اللياقة البدنية تخفف من الكوليسترول السيئ

تاريخ النشر: 26 يوليو 2006 - 07:50 GMT

آخر التقارير الطبية الأسترالية تشير إلى أن ممارسة التمارين الرياضية ترفع من مستوى الكوليسترول الجيد HDL في الجسم وتحسن من آلية التخلص من الكوليسترول السيئ LDL.  

 

من المعروف أن الكوليسترول الجيد هو العامل الأساسي في العملية المسماة [reverse cholesterol transport] وهي عملية إزالة الكوليسترول السيئ وإفرازاته من الشرايين عن طريق الكبد. ولكن بالرغم من ذلك فأن ارتفاع معدلات الكوليسترول الجيد لا يضمن بالضرورة حصول عملية التخلص من الكوليسترول السيئ. 

 

بحسب الأطباء المشرفين على الدراسة فأن ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم يحمي من أمراض القلب، لكن من الواضح أن هناك عدة آليات أخرى تترافق مع ممارسة التمارين الرياضية بحيث تحدث استفادة اكبر من مجرد حماية القلب. 

 

أجرى الأطباء عدة اختبارات على مجموعة من الأشخاص بينهم 25 شخص رياضي و 33 شخص لا يمارسون التمارين الرياضية ولكنهم يقومون ببعض التمارين الرياضية بين الحين والآخر. 

 

كانت النتائج أن الأشخاص الذين مارسوا الرياضة لديهم مستويات أعلى من الكوليسترول الجيد كما كان لديهم معدلات أعلى من جزيئات تسمى apo A-1 والتي تقوم بنقل الكوليسترول الجيد. 

 

لذلك يقول العلماء انهم توصلوا إلى أن الأشخاص الرياضيين لديهم معدلات أعلى من الكوليسترول الجيد وهذا الأمر قد يوفر لهم حماية اكبر من الأمراض. كما توصل العلماء انه كلما زادت مستويات اللياقة البدنية كلما رافقها كفاءة اكبر في عملية تحويل الكوليسترول السيئ إلى جيد أو حتى التخلص منه بصورة نهائية. 

 

يخلص الأطباء إلى انه ليس بالضرورة أن يكون الإنسان بطلا رياضيا حتى يخفض نسبة الكوليسترول السيئ، فقد أفادت الدراسة أن الفرق بسيط جدا من هذه الناحية بين الأبطال الرياضيين وبين الأشخاص العاديين الذين يمارسون الرياضة باعتدال. 

 

والجدير بالذكر انه ومنذ عقود دأب الخبراء على القول إن تخفيض مستوى الكولسترول الضار يشكل أساسا للوقاية من أمراض القلب. ولكن دراستين حديثتين أشارتا إلى أن العمل على زيادة مستوى الكولسترول الجيد HDL يمكن أن يكون له نفس الأهمية لتخفيض مستوى الكولسترول الضار LDL إن لم يكن اكثر من ذلك ومن شأنه الوقاية من هذه الأمراض.  

 

يقول الخبراء إن الكولسترول الجيد يحمي القلب ولكن معظم الباحثين "يغفلون هذه الحقيقة".  

ويضيف هؤلاء قائلين إن زيادة مستويات الكولسترول الجيد من خلال الأدوية من شأنه منع حدوث النوبات القلبية.  

 

وفي دراسة شملت 143 شخصاً يعانون من أمراض في القلب تناولت مجموعة واحدا من ثلاثة أدوية ترفع مستوى الكولسترول الجيد وتناولت أخرى أدوية مموهة. ووضعت المجموعتان أيضاً تحت نظام حمية لصحة القلب. كان معدل أعمار المشاركين في الدراسة 63 عاماً وكانوا جميعاً من الرجال.  

