كشفت دراسة صحية ، ان الأشخاص الأصحاء الميالين الى نوبات الغضب والاحباط تصدر اجسامهم مادة بمعدلات مرتفعة تشجع على اصابتهم بأمراض القلب والجلطات.
وذكرت الدراسة التي أصدرها المركز الطبي لجامعة ديوك، ان المادة ( سي البروتين التفاعلي) أو (سي رياكتف بروتين ..سي آر بي) لاقت اهتماما واسعا في الأوساط الطبية لدورها في زيادة الاحتمالات أو الفرص في اصابة الناس لاسيما الأصحاء منهم بأمراض القلب المختلفة و الجلطة.
وأضافت الدراسة، ان هذه المادة تفرز من قبل الكبد استجابة لبعض الالتهابات التي اكتشف مؤخرا انها تشكل الدبوس الزيتي الموجود داخل الشرايين عندما تتخثر.
وقال القائم على هذه الدراسة الاستاذ المساعد في قسم علم النفس بجامعة (ديوك) ادوارد سيواريز في مؤتمر صحافي "ان هذه الدراسة الاولى من نوعها التي تربط هذه الصفات النفسية بالمعدلات العالية لمادة (سي البروتين التفاعلي) في الاشخاص الذين لا يعانون من أي عوامل صحية تؤدي بهم الإصابة بأمراض القلب".
وأوضح سيواريز "ان العوامل التقليدية التي تؤدي بالانسان للاصابة بأمراض القلب السمنة و التدخين و أمراض السكري والكولسترول العالي وضغط الدم وهم يعانون من ارتفاع في معادلات مادة سي البروتين التفاعلي ولكن اكتشفنا الآن ان نسبة كبيرة من الناس الذين لا يعانون من هذه العوامل ترتفع عندهم معدلات هذه المادة المذكورة من دون أي سبب واضح".
وأضاف أن الدراسة أظهرت ان نوبات الغضب والتصرفات العدوانية والاحباط ربما احد الاسباب التي تفسر ارتفاع معدلات مادة (سي البروتين التفاعلي) التي تؤدي الى زيادة الاحتمالات بالاصابة بأمراض القلب والجلطة.
وأشار أن الدراسة اعطت تفسيرا محتملا عن اسباب زيادة اصابة الاشخاص الذين يعانون من الاحباط بدرجة متوسطة بأمراض القلب وربما الموت المبكر.
وقال الباحث سيواريز "ان الجلطات القلبية تصيب ما نسبته 50 في المئة من الاشخاص الذين لا يعانون من هذه العوامل التقليدية التي ذكرناها و لهذا فمن المهم ان نبحث أكثر لمعرفة العوامل الاخرى التي تسبب امراض القلب".
هذا ومن جانب آخر، يؤكد الأطباء إلى أن الإحباط من أخطر المشاكل التي يتعرض لها الإنسان بصورة مستمرة في حياتنا اليومية لما له من تأثير سلبي على سلوكياتنا بما يعوق تقدمنا في مسيرة الحياة.
فالإحباط هو حالة شعورية تطرأ على الشخص حين يتعرض لضغوط اجتماعية أو نفسية لا يستطيع مواجهتها تؤدي به إلى التوتر والاستسلام والشعور بالعجز، ويتكرر هذا الإحساس مثلا حين يتعرض الإنسان إلى مناوشات في الطريق العام ثم اختلافات في العمل مع الرؤساء أو الزملاء وحتى بعد عودته إلى منزله قد يدخل في مشاحنات أسرية، مما يؤدي به إلى الانسحاب والانطواء والشعور بالإحباط.
وللتغلب على هذا الشعور ينصح باتباع الآتي:
ـ التهدئة الذاتية: أي اتباع طرق التنفيس عن النفس بأخذ شهيق عميق وزفير بطيء.
ـ تفريغ المشاكل أولا بأول وذلك بالفضفضة والتحدث لصديق أو أي إنسان قريب يكون محل ثقة.
ـ إذا أحس الإنسان برغبة في البكاء فيجب ألا يتردد وألا يكابر بحبس دموعه.
ـ الخروج إلى الأماكن العامة المفتوحة حتى يستطيع التعبير عما يجول بخاطره في حرية تامة.
ـ تدريب النفس علي استيعاب المشاكل اليومية وذلك باسترجاع الذاكرة بأن هذا الموقف المحبط قد ألم به من قبل وأمكن التغلب عليه.. إذًا فهو قادر على التغلب عليه أيضا هذه المرة.. وهكذا.
ـ تبسيط الضغوط النفسية بحيث يتعامل الإنسان مع أي مشكلة على أن لها حلا حتى وإن كان سيحدث في وقت لاحق.. لكن بعد الاسترخاء والتفكير بهدوء.
ـ ممارسة الهوايات لأنها تنقل الشخص إلى حالة مزاجية أكثر سعادة.
ـ أن يركز الإنسان على التفكير في إسعاد الآخرين ويبتعد عن التفكير في مشاكله ويقلل من التركيز عليها.
ـ يجب أن نتذكر أن دوام الحال من المحال وأن بعد العسر يسرا وأن الوقت كفيل بإنهاء هذه الحالة المزاجية السيئة.
ـ الاهتمام بالغذاء وتناول البروتينات الحيوانية والنباتية وعسل النحل والقرفة وغيرها من الأغذية التي تحتوي على الأحماض الأمينية، تلك الأحماض هي مضادات طبيعية للإحباط._(البوابة)