قام الدكتور ستيفن سلبرستاين وزملاؤه من جامعة توماس جفرسون في فيلادلفيا بمسح شامل بواسطة البريد دلت نتائجه على انه من بين 162000 شخص شملهم المسح ممن يعانون من صداع الشقيقة 5 % فقط يستعملون الأدوية الوقائية .
بيّنت الدراسة أن 29 مليون أمريكي مصابين بصداع الشقيقة ، وأن 30 % إلى 40 % منهم يستطيعون مقاومة هذا المرض بتناول الأدوية فور ظهور الأعراض . الباقون الذين يصيبهم صداع الشقيقة أحيانا يستطيعون أخذ الأدوية التي تباع بدون وصفة طبية .
قال الدكتور ديفيد دوديك ، استاذ علم الأعصاب في كلية الطب بعيادة مايو في أرزونا، إن الدراسة ركزت على مرضى صداع الشقيقة الذين يصابون بصداع يومي مستعص في 15 يوما في الشهر . يشكل هؤلاء المرضى أقلية بين جميع مرضى صداع الشقيقة ، ولكن نسبتهم لا تقل عن 50 بالمئة من المرضي الذين راجعوا العيادات المتخصصة بالصداع .
وقال الدكتور دوديك أيضا إنه لمن المهم متابعة هذه المجموعة لأن أفرادها غالبا ما يستثنون من دراسة صداع الشقيقة ولأنه لا تتوفر العلاجات المسموح بها للصداع المستعصي الذي يتكرر يوميا . هناك حاجة ماسة قائمة حاليا لاستهداف هذه المجموعة من مرضى الصداع .
أبلغ الباحثون أعضاء الجمعية الأمريكية للصداع في فيلادلفيا أن بوتوكس ، الذي يصنع من سموم البوتوليوم ، والذي هو أصلا دواء ضد التجاعيد ، يمكن أن يساعد على منع صداع الشقيقة في المرضى الذين يصابون بالصداع كل يوم تقريبا .
لقد برزت فكرة استعمال بوتوكس من واقع ما حدث عام 1992 عندما اكتشف جراح تجميل يعمل في لوس آنجلس أن المرضى الذين يعالجون بهذا الدواء أثناء تنعيم بشرتهم قل ما يصابون بالصداع . منذ ذلك الوقت قامت عدة دراسات بتقييم احتمال استعمال سموم البوتولنيوم للوقاية من صداع الشقيقة .
تم إعطاء 355 شخصا يعانون من صداع الشقيقة حقن بوتوكس أو حقن دواء وهمي على مدى أحد عشر شهرا . تم ذلك بعد قيام فريق الأستاذ المذكور بدراسة الأشخاص الذين يعانون من صداع الشقيقة ووجد أن الصداع دام مدة 13.5 يوما في الشهر.
قال الدكتور دوديك إن الأشخاص الذين شملتهم الدراسة لم يكونوا يأخذون أي أدوية للوقاية من صداع الشقيقة .
كانت النتائج ضخمة ، إذ أنه بعد ستة شهور حققت المجموعة التي تناولت بوتوكس انخفاضا مهما في عدد الأيام الخالية من الصداع فصار معدلها سبعة أيام ونصففي الشهر. أما المجموعة التي تناولت الدواء الوهمي فقد حققت هي أيضا تحسنا لكنه لا يماثل ما حققته مجموعة بوتوكس إذ بلغ عدد الأيام الخالية من الصداع أربعة أيام ونصف في الشهر .
قال الدكتور دوديك إنه بحلول نهاية الدراسة كان الصداع قد انخفض بنسبة تزيد على النصف في 52 % من أفراد مجموعة بوتوكس . وأضاف الدكتور قائلا إن من أخذ بوتوكس استطاع تحمله وان آثاره الجانبية اقتصرت على ألم خفيف في الرقبة وضعف .
لا زال هذا العقار – سموم البوتولنيوم – ينتظر موافقة وكالة الغذاء والدواء الأمريكية على استعماله ضد صداع الشقيقة . وقال الدكتور دوديك إنه ستجرى عدة تجارب على هذا الدواء قبل استعماله . هذه دراسة استكشافية . والآن ستبدأ التجارب التي يتطلبها التسجيل والتي ستقرر ما إذا كانت وكالة الغذاء والدواء ستوافق على استعمال هذا الدواء من أجل صداع الشقيقة .