أكد عدد من المهتمين والمتابعين لبرنامج مكافحة التدخين في السعودية أن هناك أسباباً ساعدت بشكل ملحوظ في فشل مكافحة التدخين وتفاقم الظاهرة.
وحدد المحاضر في كلية التربية بجامعة الملك فيصل في الأحساء الدكتور إبراهيم المبارك حسب صحيفة القدس العربي ، أسباب الفشل والمتمثلة في سهولة إعطاء التراخيص داخل النطاق العمراني لمحلات بيع التبغ وأشكاله المختلفة، إضافة إلي تدني القيمة المادية لعلبة السجائر التي لا تتجاوز سقف 6 ريالات، مما يساعد المراهقين في الحصول عليها.
وطالب الدكتور المبارك في محاضرته التي نشرتها صحيفة الوطن امس الأحد بإغلاق المقاهي عند الساعة العاشرة ليلاً،ومضاعفة أسعار علب السجائر والشيشة والمعسل حتي يتقلص تداولها ويزيد من إيرادات البلدية، وإعطاء مهلة 6 أشهر للمقاهي داخــــل الأحياء ثم إغلاقها واستبدالها بقاعات أنشطة رياضية، وأن يمنع التدخين داخل المحلات التجارية سواءً من المرتادين أو العاملين .
من جانبه اعتبر المحاضر في قسم المحاسبة في جامعة الملك فيصل في الأحساء الدكتور حسن حزوري أن عدم تطبيق القرارات والتعليمات والإجراءات الجزائية بشكل حازم وفعلي من أهم أسباب فشل المكافحة.
وطالب حزوري بمنع الإعلان عن التدخين بكل أشكاله في وسائل الإعلان والإعلام مؤكدا أن التجربة ستنجح لو استطاعت دول مجلس التعاون الخليجي اتخاذ قرار مشترك بمنع استيراد الدخان وفرض رسوم جمركية عالية قد تصل إلي نسبة 300 % كما هو موجود في بعض الدول الغربية .
وأكد الدكتور حزوري نجاح تجربة دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية في الحد من ظاهرة التدخين بأنواعه وحققت نتائج إيجابية في القضاء علي الظاهرة من خلال برامج توعوية وإجراءات اقتصادية، تمثلت نتائجها في انخفاض عدد المدخنين من 55 % من عدد السكان في الولايات المتحدة الأمريكية إلي 18%، وفي إنكلترا انخفض العدد من 43% إلي 20 % من عدد السكان. بينما نجد أن عدد المدخنين في تزايد مستمر في الدول العربية والإسلامية وتتجاوز نسبة المدخنين حاليا 35 % من عدد السكان .
وبلغ عدد المقلعين عن التدخين العام الماضي 107 مدخنين من أصل 1847 مراجعا.
هذا وحول مضار التدخين ، فقد اثبتت دراسة علمية وجود ارتباط وثيق بين التدخين وزيادة نسبة حدوث الذبحات القلبية لدى الشباب في الثلاثين من العمر وليس فقط لدى الكبار كما كان يعتقد سابقا.
وأظهرت الدراسة أن المدخنين في العمر ما بين 35 و39 سنة تكون نسبة تعرضهم للذبحات القلبية أكثر بخمس مرات من غير المدخنين بنفس الفئة من العمر وان التدخين الدائم هو العامل المهم الوحيد الذي يتسبب في حدوث الذبحة القلبية الحادة لدى الشباب اليافعين.
كما وجد الباحثون أن نسبة خطورة حدوث الذبحات الصدرية لدى الذكور في الفئة العمرية ما بين 35 و39 سنة وصلت الى خمسة أضعاف بينما وصلت خمسة أضعاف ونصف لدى الاناث في نفس العمر وأن الأنثى المدخنة تكون معرضة للاصابة أكثر من الرجل خاصة في الأعمار المتقدمة بسبب زيادة حساسية النساء تجاه التدخين عن الرجال وهو ما تم اثباته مؤخرا.
اما الخبر الجيد للمدخنين هو أنه بمجرد التوقف عن التدخين يمكن أن يتحسن الوضع العام للشخص وتنقص احتمالات تعرضه للذبحات الصدرية بسرعة.
هذا وكما هو معروف يعد التدخين من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة. كما انه من مسؤول عن الإصابة بمعظم أنواع السرطان التي تصيب الحنجرة والجهاز التنفسي. كما أن التدخين مرتبط بأنواع أخرى كثيرة من السرطان.
