التقليل من خطورة وفيات الأطفال التي يسببها النوم

تاريخ النشر: 17 مايو 2005 - 07:40 GMT

تنويم طفلك على ظهره ليس دائما كافيا للتقليل من خطورة وفيات الأطفال ، مع أنها استراتيجية ثبت نجاحها في التقليل من خطورة وفيات الأطفال الفجائية .

 

هذا ما قاله فريق باحثين من أرزونا في تقرير قدمه إلى الاجتماع السنوي الذي عقدته الجمعيات الأكاديمية لطب الأطفال في واشنطن العاصمة .

 

قال أحد من قاموا بهذه الدراسة ، الدكتور جلستين سيلز طبيب الأطفال المقيم في المركز الطبي بمايكوبا وفي مستشفى الأطفال في فينكس : الانتباه إلى البيئة التي ينام فيها الطفل أمر حيوي الأهمية أيضا .

 

قال الدكتور سيلز إن الكثير من أهالي الأطفال يظنون أنه طالما كان الطفل نائما على ظهره فإنه لاداعي إلى الخوف من وفاة الطفل الفجائية . نحن نبين أنه يوجد عوامل خطورة أخرى لها علاقة بالنوم تلعب دورا في هذا الأمر ، منها الفراش غير المناسب والسطح الذي ينام عليه الطفل .

 

يقول الدكتور سيلز مع أن هذه العوامل معروفة ومعلن عنها منذ وقت ، إلا أنه يجب تأكيدها خلال الحملة الحالية لتقليل مخاطر وفيات الأطفال الفجائية المسماة بحملة العودة إلى النوم التي  يروج لها المعهد الوطني الأمريكي لصحة الطفل والتطوير البشري .

 

توصل سيلز وزملاؤه إلى هذه النتائج بعد مراجعة جميع وفيات الأطفال الفجائية المتعلقة بالنوم التي حدثت في أريزونا بين عامي 1999 و 2001 . استخدموا معلومات أخذوها من برنامج  مراجعة وفيات الأطفال التابع لدائرة صحة الأطفال.

 

قال الدكتور سيلز إن وفيات الأطفال الفجائية هي ثاني أكبر سبب لوفيات الأطفال في ولاية أرزونا . لقد أعدت تقارير منفصلة عن الوفيات التي سببها الفراش والسطح الذي ينام عليه الطفل ومشاركة الطفل بفراش واحد مما قد يؤدي إلى التقليل من شأن خطورة الممارسات الحالية غير السليمة المتعلقة بالنوم . توصل الدارسون إلى أنه لو تم ضم وفيات الأطفال الفجائية إلى الحوادث الأخرى لأصبحت الوفيات المتعلقة بالنوم هي السبب الأول في وفيات الأطفال في الولاية .

 

تعرّف وفيات الأطفال الفجائية بأنها وفاة طفل عمره اقل من سنة واحدة وفاة فجائية غير معروف سببها. وهي السبب الأول في وفيات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهر واحد واثني عشر شهرا .

 

وجد الباحثون أن 134 طفلا ماتوا بسبب وفيات الأطفال الفجائية  أو بسبب مخاطر النوم الناتجة عن الاختناق خلال الفترة من 1999 إلى 2001 . 104 من مجموع الوفيات نسبت أسبابها إلى وفيات الأطفال الفجائية ، و30 وفاة كان سببها البيئة التي كان ينام فيها الطفل مثل السطح الذي ينام عليه أو الفراش أو المشاركة في فراش واحد .

 

توصل المحققون إلى أن 72% من الحالات كان فيها عوامل امكانية تقليل خطر الوفاة ، أي أنه من ناحية نظرية كان يمكن تفاديها لو أن الوالدان اتخذا جميع التدابير الاحتياطية .

 

عند تقسيم المعلومات حسب المجموعات العرقية ، تبين أن نسبة وفاة الأطفال السود لأسباب تتعلق بالنوم كانت أربعة أضعاف الوفيات لأسباب أخرى ، وأن نسبة وفيات الأطفال الذين تشملهم الرعاية الطبية الحكومية كانت أعلى بمرة ونصف .

 

توصل الفريق إلى أن ولاية أرزونا بحاجة للتفكير في إقامة حملة أوسع عن النوم السليم تمتد إلى المجتمعات السود والمجتمعات التي تشملها الرعاية الطبية الحكومية.

 

على كل حال ، وجد الباحثون أن نتائج حملة العودة إلى النوم كانت ناجحة. لقد انخفضت وفيات الأطفال الفجائية بنسبة 50%  منذ بدء الحملة قبل أكثر من عقد من الزمن . الانتباه إلى السطوح التي ينام عليها الأطفال وبيئة نومهم قد تقلل نسبة الوفيات إلى مستوى أدنى من ذلك .

 

في وقت سابق من الشهر وقع الباحثون في حيرة بسبب إحصائيات تبين أن عدد وفيات الأطفال الفجائية تنخفض في حين أن إجمالي وفيات الأطفال غير المتوقعة في الولايات المتحدة تكاد تظل كما هي . يقول جورنال طب الأطفال أن هذه المفارقة قد تكون ناتجة عن إعادة تصنيف بعض الوفيات الفجائية وضمها إلى فئات أخرى مثل الاختناق . ويبدو أن الأبحاث التي أجرتها ولاية أرزونا  تعزز هذه الفرضية .

 

يقول الخبراء أن الفراش غير المناسب للأطفال يشمل الوسائد الواقية والوسائد العادية واللحف الكبيرة . أما الأسطح غير المناسبة فتشمل الأسرة الكبيرة والأرائك.

 

خبراء آخرون يوافقون على هذ المعلومات ويقولون أن ما يريد الباحثون إيصاله إلى الناس هو أنه تحدث في أرزونا العديد من الوفيات الممكن منعها .

 

قالت الدكتورة ديبرا ويس ميير إن المعلومات عن الفروق بين المجتمعات العرقية والعوامل الاقتصادية  أمر يثير الاهتمام . ولكنها قالت محذرة يحتمل أنه لم يكن بالإمكان تجنب وفاة طفل فجائية حتى في حالة عدم وجود اللحف أو الوسادات . وهم يفترضون أنه حتى لو لم توجد هذه الأشياء في السرير لكان بالإمكان منع الوفاة .

 

تقول الدكتورة أن لوفاة الأطفال الفجائية عاملا وراثيا لا يدركه أحد إدراكا تاما . ومع أن معدل الوفيات الفجائية قد انخفض ، فإننا لا زلنا نواجه مشكلة كبيرة ، هي أنه يجب أن لا نتساهل بالنسبة لوفيات الأطفال المفاجئة .

 

يجب على الوالدين اتباع جميع التوصيات بما فيها تنويم الطفل على ظهره (قد تستدعي بعض الحالات الطبية من الطفل النوم على بطنه . يجب على الوالدين مراجعة طبيب طفلهما في هذا الخصوص) .

 

يجب نوم الطفل في السرير بصورة صحيحة فتكون قدماه بالاتجاه الصحيح  ، كما يجب تغطية الطفل بملاءة خفيفة .

 

يجب أن تكون درجة الحرارة في غرفة الطفل مريحة ودافئة بدون إفراط ، وأن يمنع التدخين فيها لأن تعرض الطفل للدخان يرفع خطر وفاة الأطفال المفاجئة._(البوابة)