لقد بدأت أوروبا اليوم العلاج بالجينات وهذه ثاني حالة يعلن عنها هناك. وقد اثار استعمال العلاج بالجينات في السابق الكثير من التساؤلات بما في ذلك الجانب الاخلاقي. وتعتبر الصين الرائدة حاليا في هذا المجال حيث يستعمل العلاج بالجينات لعلاج السرطان.
والآن سيطبق الإتحاد الأوربي أيضا التقنيات الوراثية: وهو نوع من العقاقير الجديدة يستخدم للاشخاص المعرضين لخطر الاصابة بإلتهاب البنكرياس. ويشير هذا الى مجموعة نادرة من المرضى (بضعة اشخاص في المليون) يعانون مع عيب تناسبي في الجينات. هذا الجين المتضرر يمنع إنسحاب الجزيئات الدهنية من البلازما.
ويعمل جوهر المعالجة الجديدة على إستعمال فيروس آمن كحامل للحين يتم حقن المرضى به، الامر الذي يمكن يساعد الجسم على العودة إلى الأيض الطبيعية. ولكن الفيروسات يمكن أن تسبب رد فعل مناعياً خطيراً وتضر بالتحورات الجينية إذا ما اتحدت مع الجزء الخطأ من الجينات، كما أن من الصعب توجيهها على نحو يتعذر معه ضمان وصول الجينات للأجزاء المطلوبة من الجسم.
ويمكن أن تعتبر هذه الخطوة الرائدة في الاتحاد الاوروبي البداية لخطوة أكبر في مجال الهندسة الجينية لاحقا وبالتالي التخلص من الكثير من الامراض التي تعتبر قاتلة اليوم.
معلومات إضافية عن العلاج الجيني Gene Therapy:
هي عملية ادخال مورثات سليمة إلى الخلايا لتصحيح عمل المورثات غير الفعالة بغية علاج المرض. يرى العلماء أن العلاج الجيني قد يكون وسيلة فعالة لعلاج العديد من الأمراض الوراثية الناتجة من عطب مورثة واحدة مثل مثل الثلاسيميا والناعور وفقر الدم المنجلي والتليف الكيسي وغيرها من الأمراض.
ترجع أول تجربة لاستخدام العلاج الجيني إلى عام 1990 عندما قام الطبيبان فرنش أندرسون ومايكل بلاز بمحاولة علاج طفلة مصابة بمرض عوز المناعة المشترك الشديد بادخال المورثة المختصة بتقوية جهاز المناعة في جسم الإنسان. لاقت التجربة نجاح جزئي حيث استطاع العلاج تقوية الجهاز المناعي للطفلة بنسبة 40%.
تقوم فكرة العلاج على إدخال مورثة فعالة وظيفيا إلى الخلايا عن طريق تحميل المورثات إلى وسيط يعرف باسم الناقل. يقوم الناقل بعدها بتعداء الخلايا المستهدفة وإدخال الجين إلى الخلية وبالتالي إعادة إنتاج البروتين المفقود. يمكن تعداء الخلايا المستهدفة إما عن طريق استخلاص الخلايا وزرعها وتعدائها خارج الحي ومن ثم إعادة زرعها في جسم المريض، أو مباشرة داخل الحي.
يمكن استخدام العلاج على كل من الخلايا الجسمية أو البرعمية، ولكن معظم التجارب انصبت على استخدام الخلايا الجسمية كهدف رئيسي لصعوبة التعامل مع الخلايا البرعمية.
يوجد عدة طرق مستخدمة لإيصال المورثة للخلايا المستهدفة في العلاج الجيني أكثرها شيوعا هو إدخال المورثات إلى مواقع غير محددة في جسم المريض وبالتالي محاولة نقل المورثة لأكبر عدد من الخلايا، أو من خلال استبدال المورثة المعطوبة بمورثة سليمة عن طريق عمليات التأشيب المثلي وغيرها من الطرق.