الغريزة الجنسية من الأمور الحياتية التي وضعها الله فطرة في كل إنسان، فمنذ نشأته ونعومة أظافره ويحدث هذا الأمر بشكل أو بآخر، ولكن هل تظل القدرة الجسدية على إتمام هذا الأمر بنفس القدر مع التقدم في العمر؟ وهل يظل المعدل الطبيعي للجماع في سن الأربعين تحديدًا هو نفسه في المراحل السابقة من العمر؛ أو يكون نفسه في العمر متقدم؟ هذا ما سنعرفه في هذا المقال بالتفصيل، وهل تظل المرأة والرجل على نفس الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة، خاصة مع التقدم بالعمر والوصول إلى سن الأربعين، تابعونا فضلاً لنتعرف معًا على كل التفاصيل المتعلقة بهذا الأمر.
مشكلات العلاقة الجنسية بعد سن الأربعين
في الحقيقة سن الأربعين يطلق عليه البعض سن اليأس، ولكنه في الحقيقة ليس كذلك بالمرة، فعلى الرغم من ان بعض الأمور الحياتية تختلف قليلًا عما كانت في السابق، إلا أنها تظل مستمرة، حتى لو قلت كفاءتها أو قلت عدد مراتها، ومن هذه الأمور هي العلاقة الجنسية بين الزوجين، ففي مثل هذا السن يحدث ما يسمى بالفتور، سواء كان ذلك الفتور من جانب الرجل أو من جانب المرأة خاصة في هذا الأمر، وذلك يعود لعدة أمور منها ما هو يتعلق بالحالة الصحية للرجل أو المرأة، ومنها ما هو متعلق بالحالة النفسية.
المشكلات الجنسية لدى النساء بعد الأربعين
تعتبر النساء هن الأكثر عرضة للمشكلات الجنسية التي تحدث في هذا السن، كما أن لهن سبب رئيسي في تقليل المعدل الطبيعي للجماع في سن الأربعين، فالمرأة يحدث لها الكثير من التغيرات الجسدية والنفسية، وذلك يعود بشكل رئيسي إلى انقطاع الطمث، أو عدم انتظامها، فهذه المرحلة العمرية هي الفترة التي تنتهي فيها مرحلة الدورة الشهرية مما يترتب عليه الكثير من الآثار المتعلقة بالعلاقة الجنسية، ومنها ما يلي:
جفاف المهبل
من المعروف أن المهبل هو الشيء الأساسي لإتمام العلاقة الجنسية كاملةً، وعندما يتعرض لأي تغيير يؤثر سلبًا في العملية بأكملها، فعند انتهاء الدورة الشهرية تبدأ الإفرازات المهبلية بالاختفاء، وهذا يؤدي إلى جفاف المهبل بشكل كبير، مما يؤثر على المعدل الطبيعي للجماع في سن الأربعين بالتحديد.
في هذا العمر يبدأ هرمون الأستروجين في الانخفاض، حيث أن المبايض لم يعد لها القدرة على إفراز هذا الهرمون بشكل طبيعي كما كان من قبل، وهذا يؤدي إلى جفاف المهبل بشكل ملحوظ مما يسبب آلاما كثيرة أثناء عملية الجماع، قد تصل إلى حد النزيف، في هذه الحالة قد يلجأ الزوجان لاستخدام مزلقات طبية بديلة لهذا الأمر، كما ينصح في هذه الحالة بإطالة فترة المداعبة قبل الإيلاج، حتى تصل المرأة لمرحلة النشوة التي تحضر فيها مثل هذه الإفرازات.
تغيرات شكل الجسم
عندما يتقدم العمر بالمرأة وتصل لمرحلة الأربعين قد تبدأ بعض الترهلات في الظهور، وذلك بسبب الحمل والولادة وغيرها من التغيرات التي تسبب هذا الأمر، حينها قد تفقد المرأة ثقتها في نفسها وتعدل عن الرغبة في ممارسة العلاقة الزوجية، مما يقلل من المعدل الطبيعي للجماع في سن الأربعين، وينصح دائمّا بممارسة الرياضة بانتظام لتجنب هذا الأمر وللحفاظ على لياقة الجسم وجعله دائمًا مشدودًا وشبابيًا لأطول فترة ممكنة من العمر.
انخفاض الرغبة الجنسية
هناك عدد من الأمور التي تؤثر على المعدل الطبيعي للجماع في سن الأربعين، من هذه الأمور هو انخفاض الرغبة الجنسية لدى المرأة، وفي الحقيقة لا يمكن تعميم هذا الأمر تحديدًا، فهناك بعض النساء لا تنخفض لديهن الرغبة الجنسية مهما تقدم بها العمر، وهناك البعض الآخر تبدأ تقل لديهن الرغبة في هذا الأمر مع دخول سن الأربعين، يحدث غالبًا ذلك بسبب توقف الجسم عن إفراز الهرمونات الأنثوية التي من شأنها أن ترفع الرغبة الجنسية لدى المرأة، ويعد انقطاع الدورة الشهرية أحد أسباب هذه التغيرات الهرمونية.
