التليف الرئوي: الأعراض، الأسباب، التشخيص، العلاج

تاريخ النشر: 17 سبتمبر 2019 - 08:00 GMT
من أعراض تليف الرئة الشعور بضيق في التنفس
من أعراض تليف الرئة الشعور بضيق في التنفس

يُعدّ التليف الرئوي نوعاً من أمراض الرئة الخلالية المعروفة أيضًا باسم ILD، ويحدث مرض التليف الرئوي نتيجة تضرر نسيج الرئة وتندّبه، الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة عمل الرئة بشكل طبيعي، إضافةً إلى انخفاض مستوى الأكسجين في الدم، وبالتالي الشعور بعدم الراحة لدى الشخص المصاب، خاصة عند أداء الأنشطة البدنية. وتجدر الإشارة إلى أنّ تليّف الكبد يُعدّ عائلة كبيرة تتضمّن ما يزيد عن 200 حالة تتشابه فيما بينها إلى حدّ كبير، كما تجدر الإشارة أنّ الإصابة بالتليف الرئوي قد ترتبط بالجينات؛ إذ يُلاحظ أنّ ما نسبته 3-20٪ من الأشخاص الذين يعانون من تليف الرئة لديهم فرد آخر من العائلة مصاب أيضاً بتليف الرئة.

وفي هذا المقال نقدم لكم أسباب التليف الرئوي وأعراضه وتشخيصه وطرق العلاج:

أعراض تليف الرئة 
- الشعور بضيق في التنفس، وخاصة أثناء ممارسة الأنشطة البدنية.
- الإصابة بالسعال الجاف والمتقطع. 
- المعاناة من التنفس السريع والضحل. 
- فقدان الوزن غير المبرر. 
- الشعور بالتعب. 
- الشعور بألم في المفاصل والعضلات. 
- تعجُّر الأَصابِع  وتتمثل هذه الحالة باتساع واستدارة نهايات أطراف أصابع اليدين أو القدمين.

أسباب تليف الرئة 

- العوامل المهنية والبيئية: 
إذ يُمكن أن يُؤدي التعرض طويل الأمد لعدد من السموم والملوثات مثل غبار السيليكا، وألياف الأسبست، وغبار المعادن الصلبة، وغبار الفحم، وغبار الحبوب، وروث الطيور والحيوانات إلى تليف الرئتين. 

- العلاج الإشعاعي: 
يمكن أن يؤدي العلاج الإشعاعي المستخدم لعلاج سرطان الرئة وسرطان الثدي إلى تليف الرئة بعد عدة أشهر أو سنوات من بدء تلقي العلاج. وممّا يُحدّد شدة تليّف الرئة الناتج عن العلاج الإشعاعي حجم الجزء الذي تعرّض من الرئة للإشعاع، وكمية الإشعاع الإجمالية التي تم التعرض لها، وما إذا تمّ استخدام العلاج الكيمياوي إضافة إلى الإشعاع، ووجود إصابة سابقة بأحد أمراض الرئة والتي قد تكون غير ظاهرة ومكتشفة. 

- استخدام بعض الأدوية: 
يمكن أن يُسبب تناول بعض الأدوية تليفَ الرئة كآثار جانبية محتملة لها، ومن الأمثلة على هذه الأدوية ما يأتي: أدوية العلاج الكيميائي المستخدمة لعلاج السرطان مثل الميثوتريكسيت والسيكلوفوسفاميد. 

- بعض الأدوية المستخدمة لعلاج عدم انتظام ضربات القلب مثل الأميودارون. 

- بعض المضادات الحيوية مثل الإيثامبوتول ونيتروفيورانتوين.

- بعض الأدوية المضادة للالتهابات مثل ريتوكسيماب وسلفاسالازين.

- بعض الأمراض الأخرى: يُمكن أن ينتج تليف الرئة عن الإصابة ببعض الأمراض؛ مثل: التهاب الجلد والعضلات والتهاب العضلات، ومرض النسيج الضام المختلط  والذئبة الحمامية الجهازية إضافة إلى التهاب المفاصل الروماتويدي وداء الساركويد وتصلب الجلد والالتهاب الرئوي.

