يعد الصداع واحداً من أكثر الأعراض شيوعاً وانتشاراً بين الناس باختلاف فئاتهم وأعمارهم، ويعد الصداع دليلاً قد يقود للعديد من الأمراض بداية من العدوى الفيروسية وليس انتهاء بارتفاع الضغط والتهاب الجيوب الأنفية، ووصولاً إلى أمراض أشد خطورة وأكثر جدّة، وفي مقالنا اليوم، سننظر في سببين من أكثر الأسباب شيوعًا المؤدية للصداع، والمنتشرة بكثرة في فئات الشباب والبالغين وهما: الصداع الناتج عن التهاب الجيوب الأنفية والصداع الناتج عن تغيرات الضغط الدموي، ونبين الفرق بين صداع الضغط وصداع الجيوب الأنفية، مع ذكر أهمّ أعراضهما والأسباب المؤدّية لكل منهما والعلاجات المقترحة للتخفيف من آثار الصداع فيهما.
ما هو الصداع الناتج عن ارتفاع الضغط الدموي
حتى نتمكّن من تبيين الفرق بين صداع الضغط وصداع الجيوب الأنفية، لا بدّ في البداية من التعريف بالصداع الناتج عن الضغط الدموي، ووصف هذا النوع من الصداع، وكيفية حدوثه ووقته:
- إنّ صداع ارتفاع الضغط الدموي يحدث عادة عند الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع شديد في الضغط الدموي، أي لا يحدث في معظم الأحيان لدى المرضى الذين يعانون من مرض الضغط ذو الحالة المتوسطة والضعيفة.
- يتسبب الضغط الدموي المرتفع في زيادة حجم الدماغ نتيجة التوذّم الحادث فيه، مما يسبب انضغاط الدماغ على الجدران الداخلية لعظام الجمجمة، الأمر الذي يتسبب بحدوث الصداع.
- إنّ الصداع الناتج عن الضغط الدموي يتركّز في معظم الأحيان في النواحي الجانبية والعلوية من الرأس، وهو الأمر الذي يعدّ الأهمّ في عملية معرفة الفرق بين صداع الضغط وصداع الجيوب الأنفية.
- قد يترافق الصداع الناتج عن الضغط الدموي بعدد من الأعراض أهمّها: الدوخة والغثيان والارتباك، بالإضافة إلى تشوش الرؤية والنوبات، كما قد يترافق في بعض الأحيان بالآلام الرقبية.
أسباب حدوث الصداع الناتج عن الضغط الدموي
إن معرفة الأسباب المؤدية إلى أصل الصداع هي في الواقع خطوة محورية في طريق معرفة الفرق بين صداع الضغط وصداع الجيوب الأنفية، ولعلّ أهمّ هذه الأسباب التي تؤدي لحدوث الصداع في هذه الحالة هي:
- الأنشطة المرهقة جسدياً والمستمرة على مدى طويل قد تكون السبب الأساسي في تحريض الصداع الناتج عن ارتفاع الضغط، كالجلوس لأوقات طويلة أمام شاشات الحواسيب، والتي تسبب إرهاقاً لعضلات العينين، والعمل بشكل عام على الحواسيب.
- تسبب الأزمات النفسية والإرهاق النفسي والتوتّر والقلق حدوث نوبات من ارتفاع الضغط التي قد تحرض بدورها هجمات الصداع.
- تناول المشروبات الحاوية على المنبهات كالكافيين من قهوة وشاي وغيرها بكميات كبيرة قد يزيد نسبة حدوث صداع الضغط.
- فقر الدم قد يكون عاملاً مؤدياً للإصابة بالصداع الناتج عن الضغط.
- التوقف بشكل مفاجئ عن تناول الكميات المعتادة من المواد المنبهة والمشروبات الحاوية على الكافيين قد يكون هو الآخر له دور في تحريض هجمة ارتفاع الضغط الدموي.
- شرب الكحول والتدخين الشره، ثم التوقف عنه بشكل مباشر دون تدريج قد يسبب حدوث الصداع الناتج عن الضغط.
- الاضطراب في كميات الطعام وشرب السوائل قد يسبب حدوث الصداع النتاج عن الضغط: كتفويت الوجبات مثل وجبة الفطور أو عدم شرب كميات كافية من المياه والسوائل.
