يقول الباحثون انهم توصلوا بأبحاثهم الى نتيجة كان لها أثر كبير في فهم ودراسة حالة الحمل خارج الرحم في السيدات، غير أنهم أكدوا على أن مسألة العلاقة بين تناول مشتقات القنب والحمل خارج الرحم لاتزال قيد البحث .
وأوضح الباحثون أن نتائجهم جميعها تصب في اتجاه ضرورة تنبية السيدات في سن الإنجاب إلى ضرورة إتخاذ الحيطة بشأن كثرة تعاطي الحشيش للإسترخاء أو لتخفيف الآلام .
وأضاف الباحثون أنه أصبح من المعروف الآن أن تدخين التبغ يزيد احتمالات وقوع الحمل خارج الرحم، وقد ثبت أنه يبطِّئ رحلة جنين الفأر في مساره داخل جهاز أنثى الفأر التناسلي .
وقال البروفسير بيل ليدجر، استشاري أمراض النساء والولادة بجامعة شيفيلد، إن الابحاث بشأن استكشاف احتمالات وجود مستقبلات لمشتقات القنب في قنوات فالوب أمرشيقويستحق مزيداً من الدراسات.
أِظهرت دراسة أمريكية أن التفاعلات الكيميائية للحشيش ، الذي يستخرج من نبات القنب الهندي، تؤثر على حركة الجنين خلال مرحلة إنتقاله من قناة فالوب إلى الرحم ، وبالتالي تزيد من إحتمالات حدوث حمل خارج الرحم.
ويعتقد الباحثون الأمريكيون أن المواد الكيميائية المستخرجة من نبات القنبالهندي تؤثر على تطور الحمل ، حيث أظهرت تجارب أجريت على الحيوانات أن التفاعلات الكيميائية لمكونات النبات تؤثر على حركة الجنين خلال مرحلة انتقاله من قناة فالوب إلى الرحم
وقال علماء جامعة فانردبيلت لمجلة ناتشر ميدسين العلمية إن النتائج التي حصلوا عليها قد تكون مهمة لفهم سبب حدوث الحمل خارج الرحم عندما يبدأ الجنين في النمو قبل وصوله إلى الرحم.
الحمل خارج الرحم
وينصح الباحثون بإجراء مزيد من الدراسات للكشف عما إذا كان استخدام الحشيش من شأنه أن يزيد إحتمالات الحمل خارج الرحم.
يذكر أنه في حالة الحمل الطبيعي ، تتحرك البويضات من المبيض إلى الرحم عن طريق قناة فالوب حيث يتم تخصيبها هناك قبل أن تستمر في طريقها إلى الرحم حيث تستقر في جداره وتبدأ بالإنقسام والنمو.
يحدث الحمل خارج الرحم عندما تتخذ البويضة المخصبة مساراً بديلا غير المسار الطبيعي وتستقر خارج الرحم، وعادة ما تستقر في هذه الحالة في إحدى قناتي فالوب، إلا أنها قد تقف أيضا عند أحد المبيضين أو في مكان بتجويف البطن أو عنق الرحم.
وقالت الدكتورة سوزان دي وزملاؤها إن الحشيش هو أكثر المخدرات المحظورة التي تستخدمها الحوامل شيوعاً ، ولذا فهناك مخاوف بشأن آثاره السلبية لدى استخدامه أثناء فترة الحمل.
وقد اكتشف الباحثون بالفعل وجود مستقبلاتفي جنين فأر (فأر التجارب) استجابت لمشتقات كيميائة من نبات القنب، ووجدت نفس المستقبلات تقريبا في أرحام بشرية.
وقد قرر فريق بحث يعمل تحت رئاسة الدكتورة سـوزان إجراء دراسات حول دور هذهالمستقبلاتعن طريق إيقاف تفاعلاتها، ولاحظوا لدى وقف تفاعلات هذه المستقبلات توقف الرحلة الطبيعية للجنين عبر قناة فالوب نحو الرحم.
وقد أضاف البروفسير ليدجر قائلاً إن تأكيد الصلة بين تدخين النساء للحشيش والحمل خارج الرحم لايزال خطوة بعيدة جدا .
وأوضح البروفسير أن السبب الرئيسي المعروف الآن للحمل خارج الرحم هو العدوى التي تنتقل عن طريق الإتصال الجنسي، وأمور أخرى تلحق الضرر بقنوات فالوب مثل الإلتهابات وآثار الجراحات السابقة.
وأضاف انهم يعرفون بعض الأسباب التي تزيد احتمالات وقوع هذه الحالة،ويتقدمون في علاجها وفي الدراسات التي تجرى بشأنها إلا انهم يحتاجون لمزيد من الدراسات لمعرفة السبب الأساسي لحدوثها .
وقال ليدجر أيضاً إنه يوجد هناك تقصير في هذا الجانب من الدراسات على الرغم من وجود حالة حمل خارج الرحم بين كل 80 سيدة حامل .
من جانب آخر أكدت سيو جاكوب من كلية ميدوايفز (القابلات) الملكية على ضرورة إجراء دراسة أشمل وأعم لأثر زيادة نسبة الإدمان على الكحوليات وزيادة تناول العقاقير على الصحة الجنسية.
وأضافت تقول إنه يتعين إجراء مزيد من الابحاث على الحمل خارج الرحم في ضوء هذه الامور أيضا.