- التقدم في العمر: يُعدّ التليف الرئوي أكثر شيوعاً لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن، رغم إمكانية تشخيص المرض لدى الأطفال والرضع في بعض الحالات. 

- الجنس: يؤثر التليف الرئوي مجهول السبب على الرجال أكثر من النساء. 

- التدخين: يزيد التدخين من فرصة الإصابة بالتليف الرئوي. 

- العوامل الوراثية: حيث تُعدّ بعض أنواع التليف الرئوي وراثية، إذ إنّها تنتقل عن طريق الجينات بين الأجيال المتعاقبة في نفس العائلة.

تشخيص تليف الرئة 

-  تُظهر الاشعة السينية للصدر ظلالاً تدلّ على تندب أنسجة الرئة. 

- التصوير المقطعي عالي الدقة: الذي يُعرف اختصاراً HRCT scan، تتميز الصور التي يتم الحصول عليها من خلال التصوير المقطعي عالي الدقة بأنها أكثر وضوحاً وتفصيلاً من صورة الأشعة السينية للصدر، وتُساعد هذه الصورة في الكشف عن تندب أنسجة الرئة، ومقدار الضرر الحاصل في الرئة، كما أنّها تُساعد في الكشف عن المرض في مرحلة مبكرة، وتساعد في تحديد احتمالية استجابة المريض للعلاج.

- اختبارات وظائف الرئة: يتمّ اختبار وظائف الرئة من خلال استخدام جهاز قياس التنفس لمعرفة مقدار الضرر الحاصل في الرئة، ويقيس هذا الاختبار كمية الهواء التي يستطيع المريض إخراجها من رئتيه بعد أخذ نفس عميق. 

- قياس التأكسج: يتمّ إجراء هذا الاختبار من خلال وضع مستشعر صغير الحجم على طرف الإصبع أو الأذن؛ لتقدير كمية الأكسجين الموجودة في الدم. 

- اختبار غازات الدم الشرياني: يتمّ أخذ عينة من دم الشريان لقياس مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم الشرياني، ويعدّ هذا الاختبار أكثر دقة من قياس التأكسج. 

- اختبار الجلد لمرض السلّ: يتمّ إجراء هذا الاختبار من خلال حقن مادة تحت الطبقة العليا من الجلد على أحد الذراعين، وفي حال الإصابة بالسلّ تتفاعل تلك المادة مع بكتيريا السلّ، وتُسبب ظهور كتلة صلبة صغيرة في موضع الحقن بعد حوالي 48 إلى 72 ساعة من الاختبار. 

ويهدف هذا الاختبار لاستبعاد مرض السلّ كمسبّب للأعراض الرئوية التي يعاني منها المُصاب. 

- خزعة الرئة: يتمّ الحصول على خزعة من الرئة عن طريق أخذ عينات من أماكن متعددة من أنسجة الرئة، ومن ثم فحص العينات تحت المجهر، ومن الجدير بالذكر أنّ اختبار خزعة الرئة يعدّ أفضل طريقة لتشخيص تليف الرئة.

علاج تليّف الرئة

1- الأدوية: من الأدوية التي يقوم الأطباء بصرفها لعلاج تليّف الرئة مجهول السبب دواء بيرفنيدون ودواء نينتيدانيب ومن الآثار الجانبية لدواء بيرفنيدون الإسهال، والطفح الجلديّ، والغثيان. أمّا بما يتعلّق بالآثار الجانبية لدواء نينتيدانيب فهي الإسهال والغثيان. 

ومن الجدير بالذكر أنّ كثيراً من المصابين بتليّف الرئة يُعانون من الارتجاع المعديّ المريئيّ؛ الأمر الذي يتطلب صرف مضادات الحموضة. 