- تكثر الأسئلة المتعلقة بارتباط ألم المعدة بآلام الرأس، ومن أشيعها: هل ألم المعدة يسبب صداع ودوخة؟ والإجابة هي أنّه في بعض حالات التهاب المعدة (سواء كان فيروسياً أو باكتيرياً) قد تظهر أعراض الصداع على المرضى بسبب نقص السوائل نتيجة الإسهال المائي ذو الشدة المرتفعة، والذي يسببه التهاب المعدة.
أعراض الصداع الناتج عن الضغط

إنّ أهم وسيلة نستخدمها في تحديد الفرق بين صداع الجيوب الأنفية وصداع الضغط هي أعراض كلّ منهما، حيث يختلف صداع الضغط عن الصداع الناجم عن التهاب الجيوب في عدّة محاور، ومن أهمّ صفات الصداع الناتج عن ارتفاع الضغط:
- صداع يأتي على شكل آلام في الرأس على جانبيه، وفي بعض الأحيان قد يؤثر على المنطقة العلوية من الرأس بالإضافة إلى المنطقة الخلفية والجبهة في أحيان أخرى، كما يمكن وصف الصداع في عديد من الحالات بأنّه صداع نبضي، تتراوح شدته من الصداع الخفيف وصولاً إلى الصداع الشديد.
- يعاني المريض من صعوبة في النوم في الليل، أيّ أنّه يصاب بالأرق من آلام الصداع.
- يصبح المريض المصاب بصداع الضغط سريع الاستثارة، منخفض التركيز، وذو حادة.
- يعاني المرضى المصابون بالصداع الناتج عن الضغط من صعوبة ممارسة الأنشطة اليومية، إضافة إلى ظهور أعراض الحساسية من الإضاءة الشديدة عندهم.
- قد يستمر ألم صداع الضغط من 30 دقيقة إلى ساعات أو أيام عدة في بعض الحالات، ويستوجب تكرار الصداع المستمر زيارة الطبيب.
أعراض صداع التهاب الجيوب الأنفية
يختلف صداع التهاب الجيوب الأنفية بشكل ظاهر عن صداع الضغط الذي سبق وتكلمنا عنه، وحتى نعرف الفرق بين صداع الضغط وصداع الجيوب الأنفية بشكل مفصل، لا بد لنا من الحديث عن أعراض صداع التهاب الجيوب الأنفية بشيء من التفصيل:
- يسبب التهاب الجيوب الأنفية ألماً يشتد بالضغط على منطقة جذر الأنف والجبهة، وهي المناطق الأساسية التي يتركز فيها الألم.
- ينتج ألم صداع التهاب الجيوب الأنفية عن حالة الالتهاب الحادثة في الجيوب، والتي تترافق في كثير من الأحيان مشاكل في تصريف المفرزات، الأمر الذي يزيد الضغط في هذه الجيوب، ويسبب ألماً شديداً في مقدمة الرأس والوجه.
- في بعض الأحيان، قد يسبب التهاب الجيوب تورماً واحمراراً في منطقة الأنف والوجنتين بجوار الأنف والجبهة فوق العينين، وذلك نتيجة لحالة الالتهاب الحادثة في الجيوب الواقعة أسفل المناطق المذكورة.
- يزداد الألم في الصداع الناتج عن التهاب الجيوب بشكل واضح عند تحريك الرأس وتغيير وضعيته، كالاستيقاظ من النوم والنهوض من وضعية الاستلقاء، وذلك بسبب اختلال الضغط في الجيوب الأنفية.
أسباب صداع التهاب الجيوب الأنفية
استكمالاً لتبيان الفرق بين صداع الضغط وصداع الجيوب الأنفية، لا بد أن نذكر أهمّ الأسباب المؤدية إلى حدوث صداع التهاب الجيوب الأنفية، كما سبق وذكرنا الأسباب المؤدية للصداع الناتج عن ارتفاع الضغط الدموي، ومن أهمّ هذه الأسباب التي توصل لصداع التهاب الجيوب الأنفية:
- في العادة، تكون الأسباب الفيروسية هي أشيع الأسباب المؤدية لالتهاب الجيوب، حيث ينتقل الإنتان الفيروسي من التجويف الأنفي إلى الجيوب الأنفية عبر الفتحات الواصلة بينهما، مسبباً حدوث الالتهاب فيه.
