العلماء يقتربون من إنتاج دم صناعي

تاريخ النشر: 09 يونيو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

بعد عقود من المحاولات التي أخفقت ربما ينجح العلماء في حل مشكلة تخليق دم اصطناعي. 

 

وإذا نجح العلماء بالفعل في هذا المضمار سيكون الأمر بمثابة فتح جديد في عالم الطب حيث سيقضي على مشكلة نقص الدم في المستشفيات من جانب كما سيحد من جانب آخر من احتمالات انتقال العدوى بأمراض خطيرة عبر الدم الملوث بالفيروسات مثل فيروس مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).  

 

ومن المزايا النظرية للدم الاصطناعي، حسب وكالة الأنباء الألمانية، أن بالإمكان نقله بشكل فوري لضحايا الحوادث على سبيل المثال دون الحاجة لإجراء اختبار لفصيلة دم الشخص المصاب حيث أن الجسم لا يرفضه كما هو الحال بالنسبة لفصائل الدم الطبيعي المختلفة. 

 

وكما أوردت مجلة نيو ساينتيست فإن شركة أمريكية أجرت تقويما للدم البديل الجديد المسمى (إم بي 4) في تجربة محدودة انخرط فيها نحو 20 مريضا سويديا. 

 

وقيل أن النتائج "إيجابية" رغم أنه لم يجري الإعلان بشكل مفصل عنها لكن الاختبارات التي أجريت على الحيوانات على نطاق أوسع في وقت سابق بدت مبشرة ومشجعة للعلماء كما ذكرت مجلة نيو ساينتيست. 

 

وأضافت المجلة أن حيوانا من نوع القوارض (هامستر) فقد الكثير من الدماء وتحسنت حالته بصورة ملحوظة عندما نقلت إليه كميات من الدم الاصطناعي المعروف باسم (إم بي 4). 

 

ومعظم أشكال الدم الاصطناعي تصنع أساسا من الهيموجلوبين وهو البروتين المسئول عن نقل الأوكسجين لدى معظم الثديات.  

 

كانت معظم التجارب السابقة لاستخدام الدم الاصطناعي كبديل بدت مبشرة في بدايتها لكن أتضح لاحقا أنها تواجه مشكلة رئيسية تؤدي إلى انهيار الشعيرات الدموية بسد الطريق أمام وصول الأوكسجين إلى الأنسجة. 

 

هذا ومن جانب آخر، وحول التقدم التكنولوجي الهائل في الحقل الطبي والذي لا يمكن إنكاره فلا تكاد تخلو مجلة أو صحيفة أو برنامج تلفزيوني هذه الأيام من إشارات إلى الطب البديل، التداوي بالأعشاب وغير ذلك. ويبالغ بعض الكتاب المختصين أو المتحدثين في هذه البرامج في إبراز قيمة هذه الظاهر القديمة الجديدة إلى حد يكاد ينكر الإنجازات الطبية الهائلة التي تحققت بفضل أبحاث وجهود مضنية بذلها العلماء والباحثون على مر السنين من أجل خير البشرية.  

 

في الماضي فتكت الأمراض السارية بملايين البشر وقضت على مجتمعات بأكملها . وخير مثال على ذلك الموت الأسود أو مرض الطاعون الذي اجتاح أوروبا بين عامي 1347-1350 واستمر الانتشار المتقطع للمرض في القرن السابع عشر.  

 

وقد ذكرت الإحصاءات المختلفة أن حوالي ثلث سكان أوروبا في تلك الفترة لقوا حتفهم بسبب المرض الذي أباد عائلات بأكملها.  

 

كذلك يجب علينا أن لا ننسى مرض الجدري، السل، الملاريا، الكوليرا، وغيرها من الأمراض السارية التي أودت بحياة ملايين الناس وخاصة في الدول النامية قبل أن يتمكن الطبي بفضل الاكتشافات الجديدة وتطوير أدوية فعالة لعلاج هذه الأمراض والقضاء على بعضها قضاء تاما أو الحد من آثار بعضها الآخر.  

 

لا أحد ينكر أهمية الأعشاب من الناحية الطبية خاصة وأن الكثير من الأدوية تحتوي على مكونات عشبية ومنها عقار الديجوكسين الشهير لعلاج هبوط القلب على سبيل المثال ولكن هل بإمكان الأعشاب أن تقضي على مرض الطاعون، الكوليرا، السل، الجدري وغيرها.  

