الموسيقى.. علاج للكثيرين

تاريخ النشر: 01 فبراير 2005 - 11:56 GMT

بدأت المستشفيات الدنماركية اللجوء بشكل واسع الى استخدام الموسيقى في علاج المواطنين الذين يعانون
من أمراض نفسية.

وذكرت دراسة طبية أن الموسيقى لها أثر فعال في علاج هؤلاء المرضى قياسا مع الأدوية التقليدية التي اعتادت المستشفيات على استخدامها في علاجهم .

وبينت التجارب، حسب وكالة الأنباء الأردنية ، أن حوالي ثمانين بالمائة من المرضى شعروا بالتحسين بعد الاستماع لموسيقى بدرجة أكبر من مفعول الأدوية التقليدية من اجل تهدئة الأعصاب او النوم.

وأظهرت الدراسة التي شملت المرضى الذين يعانون من امراض انفصام الشخصية أو الكآبة أن العديد منهم نجحوا في التخلي كليا عن الأدوية والاستعاضة عنها بالموسيقى التي غالبا تكون كلاسيكية او هادئة.

كذلك فقد نصح الباحثون في جامعة ستانفورد الأمريكية الأشخاص كثيرو النسيان بالاستماع لموسيقى موزارت بعد أن ثبتت قدرتها على تحسين قدرات التعلم والذاكرة عند الإنسان.

فقد بينت نتائج بحث جديد نشر أخيرا حول الأساس الجزيئي لما يعرف بتأثير موزارت أن الفئران التي استمعت لهذه الألحان الموسيقية أظهرت مستويات أعلى من نواتج عدة جينات مسؤولة عن تحفيز وتغيير الاتصالات بين خلايا الدماغ.

ويرى الباحثون، أن هذه الاكتشافات مثيرة للجدل، فهي تقترح أن للتنشيط الدماغي بشكل عام تأثيرات عصبية وكيميائية محددة، إلا أن أسباب هذه التأثيرات إذا ما كانت ترجع للموسيقى نفسها أو موزارت وحده على وجه التحديد لم تتضح بعد.

واكتشف العلماء أيضا أن أداء الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر كان أفضل في المهمات الاجتماعية والنشاطات بعد استماعهم لألحان موزارت، كما أن عزفها لمرضى الصرع خفف من النشاط الكهربائي المصاحب للنوبات التشنجية التي تصيبهم في حين لم تنجح الألحان الأخرى في تحقيق ذلك.

هذا ومن جانب آخر، أثبت مجموعة من أطباء العظام في واشنطن أن الموسيقى تخفف من آلام المفاصل وقالوا أن المرضى الذين استمعوا للموسيقى سجلوا درجات أقل من الألم ودرجة الاستجابة لديهم ارتبطت بمدى هدوء المقطوعة الموسيقية!

وقام الباحثون باختبار آثار الموسيقى وفعاليتها في تخفيف آلام المفاصل المزمنة عند 66 شخصا من المصابين الذين تجاوزت أعمارهم الخامسة والستين وتم تقسيمهم إلى مجموعتين بحيث استمعت الأولى لموسيقي "موتسارت" لمدة عشرين دقيقة كل صباح طوال 14 يوما بينما جلست المجموعة الثانية في جو هادئ دون أية أصوات أو نغمات لنفس المدة.

ولاحظ العلماء أن هؤلاء المرضي الذين استمعوا إلى الموسيقي سجلوا درجات أقل من الألم عن المجموعة الثانية وانخفضت مستويات الألم وشدتها بعد الاستماع للألحان الهادئة.

وتشير نتائج هذه الدراسة، إلى أن الموسيقى الكلاسيكية أكثر تأثيرا لمسكنات الألم عند المصابين بالتهاب المفاصل وبالتالي يمكن للأطباء العناية الصحية وتوظيف هذا العلاج الآمن والفعال كجزء من البرنامج العلاجي الشامل لأوجاع العظام.

ومن جانب آخر، تقول الدراسات إنه مهما كانت الموسيقى التي يسمعها الإنسان، فإنها تحسن مزاجه. قال أساتذة في جامعة بن في الولايات المتحدة إن الموسيقى مفيدة للطلاب على أقل تقدير. وقال الباحثون الذين يدرّسون علم النفس والموسيقى إنهم درسوا تأثير الموسيقى واستجابة أمزجة طلابهم لها.

سجل الطلاب مذكراتهم الخاصة بالسماع للموسيقى لمدة أسبوعين وأفادوا أيضا بشأن أمزجتهم قبل وبعد كل جلسة استماع. ولم يقتصر الاستماع إلى الموسيقى على تحسين المزاج فقط، بل إنه عزز أيضا المشاعر الإيجابية الموجودة بالفعل لدى الطلاب.

كذلك فإن نوع الموسيقى لم يحدث اختلافا حيث أن جميع أنواع الموسيقى التي استمع إليها الطلاب كان لها نفس التأثير الإيجابي.

وبعد قيام طلاب علم النفس بالاستماع إلى الموسيقى، أصبح الطلاب أكثر تفاؤلا، سعادة، صداقة، ارتياحا، وهدوءاً. كذلك كان الطلاب أقل تشاؤما وحزنا. ورغم كل ذلك فإن الموسيقى لم تخلص الطلاب كلية من الخوف الذي يسكن صدورهم حيث أنهم لم يقولوا بعد استماعهم للموسيقى إنهم أصبحوا أقل خوفا.

أما بالنسبة للطلاب الذين كانوا يدرون الموسيقى فلم يبدو أن الموسيقى كانت غذاء الحب بالنسبة لهم.

قال الباحثون إن كافة الأمزجة الإيجابية تعززت في الجامعة نتيجة للاستماع إلى الموسيقى باستثناء الحب. وفي غضون ذلك أظهرت الأمزجة السلبية انخفاضا في معدل تكرارها باستثناء الحزن، العداوة، والعدوانية التي إما بقيت على ما كانت عليه أو ارتفعت قليلا.

ولكن طلاب علم النفس والموسيقى كانوا أكثر تقاربا من الاختلاف حين كان الأمر يتعلق بالأفضلية حيث أن غالبيتهم كانوا يفضلون موسيقى الروك._(البوابة)