- من الممكن أن يكون سبب التهاب الجيوب الأنفية بكتيرياً (جرثومياً) بالأساس، حيث تنتقل الجراثيم من الأنف إلى الجيوب الأنفية بذات الطريقة الموضحة سلفاً.
- قد يكون الإنتان الفيروسي الأولى هو السبب في حدوث إنتان ثانوي مرافق تتسبب فيه الجراثيم.
- تسبب هذه الإنتانات حدوث استجابة التهابية، مما يعني توذّماً في المنطقة الملتهبة، إضافة إلى تكاثف المفرزات وزيادتها، وإعاقة خروجها بالشكل المعتاد، الأمر الذي يسبب في نهاية المطاف زيادة في الضغط داخل الأجواف الخاصة بالجيوب الأنفية، وبالتالي ظهور الصداع.
الفرق بين صداع الضغط وصداع الجيوب الأنفية
لتلخيص ما ورد سابقاً، فإنّ الفرق بين صداع الضغط وصداع الجيوب الأنفية يمكن تقسيمه إلى المناحي التالية:
الفرق بين صداع الضغط وصداع الجيوب الأنفية من حيث موقع الألم
- يتموضع الألم في حالة الصداع الناتج عن الضغط عادة في جانبي الرأس بشكل أساسي، بالإضافة إلى انتقاله في بعض الأحيان إلى الناحية العلوية من الرأس، أو القفوية والجبهية في بعض الأحيان، يكون الصداع بشكل نبضي، وقد يترافق في بعض الأحيان بآلام رقبية وفي الأكتاف، مع أعراض عصبية كالدوخة والغثيان والحساسية من الضوء.
- أمّا في حالة الصداع الناتج عن التهاب الجيوب، فإنّ الألم يتركّز بشكل أساسي في المنطقة الجبهية من الرأس، بالإضافة إلى ترافقه مع آلام في المنطقة الوجهية القريبة من جذر الأنف، حيث يشتدّ الأنف بالضغط على الأنف والمنطقة المجاورة له من الوجنتين والرأس.
الفرق بين صداع الضغط وصداع الجيوب الأنفية من حيث الأسباب
- يكون ارتفاع الضغط السبب الأساسي في حالة الصداع الناتج عن ارتفاع الضغط، وقد يكون خلف هذه الهجمة من ارتفاع الضغط أسباب مختلفة كالتعب والإرهاق، والإكثار من المشروبات المنشطة أو الانقطاع المفاجئ عنها، والانقطاع المفاجئ عن الكحول والتدخين دون تدريج، كما تلعب الصدمات النفسية والضغط النفسي دوراً كبيراً في تحريض هجمات صداع الضغط.
- أمّا في حالة الصداع الناجم عن التهاب الجيوب فهو في الأساس عائد إلى الإنتان الذي ينتقل في معظم الأحيان من الأنف والجهاز التنفسي، والذي قد يكون فيروسياً أو بكتيرياً أو مختلطاً.
الفرق بين صداع الضغط وصداع الجيوب الأنفية من ناحية العلاج

- إن علاج الصداع الناجم عن التهاب الجيوب يكون بشكل أساسي بمعالجة حالة الإنتان تحت الإشراف الطبي، بداية بالصادات الحيوية، أو المعالجة العرضية بمضادات الهيستامين ومضادات الاحتقان والمسكنات لتخفيف الألم، وقد تصل الأمور في بعض الأحيان إلى استخدام الستيروئيدات القشرية للحد من حالة الالتهاب.
- كما يمكن التوجّه لاستخدام بعض العلاجات المنزلية التي قد تكون نافعة في كثير من الحالات، من أهمّها الإكثار من شرب السوائل، واستخدام البخاخات الأنفية التي تحوي ماء مالحاً، بالإضافة إلى استنشاق البخار.
- أمّا في حالة الصداع الناجم عن ارتفاع الضغط، فيتمّ تسكين الألم باستخدام الأنواع المختلفة من مسكنات الألم، بالإضافة إلى ضرورة العلاج لحالة ارتفاع الضغط وفقاً لإرشادات الطبيب.
وفي الختام، ترى أنّ الفرق بين صداع الضغط وصداع الجيوب الأنفية هو فرق شاسع من ناحية الأسباب والعلاج والمناطق الألمية، ولذا ينبغي تحديد سبب الصداع بحذر، والمسارعة لطلب المشورة الطبية في الحالتين للتخفيف من الألم ومعالجة الأسباب.