أكدت الدكتورة مريم مال الله استشاري أول طب أسرة، إن الصحة النفسية للطلاب هي من أهم جوانب التنمية الاجتماعية والمعرفية، إذ يحتاج الطلاب أن تكون لديهم حالة صحية ونفسية جيدة، لأن الصحة النفسية هي جزء أساسي من الصحة العامة للطلاب، ولها علاقة تفاعلية مع الصحة البدنية، وتؤثر على كيفية تفكيرنا وشعورنا.
كما أن الصحة النفسية المثالية تعزز ثقة الطالب بنفسه وقدرته على النجاح في المدرسة والمجتمع، لأن للمدرسة دورا مهما في تكوين شخصية الطفل، إلا أن الطفل ليس محكوماً بأسرته فقط، فهو واقع تحت مؤثرات متعددة كوسائل الاتصال الحديثة.
7 نصائح لتعويد صغيرك على ممارسة النظافة الصحية في المدرسة
وأضافت أنه من المهم تحديد المشكلة النفسية لدى الطالب ومعالجتها مبكراً قبل أن يتطور الأمر بالكشف والتدخل المبكر، ومن أهم الأعراض الشائعة: الشعور الدائم بالحزن وقله الثقة بالنفس والخجل وقد يتطور إلى قلق وحالة اكتئاب، هذا وبالإضافة إلى ضعف التركيز والتغيير المفاجئ في سلوك الطالب ولجوئه إلى عادات غير جيدة كالتدخين، أما عند الأطفال الأصغر سناً نجد التبول اللاإرادي خلال النوم وقلة الشهية وكوابيس النوم.
وأما الأعراض الجسدية فتكون كالصداع وألم المعدة المتكرر والصعوبة في النوم وضعف الطاقة.
ونوهت أن هناك عدة عوامل تؤثر على الصحة النفسية للطالب وأولها الأسرة، لأنه عندما يعيش الإنسان بأسرة مترابطة تمكنه من تكوين شخصية سوية فهي ترسم ملامح شخصيته، وتحدد سلوكه منذ الصغر، وللأسرة وظيفة نفسية هامة جداً فهي التي تشكل كيانه النفسي في سنواته الأولى، وإذا تعرض الطفل إلى تجارب مؤلمة داخل الأسرة، فإن ذلك قد يشكل ضغوطاً نفسية تؤثر على شخصيته وتجعله عرضةً للأمراض النفسية.
5 معايير أساسية لتحديد اختيار المدرسة الأنسب لطفلك
وأما بالنسبة للعامل الثاني فهي المدرسة، فالطالب يقضي معظم يومه فيها فعدم مراعاة قدرات الطلاب واختلافهم والمناخ غير الملائم كلها تؤدي إلى ضغوطات نفسية للطالب، والتي قد تؤدي إلى تدني المستوى التعليمي، والغياب المتكرر والانعزال.
وأشارت إلى أن للاستقرار النفسي أثرا كبيرا على المستوى التعليمي، لأنه كلما كانت نفسية الطالب مستقرة ازدادت رغبته في التعليم، والذي بدوره سينعكس بشكل إيجابي على استيعابه وتحصيله العلمي، والعكس صحيح إن كانت حالة الطالب النفسية مضطربة أو لديه شعور بالقلق فإن ذلك سيؤدي إلى ضعف التركيز وقلة الاستيعاب في المدرسة.
وعلى المدرسة التعرف وتقييم الحالات مبكراً قبل أن تحصل المضاعفات، وذلك عن طريق تحويلهم لذوي الاختصاص بالتعاون مع الأسرة ومقدمي الرعاية الصحية الأولية لعمل تشخيص وخطة لعلاج أطفالهم، والفهم الكامل لطبيعة هذه الأمراض وتقديم الدعم العاطفي لهم، وذلك لأن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في قطر تقوم بالكشف المبكر عن المشاكل التي يتعرض لها المراهق في المنزل مع الأسرة أو المدرسة، بالإضافة إلى العادات غير المرغوب فيها مثل الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، ويكون الكشف على 3 مراحل تبدأ من سن العاشرة وتنتهي في سن الـ 18، تفادياً لأي مشاكل نفسية في المستقبل مع تقديم الحلول والعلاج اللازم إن استدعى الأمر.
وأكدت أن أكثر الأسر سعادة هي أكثرها تمتعاً بصحة نفسية عالية تبدأ من صحة وسلامة العلاقة الزوجية إلى علاقة الوالدين بأبنائهم وعلاقة الأبناء ببعض.