 

إن اختراع البنسلين والمضادات الحيوية أحدث ثورة في علام الطب وإنقاذ أرواح ملايين البشر التي كانت العدوى الجرثومية تفتك بها. كذلك فإن الطب وعلى الرغم من عدم تمكنه للآن من تطوير علاج ناجع لمرض السرطان فإنه، أدى إلى شفاء الكثير من الحالات التي تم اكتشافها في مراحل مبكرة.  

 

لا شك أن الطب التقليدي والحديث أسهم إسهاما كبيرا في سعادة البشر ورفع معدل البقاء كثيرا عن المعدلات السابقة وأصبح معدل البقاء كثيرا عن المعدلات السابقة وأصبح معدل البقاء على قيد الحياة يفوق 70 بالمائة للرجال و75 بالمائة للنساء في الولايات المتحدة.  

 

أما بالنسبة للمشككين والذين يدعون باستمرار للعودة إلى الطبيعة، فلا ضير في ذلك ولكن هناك أشياء طبيعية كثيرة قام العلماء بتنقيتها وتنظيفها من الشوائب الضارة وجعلها صالحة ومفيد للاستهلاك الآدمي.  

 

وقد حفلت الأسواق هذه الأيام بمئات بل بآلاف الأعشاب التي يدعي أصحابها أنها تشفي من جميع الأمراض. وتكمن الخطورة في ذلك في أن المرضى أو ذويهم يمكن أن يصدقوا هذه الادعاءات وبالتالي يعزفون عن مراجعة الأطباء مما قد يفاقم من حالاتهم المرضية ويزيدها سوءا.  

 

لا مانع من استخدام بعض الأعشاب التي أثبتت جدواها ولكن تحت إشراف طبي لان بعض الأعشاب كما ذكرت ضارة ولا تناسب جميع الناس. ويعيب البعض على العلم والطب وتداخلهما في المصادر الطبيعية ولم يرد بخلد هؤلاء أن عدد سكان الكرة الأرضية في تزايد مستمر ولولا التكنولوجيا الزراعية وزيادة الإنتاج والتكنولوجيا الصناعية لعانى أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية الجوع والمرض. فالمصادر الطبيعية محدودة وعدد السكان وخاصة في الدول النامية في تزايد بشكل مرعب.  

 

إنه ينبغي لمن يريد أن يروج للمنتجات العشبية والطبيعية أن يراعي ضميره ولا ينهي بجرة قلم الأبحاث الطبية والعلمية التي استمرت لعقود طويلة وجاءت نتائجها نعمة على البشرية من حيث إنقاذ الحياة ، تخفيف الألم والمعاناة والعيش السعيد.  

 

وقد يتساءل البعض انه غير مدرك لما يجب أن يفعله إزاء التطورات العلمية المتسارعة والأبحاث التي تأتينا كل يوم بجديد بحيث أصبح الناس في حيرة من أمرهم . والجواب على هذا السؤال بسيط وهو أن علينا الاعتدال في كل شيء. فالماء الذي هو عماد الحياة إذا أساء المرء استخدامه فإنه يأتي عليه بالضرر.  

 

وينبغي على كل واحد منا أن يتناول طعامه باعتدال وأن ينوع هذا الطعام بحيث لا يقتصر على أصناف محددة . كذلك يجب ممارسة الرياضة باعتدال لان الكسل أو الرياضة العنيفة ضارتان بالصحة. وينطبق نفس الشيء على الأمور الأخرى في الحياة وعدم إهمالها أو المغالاة في ممارستها بما في ذلك الجنس، الحب، الغضب، أو غيرها. ويجب على الإنسان أن لا يستسلم لليأس بل عليه السعي دوما.  

 

أما بالنسبة للعمل وجمع المال فإنهما أيضا يقعان ضمن نفس الأطر، لان جسم الإنسان له حق عليه. فما فائدة المال والعمل المتواصل إذا كرس الإنسان لهما حياته وأصيب بالأمراض؟؟ فكم من ثري مريض في هذه الحياة تمنى لو خسر أمواله كلها واستطاع أن يعيش عيشة طبيعية كغيره من الناس.  

 

ولا ننسى هنا ضرورة التسامح وعدم الحقد على الآخرين لان ذلك ضار بالصحة . فليتنافس الناس لتحقيق الأفضل للمصالح الشخصية بل للصالح العام.  

 

وخلاصة القول هي أن التوتر واللهاث في هذه الحياة وراء الثروة ، الملذات والجاه وغيرها. أمور ضارة على المدى البعيد. أما الاعتدال واحترام الذات والآخرين ومساعدة الغير حتى لو أساءوا لنا فإنها تظل الأفضل._(البوابة)