بالإضافة إلى أن الأشخاص المدخنين عرضة اكبر للإصابة بانتفاخ الرئة وهشاشة العظام. أما بالنسبة للنساء المدخنات اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل فهن يعرضن أنفسهن لاحتمالات عالية من أمراض القلب والجلطات.
الأمر الذي يدعو للتفاؤل هو انه الغالبية العظمى من هذه الأضرار يمكن أن يتم تداركها بمجرد انقطاعك عن التدخين. لذلك اعتقد بعد ما تقدم من المعلومات والحقائق العلمية فأن قرار ترك التدخين يجب أن تقومي باتخاذه سريعا. إذا ما الذي يمنع المدخنين من التوقف عن التدخين بعد إدراكهم لكل هذه المخاطر؟
الجواب هو أن الإدمان على النيكوتين قوي جدا بالإضافة إلى تحكم العادة بالإنسان بحيث يغدو الإنسان عبدا لهذه العادة بعدما تتمكن منه.
معظم الناس يفشلون في المحاولة الأولى لترك التدخين مما يدفعهم إلى اليأس من إمكانية التخلص من هذه العادة فيقومون بالخضوع والتسليم بأنه ليس بإمكانهم ترك التدخين. لذلك ننصحك بعدم اليأس واعادة المحاولة واعتبارها تحديا شخصيا وإنجازا من الضروري تحقيقه لتثبتي لنفسك انه باستطاعتك تحقيق أي شيء بالإرادة والتصميم.
إذا اتخذت قرارك بترك التدخين فلا تتركي تحديد التاريخ مفتوحا، بل أعط لنفسك موعدا محددا لكي تلتزمي به ولكي يغدو أمر التراجع عن اتخاذ هذا القرار أمرا صعبا. إذا كنت تعتقدين انه ليس بإمكانك أن تتخلصي من هذه العادة دون اللجوء إلى المساعدة الطبية مثل لصقات النيكوتين أو العلكة فلا تترددي في استخدامها.
قومي بإحاطة نفسك بأجواء خالية من التدخين، تخلصي من جميع منافض السجائر وامنعي التدخين في المنزل. قومي بمراجعة عاداتك وحددي الأعمال التي كانت تترافق مع التدخين وحاول تغيير هذه الأعمال أو العادات حتى تخففي من الرغبة في التدخين وحتى لا تتذكري السيجارة وخاصة في الفترة الأولى من تركك لهذه العادة.
معظم المدخنين يشعرون انهم وحيدين في حربهم ضد التدخين، لذلك من المهم أن تحصلي على دعم الأصدقاء وتشجيعهم لك حتى تتمكني من التغلب على رغبتك في العودة إلى التدخين.
الأخبار الجيدة أن جسم الإنسان لدية قدرة عجيبة على شفاء نفسه، فبمجرد تركك للتدخين يبدأ الجسم بالاستفادة مباشرة.
في اليوم الأول من تركك للتدخين ينخفض تلقائيا كل من ضغط الدم وضربات القلب بحيث يصبحان ضمن المستويات الطبيعية.
في اليوم الثاني لترك التدخين يتحسن التذوق و تبدأ حاسة التذوق بالعودة بشكل تدريجي.
بعد مرور ثلاثة اشهر على تدخينك لاخر سيجارة تتحسن الدورة الدموية والتنفس عندك بصورة ملحوظة، مما يعني أن المشي وممارسة التمارين الرياضية تصبح اكثر سهولة.
بعد انقضاء تسعة شهور على انقطاعك عن التدخين تختفي مشاكل التنفس التي كنت تعانين منها كمدخنه ويصبح بإمكانك التنفس بعمق اكثر ويختفي السعال. كما ترتفع الطاقة بشكل عام في الجسم بحيث تشعرين بنشاط اكبر. في هذه المرحلة تنخفض احتمالات الإصابة بالنزلة الشعبية والالتهابات الرئوية بدرجة كبيرة.
مع مرور عام على ترك التدخين تنخفض مخاطر الإصابة بالنوبة القلبية إلى النصف مقارنه مع الأشخاص المدخنين وتستمر بالتناقص.
بعد خمسة أعوام من الانقطاع تكون احتمالات الإصابة بالجلطة مساوية لاحتمالات أي شخص عادي غير مدخن.
عند مرور عشرة أعوام على ترك التدخين تنخفض خطورة الإصابة بسرطان الرئة إلى النصف._(البوابة)