2- العلاج بالأكسجين: يُعطى الأكسجين خلال النوم، أو أثناء ممارسة التمارين الرياضية، أو طوال الوقت، وفي الحقيقة لا يستطيع الأكسجين إيقاف تلف نسيج الرئة ولكن تكمن أهميته فيما يأتي: 

- تسهيل عملية التنفس وممارسة التمارين الرياضية. 

- تقليل ضغط الدم في الجزء الأيمن من القلب. 

- تحسين عملية النوم والوضع الصحيّ بشكلٍ عامّ. 

- منع أو على الأقل تخفيف المضاعفات التي قد تحدث نتيجة نقص مستوى الأكسجين. 

- إعادة التأهيل الرئوي: تهدف إعادة التأهيل الرئويّ إلى معالجة الأعراض وتحسين الأنشطة اليومية عامةً، ويُركّز برنامج إعادة التأهيل الرئويّ على ما يأتي: 

- النشاط الجسديّ لرفع قدرة التحمّل. 
- طريقة التنفّس لتحسين فعاليّة الرئتين. 
- التغذية الملائمة. 
- الدعم والإرشاد. 
- شرح الوضع الصحي وتعليم المصاب ما يلزم. 

- زراعة الرئة: قد يكون خيار زراعة الرئة ملائماً لبعض المرضى وغير ملائمٍ لبعضهم الآخر، وعلى الرغم من أنّ زراعة الرئة تُحسّن طبيعة الحياة إلا أنّ القيام بها يترتّب عليه بعض المضاعفات مثل الإصابة بالعدوى أو رفض زراعة الرئة وعليه تجدر مناقشة الطبيب للقيام بالتصرّف المناسب. 

- نمط الحياة والوصفات المنزليّة: إنّ المحافظة على جسم سليم وصحيٍّ باتباع نمط حياةٍ صحيٍّ أمرٌ ضروريٌّ لعلاج تليّف الرئة والتكيّف مع المرض، ومن النصائح التي يُوصي بها المختصون ما يأتي: 

- الإقلاع عن التدخين: يجدر بالمصابين بتليّف الرئة الإقلاع عن التدخين وتجنّب الجلوس مع المدخّنين، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك العديد من البرامج التي تساعد على الإقلاع عن التدخين، وعليه يمكن مناقشة الطبيب بالأمر والعمل بنصائحه. 

- الحرص على تناول الغذاء: يفقد المصابون بتليّف الرئة وزناً بشكلٍ غير مقصودٍ بسبب صعوبة تناول الطعام في ظلّ ظروفهم الصحية، بالإضافة إلى كمية الطاقة المبذولة في التنفّس، وعليه يُنصح المصابون بتليف الرئة باتباع نظامٍ غذائيٍّ سليمٍ يحتوي كمياتٍ مناسبة من السعرات الحرارية، مع الحرص على توزيع هذه السعرات على وجباتٍ صغيرة متعدّدة خلال اليوم، وكذلك لا بُدّ من الحرص على الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون وخاصة الدهون المشبعة، والأطعمة المالحة، والأطعمة الغنية بالسكر، مع ضرورة مراعاة تناول الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، ومشتقّات الحليب منزوعة أو قليلة الدسم. 

- الحركة وممارسة التمارين الرياضية: إنّ ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تحافظ على صحة الرّئتين وتُخفّف التوتّر الذي قد يتعرّض له المصاب، ولكن تجب استشارة الطبيب حول نوعية التمارين الرياضية المسموح بها بالاعتماد على صحة المريض وحالته. 

- أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة: إنّ أخذ القسط الكافي من الراحة يُساعد على تخفيف التوتر وأخذ الطاقة اللازمة. 

- أخذ المطاعيم الملائمة: تزيد الإصابة بالعدوى من حدة تليّف الرئة وجعل المرض أكثر سوءاً، لذلك يجب على المصاب وأفراد عائلته أخذ مطعوم الالتهاب الرئوي ومطعوم الإنفلونزا السنويّ مع ضرورة تجنّب المناطق المزدحمة في فصل الإنفلونزا.

المزيد من صحة وجمال:
التهاب الرئة: الأسباب، الأعراض، العلاج

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن