رغم ما تحقق من تقدم في مجال التشخيص الطبي.. وظهور تقنيات تساعد على ذلك، فإن الخطأ في تشخيص العديد من الأمراض لا يزال قائماً.. وبمعدلات تبعث على القلق في دول يفترض أنها متقدمة من الناحية الطبية.
أوضح المعهد الوطني للسرطان بالولايات المتحدة أن مسؤولية التشخيص الخاطئ تقع بشكل رئيسي على الطبيب، ومع ذلك قد يساهم المريض نفسه في تأخير التشخيص أو التشخيص الخاطئ بسبب إهماله في اتخاذ الإجراءات اللازمة عند شعوره ببعض الأعراض.
وقد أجريت دراسة مؤخراً- نعرض اليوم جزءاً منها- سلطت الضوء على بعض الأمراض الشائعة التي يكثر التشخيص الخاطئ فيها؛ حيث وصل عدد المتوفين سنوياً جراء الأخطاء الطبية إلى ما يقرب من 98000 شخص.. لذلك سعى فريق من خمسة أطباء بولاية فلوريدا لإجراء تلك الدراسة التي ضمت 31 تقريراً مفصلاً.. وآخر ما توصلت إليه الأبحاث حول هذا الموضوع، وتكمن فائدة تلك الدراسة في توضيح بعض الأعراض التي يجب أن يضعها كل من الطبيب والمريض في عين الاعتبار، كما أنها تسلط الضوء على أجهزة أكثر دقة تساعد في عملية التشخيص.
ووفقاً لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها فإن أمراض القلب هي السبب الرئيسي لوفاة ما يقرب من 600000 شخص في الولايات المتحدة في عام 2011، ولا عجب في أن نجدها ضمن الأمراض الشائعة التي يتم تشخيصها بشكل خاطئ، لكن في الواقع يقع جانب كبير من المسؤولية على المريض الذي يفتقد القدرة على توصيل ما يشعر به من أعراض لطبيبه.. بالإضافة إلى ذلك هناك النوبات القلبية وهي التدفق الزائد للدم مما يؤدي إلى انسداد القلب ويلحق الضرر بالأنسجة العضلية؛ لذلك يجب أن يتحرى المريض الدقة في نقل ما يعانيه للطبيب.
وهناك مرض الانسداد الرئوي وهو انسداد أحد الشرايين في الرئتين بسبب عدد من العوامل من ضمنها الدهون، أو جلطات الدم، أو الخلايا السرطانية، ولعل من أخطر تلك العوامل تجلطات الدم التي تلي العمليات الجراحية.
أما عن الأورام السرطانية، كشفت الدراسة أن 12 % من حالات السرطان يتم تشخيصها بشكل خاطئ من البداية.. أو لا يعي المريض الأعراض التي تظهر عليه.