أمزجة جميع الناس تقريبا تتقلب . الشعور بالقلق أو الارتباك أو الكآبة من حين إلى آخر أمر طبيعي . إلا أن شخصا واحدا بين كل أربعة أشخاص (ربع الناس) يشعر في وقت ما من حياته بإجهاد ذهني لا يتبدد بسهولة .
الأعراض
تشمل أعراض الكآبة الكلينيكية (أي تلك التي تعيق مقدرة الشخص على أن يحيى حياة طبيعية) ما يلي :
· الشعور بفقدان الأمل وبالذنب والعجز .
· اضمحلال الشعور بعزة النفس .
· شدة القلق ، أحيانا .
· الأرق . خاصة الاستيقاظ مبكرا جدا وعدم القدرة على النوم ثانية .
· فقدان الشهية والوزن .
· فقدان الدوافع الجنسية .
· بطؤ التفكير والحركة (البعض وصفها كالعيش في كومة الغراء) .
· تكرار التفكير بالموت والانتحار .
إذا كنت قلقا على مزاجك ، لا سيما إذا كانت هذه الأعراض مألوفة لديك ، وجب عليك أن تنشد المساعدة . إستشر طبيبك العام . أو تحدث إلى أحد آخر ترتاح إليه ، كصديق مقرب منك أو قريب أو رجل دين ، واشرح لهم ما تشعر به .
الأسباب والعلاجات
توجد أشياء كثيرة بالإمكان عملها لمعالجة الكآبة ، بما في ذلك العلاج بالأدوية أو بالحديث عن ما يعاني منه الشخص . صحيح أن خوف الشخص من أن يعرف الناس عن إصابته بالكآبة يمنعه من البحث عن العلاج ، ولكن مراجعة الطبيب ضرورية جدا لأن أعراض الكآبة قد تكون في الواقع أعراض حالة مرضية قابلة للعلاج كمرض الغدة الدرقية أو حالة إعياء وإجهاد .
اجابة الطبيب
عندما تزور الطبيب وتشرح له حالتك ، يسأل : هل الاستطباب بالأعشاب يساعدك ؟ (مما يشير إلى اشتباه الطبيب بأن حالتك ما هي إلا حالة نفسية) .
من المحتمل أيضا أن يختلط الأمر على الشخص فيظن أنه مصاب بالكآبة في حين أنه في الواقع مصاب بمشكلة نفسية ، مثل القلق والرهاب (الخوف المرضي) والضغط النفسي . قد يحتاج الشخص إلى مساعدة أحد الأخصائيين لتعريف هذه المشاكل وتمييزها من بعضها . لا تخشى البحث عن مستشار أو أخصائي علاج في هذا المجال يستطيع سد حاجتك وتكون مرتاحا إليه .
حاول أن تكون نظرتك دائما إيجابية . الآلاف من الناس الذين مروا بتجربة الكآبة يقولون إنهم يرون نورا في نهاية النفق (أي يظل لديهم أمل ) .
الاضطراب العاطفي الموسمي
بعض الناس يشعرون بقليل من الضيق خلال فصل الشتاء ، وأناس آخرون يعانون من نوبات كآبة أشد بين حين وأخر يصاحبها تردي في مستوي الحيوية ومشاكل نوم وشهية ونقص في المقدرة على التركيز . وقد تتفاقم هذه الأمور إلى درجة يجد الشخص معها صعوبة في العمل في البيت أو مكان عمله . وتعرف هذه الحالة باضطراب المزاج الموسمي . هؤلاء الأشخاص يشعرون بخير وبحالة طبيعية أثناء الربيع والصيف .
الأعراض لهذه الحالة تشمل ما يلي:
· أعياء شديد وانعدام النشاط .
· ازدياد الحاجة للنوم .
· اشتهاء الأطعمة الكربوهيدريتية وازدياد الشهية (تنفتح الشهيّة) .
· أزدياد الوزن .
ما مدى انتشار هذه الحالة ؟
يعتقد الباحثون أن سبب اضطراب المزاج الموسمي هو نقص في أشعة الشمس يعود إلى قصر النهار في فصل الشتاء . وهذه الحالة كثيرة الانتشار في البلدان الشمالية من الكرة الأرضية . فمثلا ، في ولاية كالفورنيا الواقعة في جنوب الولايات المتحدة تقل نسبة المصابين بهذه الحالة عن نصف بالمئة من السكان ، مقارنة بنسبة عشرة بالمئة الموجودة في كندا .
الــعــلاج
إذا راجعت الطبيب وشرحت له حالتك ، قد يقول:
"وخلال السنوات القليلة الماضية عندما ينتهي الصيف تشعر بحالة سيئة وبالكآبة والانقباض ...."
الأشخاص المصابون بأعراض خفيفة من كآبة الشتاء تتحسن حالتهم بمجرد قضاء المزيد من الوقت خارج البيت والقيام بتمارين رياضية بانتظام خلال أشهر الشتاء .
تبين الأبحاث أن حالة العديد من المصابين بالاضطراب العاطفي الموسمي تتحسن حالتهم بتعريض أنفسهم لنور اصطناعي ساطع . قضاء 30 دقيقة تحت ضوء كهربائي يحسّن حالة 60 إلى 80 بالمئة من المصابين تحسنا ملموسا . الأعراض الجانبية لهذه المعالجة خفيفة ، إلا أنه يجب تجنبها من قبل اي أشخاص مصابين بحالات صحية معينة أو الذين يتناولون بعض العلاجات .
بالإمكان كذلك الاستعانة ببعض علاجات الكآبة الأخرى ،بما فيها الأدوية المضادة للكآبة واستشارة الأخصائيين ، فقد تكون هي الأخرى مفيدة ._(البوابة)