فقط عندما ظننت أن أخر همك سيكون الهاتف النقال، انتشرت موضة النصوص والافلام والمقاطع ذات المضمون الجنسي والتي يمكن الحصول عليها مجانا من بعض المواقع الالكترونية ثم يتم تداولها بين الطلبة والطالبات عبر النصوص القصيرة أو تقنية استقبال المعلومات المجانية. فما هو الحل يا ترى؟
انتشرت مؤخرا موضة جديدة بين الشباب والشابات في عمر المراهقة لغة جديدة نصية تعرف باسم texting وهي تعتمد على اختزال حروف العلة من الكلمات لتسهيل عملية الكتابة وزيادة النص. وبالرغم من أن هذه الظاهرة لم تشكل قلقا إلا للغويين والخائفين على اندثار اللغة، حتى ظهرت ظاهرة أكثر رعبا للأهل وهي sexting .
وفقا للدّكتورة سوزان ليبكينز، عالمة نفسانية وخبيرة في العنف الجنسيِ من نيويورك ،فأن 65 % من المراهقين بعمر 13-19 يقومون بارسال نصوص ذات مضمون جنسي أو كما عرفت بـ sexting، ويستمتعون بذلك. وإذا لم تجعلك هذه النسبة تشهق، تضيف ليبكينز، بأن هناك انتشار اكبر للظاهرة بين الاطفال بعمر 12 سنة. في الحقيقة، 6 % من تلك النسبة بدأت بأرسال الرسائل الجنسية بعمر 9 سنوات فقط.
هل ابنك المراهق متورط ؟
إذا كان ابنك/ ابنتك المراهقة تحمل هاتف نقال، فعلى الارجح بأنها تعرضت لهذه الرسائل. وقد لا يعرف الآباء والأمهات بأن اطفالهم يقومون بارسال رسائل نصية ذات مضمون جنسي. فأطفال اليوم يستعملون تقنيات عالية، لغات مشفرة، ويستعملون مصادر متنوعة مثل الانترنت. لقد اصبحت المجلات الاباحية شيئا من الماضي، فلن تعثري عليها تحت سرير ابنك أو في حقيبة الملابس الرياضية بعد اليوم.
في الحقيقة، أن الامساك بالاطفال متلبسين بات امر صعبا جدا، مع وجود وتطور مبدأ الحرية الشخصية والكلمات السرية المعقدة. لذا فلا بد من المواجهة، وسؤال الطفل بشكل مباشر: "هل تلقيت أو ارسلت رسائل نصية ذات مضمون جنسي على هاتفك النقال؟"
على الارجح بأن طفلك سيكذب، فلا يوجد دليل ضده، وربما يختلق مشكلة معك لأنك تتهمه بشيء لم يقم به. لذا يجب أن تستغل كل حواسك، إلى اي مدى تعرف طفلك. متى يكذب ومتى يقول الصدق.
ما الحل؟
لنفترض أنك لم تتمكن من كشف صدقه من كذبه، لا تقلق فلا زلت في موقع القوة والسيطرة. ما هي الامور التي يمكنك فعلها؟
1. تحدث مع المراهق. هناك العديد من الافكار المخيفة التي يمكن أن تعرضها على المراهق، مثلا أن استلام أو ارسال صور لمراهقين آخرين أو اطفال اقل من سن 18 يعتبر جريمة اباحية يعاقب عليها القانون. تحدث عن الاحتمالات المرعبة، تداول الصور الاباحية والافلام القصيرة يمكن أن يتحول إلى ادمان والتالي هو الانخراط في دوامة الصور والافلام والتجربة، وفجاءة تتحول الرسائل عنك وعن جسمك العاري وتصبح صورك ورسائلك القذرة حديث المدرسة.
2. ضع قواعد واضحة. هل تسمح لطفلك بقيادة السيارة؟ هل تسمح لطفلك بالقيام بأمور خطرة؟ فلماذا تسمح له باستعمال اداة خطيرة مثل الهاتف النقال. ابدا بعمل تفتيش يومي للهاتف (لا اسرار ولا كلمات سر). لقد اشتريت للمراهق الهاتف النقال لتبقى على اتصال معه وليس لاي سبب أخر مهما كان.
3. صادر الهاتف الخلوي. كن صارما، احيانا نحتاج إلى قرار حازم، عندما تفشل جميع الطرق وتشعر بأن الثقة بينك وبين المراهق اصبحت شبه معدومة، يجب أن تتخذ الخطوة الاولى لانهاء المشكلة. إذا اصر المراهق على استعمال هاتف أو كان من الضروري استعماله لتعرف اين طفلك، قم بشراء الانواع البسيطة التي لا تحتوي على كاميرا أو خاصية استقبال الفيديو.
الابوة في هذا الزمن صعبة جدا، فالمغريات كثيرة جدا من قنوات التلفاز إلى مواقع الانترنت إلى النصوص والصور والمقاطع على الهاتف النقال. لا بد أن يمر المراهق بفترة الفضول ولكن من الافضل أن يتعلم الاسس الصحيحة اولا من المنزل بدلا من الاصدقاء والغرباء.