كشفت دراسة إنجليزية أن السبب الثاني المسبب للسرطان في المملكة المتحدة بعد التبغ هو الحمية والكحول. الدارسة وضحت أن الكحول والحمية مسؤولان عن ثلث الحالات المرضية في الدول النامية في العالم.
يفيد الدكتور تيم كي من جامعة اكسفورد البريطانية أن العلماء لا زالوا يدرسون كيفية قيام بعض أنواع الأكل بالتسبب في السرطان، لكنهم يجزمون أن للحمية والكحول بالإضافة إلى السمنة المفرطة يد قوية في التسبب في السرطان.
يضيف الدكتور تيم أن خمسة بالمائة من حالات السرطان يمكن تجنبها إذا كان الإنسان لا يتمتع بالسمنة المفرطة.
من جانب آخر يتسبب التدخين بحوالي 30% من حالات الإصابة بالسرطان فيما تكون الحمية مسؤولة عن 25% من الحالات ثم يأتي الكحول ليحتل المرتبة الثالثة بنسبة 6%.
يشار إلى أن السمنة ترفع احتمالات الإصابة بعدة أنواع من السرطان مثل سرطان الثدي و الكلى و الرحم و الأمعاء. أما الكحول فيتسبب بسرطان الفم و الحنجرة و الكبد، كما تتزايد نسب الإصابة بالسرطان في حالة اجتماع الكحول مع التدخين.
ولم تكن هذه الدراسة هي الدراسة الأولى حول الموضوع حيث أكدت دراسة علمية سابقة أجرتها الجمعية البريطانية لأمراض السرطان على أن الكحول والتدخين مجتمعين أو كل على انفراد يؤديان إلى الإصابة بأكثر من ستة عشر نوعا من أمراض السرطان.
وبحسب تقرير لمجلة در شبيغل الألمانية فقد تناولت الدراسة نتائج خمسين بحثا علميا أجريت على ما يقرب من 150 ألفا من النساء تبين من خلالها أن نسبة كبيرة من اللواتي يتعاطين الكحول منهن تعرضن للإصابة بعدة أمراض سرطانية في مقدمتها سرطان الثدي.
وبينت الدراسة بأن النساء المدخنات قد يتعرضن للإصابة بأمراض سرطانية متنوعة أخرى بالإضافة إلى سرطان الثدي منها سرطان الرئة وسرطان الرحم.
والجدير ذكره ما أكده تقرير حديث أصدره المعهد الأميركي لبحوث السرطان، أن تناول كميات وافرة من الخضراوات والفواكه يعتبر من أهم الطرق الغذائية لتقليل خطر الإصابة بسرطان المثانة.
وحذر التقرير الذي يوضح دور الغذاء في مكافحة السرطان، من الإفراط في استهلاك الشاي الأسود والقهوة لأكثر من خمسة فناجين يومياً.
وأفاد أن تدخين التبغ من أهم العوامل الرئيسية التي تزيد خطر الإصابة بسرطان المثانة، مشيراً إلى أن انتشار طفيليات معينة في المناطق الاستوائية والمدارية قد يكون مسؤولاً عن ظهور العديد من حالات المرض.
ويقول الباحثون إن استهلاك أغذية بالخضراوات والفواكه وتجنب تعاطي التبغ والكحول لا يقللان فقط خطر الإصابة بسرطان المثانة فقط بل يساعدان أيضاً في لوقاية من أمراض سرطانية أخرى، منوهين إلى أن أسباب زيادة انتشار سرطان المثانة في الدول المتقدمة في السنوات الأخيرة لم تتضح بعد.
ومن جانب آخر وحول مضار تعاطي المشروبات الروحية، تقول دراسة أجريت في جامعة ولاية واشنطن الأميركية إنه ربما يكون هناك علاقة ما بين الشرب وسرعة نمو الإصابة بالسرطان. وأعطيت فئة من الفئران مصابة بأورام سرطانية سعرات حرارية مشتقة من الكحول.
ووجد العلماء أن الفئران التي أعطيت الكحول فقدت دهون جسمها وماتت نسبة كبيرة منها بالقياس إلى الفئران التي لم تعط أغذية تحتوي على الكحول.
وقال البروفيسور غاري ميدوز الأستاذ في جامعة واشنطن: "إن الكحول يسبب خسارة دهون الجسم في الفئران المصابة بأورام. وكان هذا السبب في موت كثير من هذه الفئران.
وقال: "ويمكن أن يكون هذا على جانب كبير من الأهمية لأن مرضى السرطان يخسرون كثيرا من الوزن عند نهاية حياتهم حتى وإن واصلوا تناول نفس الكميات من الطعام." وقال: "ويعتقد على العموم أن الخسارة في الوزن تسرع من تقدم السرطان وبالتالي الموت".
واظهر بحث نشرت نتائجه مؤخرا ارتفاع عدد الوفيات بالتهاب الكبد ببريطانيا في السنوات السبع الماضية بسبب الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
وأوضح البحث الذي نشرته مجلة (بريتش ميديكال جورنال) الصحية أن الرجال الذين ينحدرون من أصول آسيوية يأتون في صدارة قائمة الوفيات مشيرا إلى أن عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب مرض التهاب الكبد تضاعف من ستة أشخاص من بين 100000 شخص في عام 1993 إلى 7ر12 شخص من بين 100000 شخص في عام 2000.
وبين البحث أن هناك زيادة مطردة في عدد الأشخاص المصابين بمرض التهاب الكبد بسبب إفراطهم في تناول المشروبات الكحولية. وذكر انه في عام 1993 كانت هناك ثلاث حالات أما في عام 2000 فقد ازدادت إلى ثماني حالات.
ودعا البحث الجهات المختصة إلى القيام بحملة توعية توضح للمواطنين الأضرار الناتجة عن الإفراط في تناول المشروبات الكحولية. _(البوابة)