الرجال والنساء يشعرون بالغيرة بدرجة متساوية

تاريخ النشر: 31 يوليو 2005 - 11:54 GMT

في دراسة مثيرة حول الخيانة الزوجية ثبت أن شعور الرجال والنساء بالغيرة والغضب عند اكتشاف أن الشريك غير مخلص متساوية عند الجنسين ، هذا الاكتشاف ينفي ما كان شائعا أن ردة الفعل عند اكتشاف الخيانة الزوجية تختلف باختلاف الجنس. 

 

فقد كان شائعا أن الرجل تكون ردة فعله أعلى وأقوى عند اكتشافه أن زوجته تخونة، أما بالنسبة للنساء فان ردة الفعل تكون اقل عنفا كون المرأة تفكر في أمور أخرى عند تعاطيها مع موضوع خيانة الزوج مثل أطفالها مثلا. 

 

في الدراسة الجديدة كانت ردود الفعل متباينة بين الرجال والنساء، فالرجال أفادوا انهم سيشعرون بالتعاسة إذا ما اكتشفوا خيانة الزوجات. بينما أفادت النساء أنهن سيشعرن بالتهديد إذا ما عرفن بخيانة الزوج. 

 

لكن المثير أنة عندما تم سؤالهم عن موضوع الخيانة الزوجية كفعل جنسي بعيد عن الأثر النفسي والعائلي تبين أن الرجال والنساء يشعرون بنفس الغيرة تجاه الخيانة الزوجية.  

 

إذا هذه الدراسة جاءت لتؤكد أن الزوجات لسن اقل إحساسا من الرجال أو أنهن لا يتأثرن من خيانة الزوج إنهن ببساطة يقلبن الموضوع من جميع أوجهه ويغلبن مصلحة الأطفال في معظم الحالات لذلك قد يبدو أنهن اقل غيرة على عكس واقع الحال طبعا. 

 

هذا ومن جانب آخر، وفيما يتعلق بالمرأة التي تشعر بالغيرة الشديدة فقد حذرت أحدث الدراسات التي قام بها فريق من المتخصصين بجامعة شيكاغو الأمريكية مؤكدين أن عدم الاستقرار النفسي يدفع المرأة للشعور بالغيرة.  

 

حيث أن أغلب الأمراض الجسمانية التي تشعر بها المرأة سببها القلق والتوتر ويعد الشعور بالغيرة من اكثر المشاعر الإنسانية التي تزداد فيها حدة التوتر والقلق بل إن عملية الضغط النفسي المتولدة من الإفرازات الهرمونية تتسبب في ارتفاع ضغط الدم المؤقت وآلام بمنطقة الرقبة والظهر حيث تعد من اكثر المناطق تعرضا للتقلص العضلي.  

 

وبالتالي على المرأة أن تعي جيدا،أن هذه المشاعر المبالغ فيها تعود عليها هي وحدها بالضرر وتزيد من خطورة التعرض للأمراض الناتجة عن التأثيرات السيكولوجية عندما تأوي إلي فراشها وهي في حالة عصبية‏.‏  

 

هذا وقد صنف البعض الغيرة على أنها أمر لازم للحب، طالما احتفظنا به في حدوده الطبيعية، فقليله يذكي الحب ويحتفظ للعلاقة بزهوها. وهذا ما أكدته سارة لتفينوف مستشارة العلاقات الأسرية في كتابها العلاقة دليلك لعلاقة أكثر عمقاً.  

 

وتقول يخطئ من يظن أن الغيرة مرض بلا علاج، فالغيرة دليل شباب العاطفة إذا ما ظلت في حدود اللهفة والشوق والرغبة في ملازمة الحبيب أطول وقت ممكن، لكنها إذا ما تطورت إلى حدود الشك والقلق، وتحولت إلى مراقبة الحبيب ورصد تصرفاته وتحليلها في ضوء الرغبة في السيطرة عليه وإخضاعه، فإن في ذلك إنذارا بحلول العاصفة التي ربما اجتاحت هدوء البيت.  

 

وترى سارة لتفينوف أن الدافع الأول للغيرة المرضية، إنما هو في المقام الأول عدم ثقة بالنفس ثم الخوف من أن يتغير الطرف الآخر أيضا، وهو الخوف من أن ينتهي الحب ويرحل الرفيق فيظل الإنسان وحيداً، ومن هنا فإن من يلمح بوادر الغيرة المرضية كإحساس جديد في حياته ـ رجلاً كان أو امرأة ـ عليه أن يتوقف وأن يخلو لنفسه قبل أن يطلق لها العنان ويسأل نفسه في صدق: لماذا أغار؟  

 

فإن الغيرة يمكن بالطبع أن تكون مرضاً نفسياً يتعرض له الرجل والمرأة معاً، ويحتاج بالفعل لعلاج يكون أكثر فاعلية لو تفهمه الشخص نفسه قبل طلب المعاونة النفسية.  

 

أما عن الشخص الذي تتملكه مشاعر الغيرة فيستسلم لها، فتصفه بأنه شخص غير راض تماماً عن نفسه، ولا يقيم لها اعتباراً، بل ويرى أن متطلباته ليست جديرة بالاهتمام، فيبدو ـ أو تبدو ـ مبالغاً في كل شيء بل ويصل به الأمر إلى حد أن يتخيل أحداثا لم تقع بالفعل ويتوهم أن رفيقه قد تورط فيها، عند هذا الحد يجب أن يتوقف الإنسان ويعاود سؤال نفسه بأمانة: ما سر هذا الغضب الذي يجتاحني؟ فإن طريقة الإنسان في التعبير عن غضبه تحمل صورة حقيقية لتكوينه النفسي.  

 

الحوار هو دائما أول ما يتبادر لذهنك للخلاص من الغضب ابدئي الحوار أنت ولا تتركيه يبادرك به، فالرجل يحب دائما المرأة القادرة على التعبير عن غضبها بالحوار، فإنك بذلك تخاطبين قلبه عن طريق عقله.  

 

لكن الحوار لا يعني بالضرورة النقاش، قد ينتهي الحوار قبل أن يبدأ النقاش إذا ما اخترت التوقيت المناسب والمكان المناسب وتهيأت ذهنيا للقاء حبيب وليس نداً وغريماً._(البوابة)  

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن