور الحمل الأخيرة سام للجنين و يمكن أن يعرضه لمشاكل كثيرة.
أشار القرير أن النساء اللواتي يتناولن عقار البروزاك في الثلث الأخير من اشهر الحمل عرضة للإنجاب المبكر، كما أنهن يعرضن المواليد للعديد من المشاكل مثل:
سرعة النفس و عدم التنفس بعمق.
انخفاض نسبة السكر بالدم.
انخفاض في حرارة الجسم.
ضعف في العضلات عند المولود.
مشاكل في التنفس.
البقاء في الخداج لفترة طويلة.
كذلك يشير التقرير أن تناول البروزاك عن طريق الرضاعة من الأم يمكن أن يؤدي يؤخر النمو عند المواليد.
و لا تقتصر مضار هذا العقار على الطفل ، فتناول هذا العقار يؤدي إلى فقدان أو استحالة الوصول إلى الذروة الجنسية عند المرأة، كذلك فهو يؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية و اختلاف مواعيدها بحيث لا تعود منتظمة.
إلا أن العلماء يشيرون أن لهذا الدواء فوائد كبيرة كذلك فهو يعطى للمرأة في فترة حرجة جدا بحيث يبعد عنها الاكتئاب ويساعدها على تجاوز ظرف نفسي سيئ بحيث ينعكس هذا إيجابا عليها وعلى مولودها.
هذا ومن جانب آخر، فإن فقدان الرغبة الجنسية هو من الأعراض الجانبية الشائعة التي تنتج عند البدء بتناول عقار Prozac المقاوم للاكتئاب.
تشير الإحصائيات إلى أن 11% من المرضى الذين يتعاطون العقار من الرجال و النساء يصابون بفقدان في الرغبة الجنسية بعد تناولهم للعقار. إلا أن هناك أعراض جانبية أخرى تصيب النساء جراء تعاطيهم لهذا الدواء.
من المفيد أن تبدئي بالتفكير في تغيير الدواء إلى نوع آخر يسمى Zoloft حيث أن آثاره الجانبية اقل. هذا العقار يؤثر على الرغبة الجنسية لكن ليس بنفس القدر الذي يحدثه البروزاك.
وذلك بسبب بقائه في الجسم لمدة اقل إذ من الممكن إذا توقفت عن تناوله لمدة أسبوع أن تعود إليك الرغبة في ممارسة الجنس ثانية.
أما عن الآثار الجانبية الأخرى التي تصيب النساء كنتيجة لتعاطي Prozac فهي تنقسم إلى قسمين:
آثار جانبية محتملة:
وهذا يعني أن نسبة إصابة النساء بهذه الأعراض تبلغ 1%. انقطاع الطمث، آلام الثدي، عدم انتظام في وظائف المبايض.
آثار جانبية نادرة:
وهذا يعني أن نسبة إصابة النساء بهذه الأعراض تبلغ 0.1 %. الإجهاض، تضخم الأثداء، إدرار للحليب، التهابات في قناة فالوب.
هذا وبشكل عام،فقد أثبتت الدراسات أن هناك آثار جانبية لمعظم أدوية مقاومة الاكتئاب، أما اختلاطات بروزاك بشكل عام فهي كالتالي:
1 ـ الاختلاطات الهضمية: الغثيان والتقيؤ وألم في البطن وإسهال أو إمساك.
2 ـ أحيانا تحدث زيادة في الوزن أو فقدان الشهية للطعام ونقص الوزن.
3 ـ جفاف في الفم.
4 ـ صداع ورجفان وتعب وأحيانا اضطرابات عقلية أيضا.
5 ـ نقص الصوديوم في الدم.
6 ـ محاولات انتحارية.
7 ـ اضطرابات سكر الدم.
8 ـ التهابات البنكرياس.
9 ـ حدوث فقر دم خبيث.
10 ـ نزف هضمي في الأمعاء أو المعدة.
11 ـ لدى النساء نزف في المهبل.
12 ـ وجود تحسس حاد ونقص الصفيحات الدموية.
هذه الاختلاطات قليلة ويجب مراجعة الطبيب لدى الشعور بأحدها.
هذا وقال عالم بريطاني إن استخدام عقار البروزاك وغيره من الأدوية التي تستخدم لعلاج الاكتئاب قد يؤدي إلى الإصابة بأورام في المخ لأنها تؤثر في قابلية الجسم على التخلص من الخلايا السرطانية.
وجاء في بحث نشره البروفيسور جون جوردون الأستاذ في جامعة برمنحهام أن البروزاك - الذي يستخدم بكثرة في علاج الاكتئاب - وغيره من العقاقير التي تعمل عن طريق منع الخلايا من إعادة تمثيل مادة السيروتونين (وهي المركبات التي يطلق عليها SSRI) تشجع على نمو نوع من أورام الجهاز اللمفاوي يسمى ليمفوما بيركت (Burkitt's lymphoma) في التجارب المختبرية.
وبالرغم من عدم إثبات هذه العلاقة عن طريق الاختبارات السريرية على البشر، فإن النتائج التي خرج بها البروفيسور جوردون ستعيد فتح باب الجدل حول استخدام هذه العقاقير شائعة الاستخدام.
فالبروزاك وأشباهه تستخدم من قبل ملايين المرضى الذين يعانون من أمراض الاكتئاب والقلق، وقد أصبحت بفضل ذلك من أكثر العقاقير الطبية مبيعا على الإطلاق._(البوابة)

البوابة