التنويم الإيحائي للتحكم بسلوك ‏‏الشراهة‏ ‏‏ ‏

تاريخ النشر: 02 أبريل 2006 - 08:38 GMT
البوابة
البوابة

أكدت استشارية تربوية كويتية أن العلاج عن ‏ ‏طريق البرمجة العقلية والتنويم الإيحائي يسهم بفعالية كبيرة في إنقاص الوزن ‏ ‏والتحكم في سلوك الشراهة لدى الإنسان.‏ ‏  

 

وقالت الاستشارية ومدربة تنمية الذات سميرة دهراب حسب وكالة الأنباء الكويتية،‏ ‏أن عملية إنقاص الوزن لا تتم إلا بالإرادة التي يقوم علم البرمجة والإيحاء ‏ ‏بتثبيتها وتقويتها.‏ ‏  

 

أوضحت دهراب الحاصلة على ماجستير في علوم التربية أن مفهوم البرمجة العقلية ‏ ‏يتضمن الأفكار والسلوكيات المكتسبة منذ الولادة لتصبح جزءا أساسيا في حياتنا ‏ ‏وشخصيتنا.‏ ‏  

 

وعرفت التنويم الإيحائي بأنه حالة استرخاء جسدي وتركيز ذهني على الإيحاءات ‏ الإيجابية التي تنغرس في أعماق العقل الباطن ومن ثم تتأثر تصرفات الشخص وأحاسيسه ‏ ‏ومشاعره ويحدث التغيير المطلوب بتلقائية وهو مرتبط كليا بالبرمجة.‏ ‏  

 

و أشارت إلى ارتباط هذا العلم بمجال التحكم في الشراهة وتخفيف الوزن قائلة أن ‏ ‏البعض يلجئون إلى طرق مختلفة لتخفيف الوزن كالأدوية والأعشاب أو الحمية الغذائية ‏ ‏لكنهم يفشلون و يصابون بالإحباط فينقضون على الطعام بشراهة مضيفة انه هنا يأتي ‏ ‏دور البرنامج في تقوية الإرادة ودعم المعنويات للالتزام بذلك النظام الغذائي ‏ ‏وتحقيق النتائج الإيجابية.‏ ‏  

واضافت أن هذا العلم يحول فترة الرجيم من معاناة وحرمان إلى تربية نفسية وصحية ‏ ‏حتى تصبح (أسلوب حياة لا سلوكا مؤقتا) ينتهي بانتهاء الغرض المطلوب . 

 

وذكرت دهراب ل(كونا)أنها تتبع طريقة خاصة ومنظمة بعيدة كل البعد عن ‏ الأساليب الروتينية تبدأ بإكساب الشخص المصاب بالسمنة لبعض المهارات الذهنية ‏ ‏اللازمة للتعامل مع الذات بطرق فعالة ثم تقوم من خلال منهج مدروس بعملية هدم منظم ‏ ‏للعادات الغذائية السابقة التي تبرمج عليها عقله تراكميا على مدى الزمن فجعلت ‏ ‏شهيته مفتوحة بحيث لم يعد قادرا على التفريق بين الجوع الحقيقي والشهية الكاذبة.‏ ‏  

 

وأوضحت أن الجوع الحقيقي هو حاجة غريزية لتامين العناصر الضرورية اللازمة ‏ ‏لاداء الوظائف الحيوية للجسم بينما الشهية هي استجابة شرطية تستثار بالإيحاء ‏ ‏الناجم عن إدارة الأفكار في الذهن والتصور والتخيل ومن ثم تنشا مشاعر تلح على ‏ ‏الشخص لإشباع تلك الشهية حتى لو لم يكن جائعا فعلا.‏ ‏  

 

وقالت انه من خلال التركيز على قوة العقل الباطن يمكن تغيير مسار البرمجة ‏ ‏العقلية السلبية وإبدالها بأخرى تساعد على رفع مستوى الإرادة بالبرمجة الذاتية ‏ ‏والقدرة على التحكم في الشهية بالإيحاء الذاتي وإثارة الدوافع الداخلية لتحقيق ‏ ‏الهدف بالاختيار الواعي لنوعية الطعام الصحي.‏ ‏ وعن مدى إمكانية نجاح هذه الطريقة في إحداث التأثير المطلوب قالت انه غالبا ما ‏ ‏تنجح الجلسات في أحداث التغييرات على العادات السلبية واكتساب العادات الصحية من ‏ ‏خلال قوة الالتزام لدى الشخص.‏ ‏  

 

وبينت أن الذين يفشلون في العلاج هم أشخاص يأخذون الأمر من باب التجربة أو ‏ ‏التسلية ولا يؤمنون بقدرة البرنامج العلاجي مؤكدة أن من يلتزم بالجلسات بجدية ‏ ‏سينجح وبكفاءة كبيرة في التعامل مع ما يقابله من مغريات الطعام‏ ‏وقالت دهراب أنها لا تستخدم أي نوع من الأنظمة الغذائية أو العقاقير ‏ أو الأعشاب إنما تقوم فقط بمخاطبة العقل الباطن مباشرة من خلال رسائل كلامية تقال ‏ ‏بطريقة مقننة ومدروسة وباستراتيجية معينة إضافة إلى تجهيز جو ملائم في مكان ‏ ‏الجلسات مثل نوعية الإضاءة والموسيقى الهادئة لتوفير بيئة مساعدة.‏ ‏  

 

واضافت انه في نهاية الجلسات يكون لدى الشخص المعالج مهارات معينة تساعده على ‏ ‏برمجة العقل بنفسه أمام أي تحد أو إغراء.‏ ‏ وعن عدد الجلسات العلاجية أوضحت دهراب أنها تختلف من شخص إلى آخر بحسب الشخصية ‏ ‏وطبيعة الجسم والإرادة والظروف المحيطة به فهناك من تكفيه جلسة واحدة فقط وهناك ‏ آخر يحتاج إلى متابعة اكبر فيأخذ اكثر من سبع جلسات حتى يحدث التأثير الإيجابي ‏ ‏عليه.‏ ‏