 

وبعد سنتين ونصف من العلاج وجد أن الكولسترول الجيد لدى الأشخاص الذين تناولت الأدوية ارتفع بنسبة 37% وانخفض الكولسترول لديهم أيضاً بنسبة 5% وكان الكولسترول الكلي أقل بنسبة 16% كذلك أظهرت الدراسة أن عدد الأشخاص الذين تعرضوا لنوبات قلبية من بين الذين تناولا الأدوية كان أقل بنسبة 50% ممن تناولوا أدوية مموهة.  

 

يقول الدكتور ريتشارد باسترماك، أستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، إن الدراسات في هذا المجال تعتبر بمثابة تنبيه لأخصائي القلب ويضيف "كان التركيز على أدوية الستاتين التي تخفض الكولسترول الضار. وتبين الدراسات أن الستاتين ليست المجموعة الوحيدة من الأدوية لمعالجة ارتفاع الكولسترول بل إن هناك دورا للأدوية التي ترفع مستوى الكولسترول الجيد في حماية القلب".  

 

ولكنه يقول أن الأدوية التي تستهدف الكولسترول الجيد لها آثار جانبية تجعلها غير ذات شعبية. فعلى سبيل المثال يسبب النياسين التوهج (التورد) والأحماض الفيبرية الأخرى لها تأثير على الأمعاء بينما أن الستاتين يمكن تحملها بشكل جيد.  

 

هذا وأكد علماء تغذية أميركيون أنهم توصلوا إلى طريقة لخفض معدل الكوليسترول الضار في الجسم بنسبة تصل إلى 30% تقريباً من دون استخدام أي عقاقير.  

 

وقد حدد هؤلاء العلماء عدداً من التغذية التي إن تم تجميعها فهي وجبة واحدة، يكون لها التأثير نفسه الذي تتركه بعض العقاقير المستخدمة في هذا الشأن حالياً.  

 

 

يذكر أن الكوليسترول المضر يؤدي إلى سد شرايين القلب، كما أن العلماء يعلمون بالفعل أن بعض المواد الغذائية مثل الصويا والفول السوداني والمواد البروتينية والألياف والخضراوات كلها تؤدي إلى خفض مستويات الكوليسترول في الدم، ولكن بعض الباحثين من جامعة تورنتو، هم الذين لهم السبق في التأكيد على أن نسبة الخفض ستكون مؤثرة في حال جمع هذه الأغذية في وجبة واحدة.  

 

هذا وأكدت دراسة علمية حديثة أن الزيت الحار يعتبر كأحد المصادر الغذائية للأحماض الدهنية الضرورية والتي تمثل مكونا غذائيا مهما في وجبات الذكاء للكبار والصغار.  

 

وأوضح أحد الباحثين أن الزيت الحار يحتوي على نسبة مرتفعة من الدهون عديمة التشبع المفيدة للقلب‏، لذلك يعتبر من بين مكونات الوجبات المقترحة للقلب الصحي، حيث تعمل على خفض مستوى الكولسترول في الدم.  

 

كذلك الحل بالنسبة للبن حيث أظهرت نتائج دراستين لـ 69 بالغاً من المصابين بارتفاع في مستويات الكوليسترول الكلي، الذي يشمل كلا من الكوليسترول الجيد HDL والكوليسترول السيئ LDL بحيث لم يتعاط أي منهم الأدوية الخافضة للكوليسترول كما لم يتعرض أحد منهم لنوبات قلبية أو سكتات خلال 3 أشهر هي مدة الدراسة، انخفاض مستويات الكوليسترول الكلي بحوالي 3 في المائة في دماء الأشخاص الذين يتناولوا 7 أونصات من اللبن يومياً.  

 

وأشار الدكتور جيمس أندرسون من مركز المحاربين الطبي الأميركي إلى أنه على الرغم من أن هذا الانخفاض قليل نسبياً إلا أنه قد يكون مهما لصحة القلب فكل انخفاض 1 في المائة في مستويات الكوليسترول الكلي يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب بحوالي 2-3 في المائة.  

وأوضح أن البكتيريا المتواجدة في اللبن تلعب دورا محوريا في تقليل مستوى الكوليسترول في الجسم عندما تصل إلى الأمعاء الدقيقة.  

 

من جانبها، أكدت آن هاتنز أخصائية التغذية السريرية في المركز الطبي بجامعة ستانفورد الأميركية أنه على الرغم من الأثر القليل الذي ظهرت هذه البكتيريا الجيدة التي تعرف بالمستنبتات الحية أو النشطة على الكوليسترول الكلي إلا أنها تملك الكثير من الفوائد الإيجابية على الصحة البشرية.  

 

وللحصول على أكثر فوائد ممكنة من اللبن، أوصت بقراءة قائمة المحتويات الموجودة على علبة اللبن للتأكيد من احتوائه على المستنبتات الحية من البكتيريا المفيدة كما نصحت بتجنب تناول أنواع اللبن المحلى ذلك أن معظم البحوث اختبرت الفوائد الصحية للبن العادي الخالي من السكر.  

 

أما بالنسبة لأخر الدراسات حول الأغذية الطبيعية المفيدة لخفض نسبة الكوليسترول فقد توصلت دراسة كندية إلى نتيجة مفادها أن الشخص يمكن له أن يتناول طعاماً مفيداً لصحة القلب يتكون من عناصر مضادة للكولسترول وتوفر حماية ضد أمراض القلب بنفس القدر الذي توفره الأدوية المخفضة لمستوى الكوليسترول الضار في الدم.  

 

وكانت دراسات أخرى أظهرت في السابق أن أربعة أنواع من الأطعمة يمكن لكل واحد منها تخفيض مستوى الكوليسترول بنسبة 5-10% أما الدراسة الجديد وهي الأولى من نوعها فكانت حول مزيج الأربعة أنواع مع بعضها بعضها، وتبين من النتائج أن التأثير لهذه الأطعمة على تخفيض الكوليسترول الضار جاء مضاعفا ووصلت نسبته إلى 29% مما يعني فرقا بين المستوى العالي والطبيعي له في الجسم.  

 

تكون الغذاء المستخدم في الدراسة من أربعة عناصر من الصويا، الألياف، سمنة غنية بالستيرول النباتي واللوز حيث كان المشتركون في الدراسة يتناولون حفنة من اللوز يومياً.  

 

وكانت هذه العناصر جزءاً من برنامج غذائي لمدة سبعة أيام يعتمد على الأغذية المتوفرة في الأسواق المركزية ومخازن الأدوية الصحية. واشتملت الأطعمة على الخضراوات أيضاً.  

كانت وجبة الإفطار تتكون من الصويا، الشوفان مع شرائح من الفاكهة واللوز، خبز الشوفان والمارجرين الغنية بالستيرول بالإضافة إلى المربى.  

 

أما وجبة الغذاء فتتألف من بروتين الصويا، خبز الشوفان، شوربة الفاصوليا والفواكه.  

وكان العشاء يتألف من الخضراوات والفواكه واللوز والوجبات الخفيفة تتضمن اللوز، اللبن وحليب الصويا المروب بألياف ميتاميوسيل.  

 

تبين من الدراسة أن الانخفاض في مستوى الكوليسترول الكلي جاء نتيجة للانخفاض الكوليسترول الضار وكانت قيمة هذا الانخفاض مماثلة لتلك التي يحصل عليها المرضى الذين يتناولون الأدوية المخفضة للكوليسترول مثل الستاتين.  

 

وقد أثارت نتائج الدراسة إعجاب العديد من العلماء والباحثين أمثال الدكتور جين سبلير، مدير مؤسسة سفيرا ومركز الأبحاث الصحية في لوس أنجلوس بكاليفورنيا. والدكتور سبيلر مؤلف لكتاب "تشخيص أمراض القلب" قال سبيلر إن نتائج الدراسة دليل قوي على ما دأب على الإعلان عنه لسنين عديدة".