المولود الأول أو البكر يقولون عنه إنه محظوظ، ذلك أنه يلقى الرعاية والحب والاهتمام من دون أي منازع أو منافس. وطلباته مستجابة دائماً.
لكن بالمقابل فإنه يتحمل عبء التوقعات والآمال التي يضعها عليه ذووه باعتباره القدوة لاخوته القادمين، وعليه أن يحقق التوقعات المأمولة من قبل الوالدين، على صعيد النجاح والتفوق في المدرسة وفي شتى المجالات، ومن هنا فإنه غالباً ما يكون تحت الضغط، الأمر الذي يشكل عبئاً نفسياً عليه.
لكن لماذا يعاني المولود الأول من اعتلال الصحة وبقدر يناهز الاخوة الآخرين، فقد تبين من خلال الأبحاث أن المولود البكر غالبا ما يعاني من ارتفاع ضغط الدم ويتسم بالسمنة والبدانة، ولهذه الأسباب الصحية فإنه لا يعمر طويلاً مثل الآخرين.
وتشير دراسة حديثة في هذا المجال أن المولود الأول ليس دائما ميزة وفائدة كما يتصور كثيرون، وتقول الدراسة إن الضغط والتوتر الذي يشكله عامل التفوق في المدرسة وتحقيق التوقعات هي الأسباب وراء العلل الصحية في الغالب.
صحيح أن المواليد البكر هم أصحاب الحظوة بالنسبة للوالدين، لكنهم في الوقت نفسه كما ترى الدراسة ورثة لسلسلة من الأمراض الأخرى. فهم فريسة لظروف وأحوال غير صحية تلعب دورا في عمرهم.
ورغم أن المولود الأول يتمتع بميزة حب وإهتمام الأبوين، فإن هذا الأمر قد يشكل عبئا عليه في نفس الوقت.
هذا البحث الذي نحن بصدده هو الأوسع والأشمل من نوعه، ذلك انه يستند إلى السجلات الصحية لأربعمائة ألف نرويجي على مدى ربع قرن. وتقول البروفيسورة ساندرا بلاك التي أشرفت على الدراسة من جامعة تكساس في أوستن: إننا وجدنا عموما ان المواليد الأوائل أقل تميزاً من حيث الصحة العامة في مجالات مثل ضغط الدم، الدهون الثلاثية وكذلك السمنة والبدانة.
وبالمقارنة مع المواليد الآخرين فإن المواليد البكر هم أكثر بخمسة بالمئة من سواهم للإصابة بالسمنة و7% من حيث ارتفاع ضغط الدم، وهو ما يتفاوت مع المواليد الآخرين.
واكتشفت الدراسة أيضاً أنه بينما أن المواليد الأوائل أكثر طولاً من إخوتهم اللاحقين فإنهم أكثر احتمالاً بأن يتسموا بأوزان زائدة عن إخوتهم الآخرين.
والآلية الأخرى تتمثل في الشخصية، حيث ان المواليد الأوائل غالباً ما يتسمون بالانفعالية والحدة وأكثر اهتماما بالمنحى الوظيفي في حين أن المواليد الآخرين يتصفون بالهدوء والإبداع، ويوفر هذا عددا من الإيضاحات فيما يتعلق بضغط الدم الذي ربما يكون ناجماً عن الشخصية التنافسية.
للمزيد من المقالات:
عزيزتي الأم: نصائح هامة عند السفر مع طفل رضيع
هل أرسل طفلي المريض الى المدرسة أم لا؟
طفلي مدمن السناب شات، كيف أتعامل معه؟
هذه الإشارات تدل على صعوبة التعلم لدى طفلك!
