أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA عن سلسلة من التغييرات المهمة في معلومات استخدام مسكنات الألم سواء التي تصرف بوصفة طبية أو تلك التي تصرف من دون وصفة طبية، في خطوة ترمي إلى تحقيق أقصى فائدة مرجوة من هذه الأدوية والحد من مخاطرها على المرضى في العالم.
وقد طلبت الهيئة من الشركات الدوائية المصنعة للأدوية المضادة للالتهابات غير الاستيرويدية NSAIDs أن تراجع المعلومات المنصوص عليها في النشرات الداخلية حسب صحيفة الخليج، حيث تشمل إرشادات للمرضى حول تناول الدواء وتجعلهم على دراية بتأثيرها في القلب والأوعية الدموية أو الجهاز الهضمي والمرتبطة بتناول هذه الفئة من الأدوية. ومن أمثال هذه الأدوية أبيوبروفين ونابروكسين وديكلوفيناك.
كما طلبت الهيئة الأمريكية من شركة فايزز pfizer أن توضح هذه المعلومات بنشرة دواء سيليبركس Celebrex، من جهتها فقد وافقت شركة فايزر pfizer على أن تتعاون مع هيئة الغذاء والدواء في إضافة هذه المعلومات.
هذا ومن جانب اخر فقد حذر الخبراء من تعاطي المسكنات بكميات كبيرة كمسكن (البنادول) لما تتركه هذه المسكنات من آثار سلبية.
أن زيادة استخدام هذه المسكنات بكميات كبيره قد يسبب بتدمير الكبد وخاصة إذا كان الشخص يتعاطى المشروبات الكحولية يوميا.
ونقلت عن دراسة أجريت في الولايات المتحدة نتيجتها تثبت أن هناك اكثر من 16الف شخص يموتون سنويا بسبب المشاكل المتعلقة بالتناول الخاطئ للمسكنات.
ان أدوية نزلات البرد والصداع العديدة المتوفرة في الصيدليات قد تتشابه في مكوناتها الدوائية ويأخذها بعض المرضى مع بعضها البعض دون استشارة الطبيب مما يسبب مشاكل صحية لدى البعض.
أن الأدوية المسكنة للألم والمضادة للالتهابات كالبروفين والفولترين قد تسبب نزيف في المعدة وتزيد احتماليه الإصابة بنزيف المعدة عند الأشخاص فوق الستين والذين لهم تاريخ مرضي بقرحه المعدة أو الإثنى عشر.
ومن جانب آخر وللذين يبالغون بتناول المسكنات لمنع الصداع، فيتسبب الأشخاص الذين يعانون من آلام الرأس بزيادة آلامهم من خلال اللجوء إلى المسكنات عند ظهور أول إشارة لوجع الرأس. فإذا كنت تستخدم هذه المسكنات أكثر من مرتين في الأسبوع فإنك قد تكون السبب في عودة الآلام ولكن باستطاعتك وقف هذه الحلقة المفرغة.
من الطبيعي للكثيرين منا اللجوء إلى تناول المسكنات عند الشعور بألم في الرأس، وإذا ما عاود الألم صاحبه فإنه يقوم بتناول المسكنات مرة ثانية وهكذا.
وعلى الرغم من أن ذلك قد يكون جيداً ليوم أو يومين، غير أن تناول المسكنات أكثر من ذلك يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. وفي الحقيقة فإن سوء استخدام المسكنات يديم آلام الرأس ويجعلها تعود ثانية عندما ينتهي مفعول الدواء. وعندما يعود الألم، يصبح الجواب الطبيعي تناول المزيد من المسكنات وهو ربما أسوأ شيء يمكن أن تفعله.
ومن أجل كسر هذه الحلقة، يتعين عليك التوقف عن تناول الأدوية المسكنة. وقد يسبب ذلك أعراضاً مؤلمة لأيام، أسابيع أو حتى شهوراً بما في ذلك آلام الرأس والإعياء. وقد يتطلب أيضاً تناول أدوية أخرى وفي بعض الأحيان الدخول إلى المستشفى لمساعدة الشخص على التغلب على الأعراض التي يشكو منها.
من يعلم أن تلك الزجاجة الصغيرة الموجودة في صيدلية منزلك تسبب كل ذلك؟؟!
تشخيص صعب
وفقاً لبعض الدراسات، يعاني حوالي 4% من سكان الولايات المتحدة من آلام الرأس يومياً.
ويقدر الدكتور تيموثي سميث أن معظم هؤلاء الناس تعود إليهم آلام الرأس التي تسمى آلام الرأس الناجمة عن سوء استخدام المسكنات.
قال المدير الطبي لمركز رايان لآلام الرأس في سانت لويس إنه على الرغم من أن الخبراء لا يزالون على غير دراية بالسبب الدقيق لعودة آلام الرأس، فإن سوء استخدام المسكنات يمكن أن يحدث تغيرات فسيولوجية.
فالاستخدام المفرط للمسكنات يبدو أنه يخفض من قدرة الشخص على تحمل الحد الأدنى من الألم ولذا يبدأ هؤلاء الأشخاص بالحاجة إلى المسكنات كي يشعروا بأنهم طبيعيون.
قال سيمور داياموند، ومؤسس عيادة داياموند لآلام الرأس في شيكاغو والرئيس التنفيذي للمؤسسة الوطنية لآلام الرأس، "اعتقد أن الاستخدام المفرط للمسكنات يخفض من مستوى السيروتونين وهي مادة كيماوية، في الدماغ. ومن شأن هذا أن يحدث تغييرا بشأن الكيفية التي يشعر بها الشخص بالألم".
ويتمثل جزء من مشكلة الآلام التي تعاود صاحبها أنها تكون في بعض الأحيان صعبة التحديد خاصة لأن الناس الذين يعانون من هذه الحالة لديهم آلام مزمنة وهو السبب الذي يجعلهم يلجأون إلى تناول الأدوية. فملاحظة الانتقال من الصداع النصفي إلى آلام الرأس العادية المتكررة يمكن أن تكون صعبة بالنسبة للمريض والطبيب على حد سواء.
الأسباب
يقول الخبراء إن أي مسكن للألم في صيدلة المنزل يمكن أن يسبب الآلام المعاودة إذا تناولها الشخص بصورة متكررة وبكميات كبيرة. فالأدوية التي تباع دون وصفة طبية والتي تحتوي على الأسبرين، الاستأمينوفين والايبوبروفين يمكن أن تسبب آلام الرأس المعاودة.
من ناحية ثانية فإن الإفراط في استخدام الأدوية التي تحتوي على الكافيين مثل الإكسدرين أو الأناسين أكثر احتمالا للتسبب في مشكلة. قال غولاغر، "الأدوية التي تحتوي على الكافيين هي الأكثر خطورة".
كذلك يسبب الإفراط في تناول الأدوية التي تباع دون وصفة طبية آلام الرأس المتكررة خاصة إذا كانت هذه الأدوية من الباربتيوريت التي تحتوي على الكافيين. وقال سميث، "إن سوء استخدام عدد من المسكنات المخدرة مثل دارفوسيت الذي يحتوي على التايلينول والكودايين، فيكودين واللورتاب هو الأكثر احتمالا بمعاودة آلام الرأس.
تحذيرات مخادعة
قال سميث إن الناس غالباً ما يعتقدون أن بإمكانهم شراء أدوية دون وصفة طبية، ويمكن لهذا أن يكون أمراً خطيراً.
وأضاف، "اعتقد أن المرضى ينظرون في كثير من الأحيان إلى التحذيرات المكتوبة على زجاجة الدواء المسكن دون مبالاة. ولو تقيد الناس بهذه التحذيرات لجنبوا أنفسهم آلام الرأس التي تنجم عن الإفراط في استخدام المسكنات.
وفي بعض الحالات لا يعتبر حتى التقيد بالتحذيرات كافياً. ويتفق داياموند وغولاغر وسميث على أن المرء يجب أن لا يتناول أي نوع من المسكنات أكثر من يومين في الأسبوع.
من جانب أخر، قد يلاحظ المرء أن التحذيرات الموجودة على زجاجة الأسبرين، الاستأمينوفين، أو الإيبوبروفين تقول إن الدواء يمكن تناوله لمدة أقصاها عشرة أيام. وبكل تأكيد فإن التحذيرات لا يمكن أن تكون خاطئة._(البوابة