يوجد بعض الطرق التي تعمل زيادة الرغبة الجنسية مرة أخرى لدى النساء مثل بعض الأدوية التي يصفها الطبيب، وننصح هنا بعدم تناول أيً منها بدون استشارة الطبيب، وبدون وصفة طبية فمن الممكن أن يعمل على حدوث اضطرابات هرمونية شديدة قد تؤدي للإصابة ببعض الأمراض الخطيرة، كما أن هناك بعض بعض الأنظمة الغذائية التي تساعد على مثل هذا الأمر، كما يجب في هذا الحالة ممارسة المداعبة بفترة كافية قبل الدخول في العلاقة الزوجية مباشرة.
المشكلات الجنسية لدى الرجال بعد الأربعين
هناك أمور كثيرة يعتمد عليها المعدل الطبيعي للجماع في سن الأربعين، منها ما هو متعلق بالنساء كما ذكرنا، ومنا ما هو له علاقة بالرجل نفسه، فما تؤثر المرأة في مثل هذا الأمر، الرجل له دور رئيسي أيضًا، ومن الجدير بالذكر أن مشاكل الرجل أكثر تعقيدًا من مشاكل النساء في العلاقة الحميمة، كما أنها أكثر تأثيرًا في إتمام العملية الجنسية بالطريقة المرغوب فيها، ومن اهم المشكلات التي يتعرض لها الرجال في سن الأربعين ما يلي:
اضطرابات القذف
والمقصود باضطرابات القذف هنا سرعة القذف أ تأخره، فكلاهما لهما نفس التأثير السلبي على العلاقة الجنسية، وكلا منهما له سبب طبي مختلف، يجب على الرجل وقتها اللجوء للطبيب للكشف عنه، ومن الجدير بالذكر أن هذه الاضطرابات لا تحدث في سن الأربعين فقط ولكنها قد تحدث في سن مبكرة، ولكن تكون اكثر شيوعًا في هذا السن ولها أسباب طبية مختلفة كما ذكرنا، الطبيب وحده هو من يحدد هذا الشيء.
ضعف الانتصاب
يعتبر ضعف الانتصاب من أكثر الأشياء تأثيرًا في المعدل الطبيعي للجماع في سن الأربعين للرجل، حيث قد يؤدي إلى إلغاء العملية الجنسية بالكامل، ويعني عدم تدفق الدم بصورة كافية إلى جميع أنحاء الجسم، مما يؤثر على العضو الذكري ويجعله غير قادر على الانتصاب بالصورة التي تجعل الإيلاج ممكنًا، ويعود هذا الأمر إلى مجموعة من الأسباب منها:
- الحالة النفسية للرجل، ولها تأثير كبيرة على هذا الأمر.
- التدخين.
- سوء التغذية، فتناول أطعمة صحية يؤدي إلى سريان الدم بشكل طبيعي داخل جميع أجزاء الجسم، والعكس صحيح.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- أمراض ضغط الدم والسكري.
يجب معالجة هذه الأمور بتدخل مباشر من الطبيب لمعرفة السبب وعلاجه بالطريقة الصحيحة، كما يجب على المرأة أيضًا أن تحفز الرغبة الجنسية لزوجها بطريقة أو بأخرى، ويجب على الرجل ممارسة الرياضة بانتظام لتجنب مثل هذه الأمور في المستقل، فممارسة الرياضة من أكثر الأشياء التي تحافظ على القلب وعلى الصحة الجسدية.
فقدان الرغبة الجنسية
مما لا شك فيه أن رغبة الرجل في العملية الجنسية هو العامل الرئيسي الذي تتم على أساسه العملية الجنسية بأكملها، فعندما تنعدم الرغبة عند الزوج، تنعدم معه كل الأحاسيس وكل الأشياء التي من الممكن أن تعمل على نجاح العلاقة الحميمة بين الزوجين، ومن أهم أسباب هذا الفقدان هو النفسية السيئة، والتفكير الزائد والقلق والتوتر، فهذا كله من شأنه أن يقلل من هرمون التستوستيرون الذي يحفز الرغبة الجنسية لدى الرجل.
المعدل الطبيعي للجماع في سن الأربعين
بعد أن تعرفنا على العوامل التي يتوقف عليها سير العملية الجنسية للزوجين في سن الأربعين فيما فوق، بالطبع تتساءل الآن ما هو المعدل الطبيعي للجماع في سن الأربعين، وكم من المرات يعد أمرًا طبيعيًا وصحيًا، وكم من المرات يعد إفراطًا في الممارسة، وهل هناك عدد مرات معينة تحدد كيف تكون العلاقة الحميمة، بالطبع هناك بعض الأمور التي يجب أن ننظر لها في تحديد المعدل الطبيعي للجماع في هذا العمر.
فبالنسية للرجل يجب أن لا تقل عدد مرات الجماع عن ست مرات شهريًا، وتسعة وستون مرة على مدار السنة، ولكن بالطبع هذا يختلف تبعًل للحالة الصحية والمزاجية له كما وضحنا سابقًا، فهذا الأمر نسبي وهناك من يحافظ على هذا المعدل، وهناك من يتخطاه، ومن لا يصل له، وكل هذا يتحدد طبقًا للعوامل السابقة ذكرها.
معدل الجماع لدى المرأة في سن الأربعين
هل سألت نفسك يومًا كم مرة تحتاج المرأة للجماع في الأسبوع، وما هو المعدل الطبيعي للجماع في سن الأربعين بالنسبة للمرأة؟ في الحقيقة لا يختلف المعدل كثيرًا عن المعدل الطبيعي للرجل، ولكن هناك عدد محدد من مرات الجماع التي تحتاج لها المرأة في هذا السن، وذلك لعدة أسباب منها الحفاظ على شبابها، والحفاظ على حالتها النفسية، فمن معجزات الله في هذا الأمر أنه جعل للحيوانات المنوية لدى الرجل تأثير كبير في صحة المرأة، وذلك كما يلي:
- تؤثر الحيوانات المنوية في الحالة النفسية للمرأة، فهي تزيل التوتر والاكتئاب نتيجة لتأثيرها المباشر في الهرمونات الأنثوية.
- يجعل المرأة تشعر بمزيد من الهدوء والسكينة نظرًا لاحتوائه على بعض من الهرمونات مثل الأوكسيتوسين والبروجستيرون والسيروتونين، فالأوكسيتوسين، فكلها هرمونات تؤثر إيجابيًا على الحالة المزاجية.
- تحتوي الحيوانات المنوية على هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم العميق.
الإفراط في العلاقة الزوجية في سن الأربعين

عند ممارسة الجماع مرات أكثر من الطبيعي يؤثر ذلك بالسلب على صحة الرجل تحديدًا، حيث يؤثر على الصحة العامة للقلب والعقل، مما قد يؤدي إلى حدوث جلطات قلبية أو جلطات دماغية نتيجة الجهد الزائد الذي يمارسه الرجل أثناء العملية الجنسية، كذلك الحال بالنسبة للمرأة، فقد يؤدي الإفراط في العلاقة الحميمة في سن الأربعين إلى حدوث الكثير من المشاكل الصحية لها، فمثلا قد يؤدي الأمر إلى حدوث التهابات شديدة في المهبل وفي عنق الرحم، قد يصل الأمر إلى حدوث النزيف الداخلي أو النزيف المهيلي.
كذلك هناك بعض من الأمور المشتركة التي تحدث للزوجين نتيجة للإفراط في ممارسة العلاقة الحميمة في سن الأربعين، منها الإحساس بالملل من الحياة الزوجية كلها، فليس هناك تشوق في الأمر، مما يجعله روتينيًا إلى حد كبير، كذلك يجعل الزوجين في حالة إجهاد مستمر فالعلاقة الجنسية بمثابة الجري 11 كيلو متر، وهذا مجهود هائل قد لا يتحمله القلب أو البدن عامة.
هناك هرمون يسمى البروستاجلاندين، هذا الهرمون هو المسؤول عن الوصول لمرحلة النشوة عند الرجل والمرأة، عندما يفرز هذا الهرمون بصورة كبيرة يؤدي إلى إضعاف المناعة بشكلٍ كبير، كما ان الإفراط في العلاقة الحميمة قد يؤدي إلى الإجهاض في حالة كانت المرأة حاملاً في الشهور الأولى، وهذا الأمر نادر الحدوث في سن الأربعين.
في نهاية مقالنا هذا نود أن نعلمكم أن المعدل الطبيعي للجماع في سن الأربعين يختلف من شخص لآخر، ويختلف من مرأة لأخرى، فله العديد من العوامل التي يعتمد عليها، لذلك يجب عدم المقارنة مطلقًا في هذا الأمر، ويجب فقط التركيز على المشكلات الصحية التي قد تضر بك أو بزوجتك، ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها، لتهنو بحياة زوجية سعيدة.