القاهرة: دائماً ما يثير بمؤلفاته الجدل، حيث صدر مؤخراً للكاتب الشيعي المصري د. احمد راسم النفيس كتاب جديد يحمل اسم "النبوة في نهج البلاغة" الذي تقوم بتوزيعه "أخبار اليوم" عبر باعة الصحف.
يتكون الكتاب من ثلاثين فصلاً تناولت خلالها أهم معالم نبوة الرسول الأكرم سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال أقوال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في خطبه ووصاياه التي جمعها الشريف الرضي في كتاب "نهج البلاغة".
من بين هذه الفصول يطرح الكاتب سؤالاً ويجيب عليه من خلال شرح حديث الإمام علي ابن أبي طالب عن مناقب الشجرة المحمدية وهل كانت البعثة المحمدية حدثا مفاجئا خارج السياق أم أنها جاءت بعد تمهيد وإعداد طويل شمل بني هاشم خاصة أجداد النبي وآبائه؟.
الجواب حسبما قال النفيس في كتابه: "فيما حكاه لنا القرآن الكريم عن أنبياء الله صلى الله عليهم الذين سبقوا نبينا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وكيف بشر بهم من سبقهم وكيف جرى إعداد وتهيئة آبائهم وأمهاتهم ليقدموا للبشرية ذلك النبت والشجر المبارك الذي سيحمل أمانة الله أي النبوة والبلاغ عن رب العالمين".
ومن القضايا الشائكة التي تناولها الكاتب مسألة إيمان عبدالمطلب جد النبي صلَّى الله عليه وسلم حيث أوضح أن أن آباء النبي كانوا أهل إيمان مستدلا بموقف عبد المطلب جد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله من غزوة أبرهة فيصفه بصاحب اليقين الراسخ الذي لم يلق الكلام على عواهنه عندما قال لأبرهة "إن للبيت ربا يحميه" فهو رضوان الله عليه كان في موقف العارف الواثق الموقن بنصر الله لدينه وحفظ الله لأول (بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين).
كذلك مسألة إسلام أبو طالب عم النبي صلَّى الله عليه وسلم حيث حاول أن يثبت أنه مات على الإيمان، ودلل على رأيه بأن الروايات التي ذكر فيها وفاة أبوطالب على الكفر كانت فيها " خلل وإضطراب" ، كما يستشهد الكاتب على كلامة ببعض المواقف الرسالية الصلبة لأبي طالب، ومن بينها خطبته في تزويج سيدنا محمد صلَّى الله عليه وآله وسلم من السيدة خديجة رضى الله عنها. ويعدد مواقف أبي طالب دفاعا عن الإسلام.
وضمن فصول الكتاب فصل يتكلم عن معجزات النبي ويثبت الكاتب المعجزات النبوية للرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم في مواجهة من ينفونها.
ويختم الكاتب كتابه ببيان واجبات المؤمنين نحو نبيهم وقسمها إلي الواجب الأول: تجديد العهد مع رسول الله والصلاة عليه، الواجب الثاني: المودة في القربى.
تجدر الإشارة إلى أن الكتاب يخالف في بعض نقاطه ما عليه جمهور أهل السنة والجماعة خاصة بالمسائل التي تتعلق بمسألة إيمان أبو طالب عم النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم، وإن كان بعض علماء اهل السنة يقولون بإيمان أبو طالب، إلا أن ما عليه الجمهور أنه لم يمت مؤمناً. فقد تبني الكاتب وجهة نظره الشيعية خاصة رفضه لكل ما جاء عن بني أمية ، حيث أن الأمويين حاولوا طمس بعض الفضائل لأهل البيت وللهاشميين.
وقد أثار المؤلف من خلال كتابه في هذا الإتجاه قضيتين مهمتين أو بالأدق طرح سؤالين مهمين أعتقد أنهما سيثيران غباراً كثيراً في معركة ستحتدم بين فقهاء الشيعة والسنة، السؤال الأول هو هل مات أبو طالب كافراً؟، والسؤال الثاني هو هل كان النبي أمياً لا يقرأ ولا يكتب بالفعل؟!.
السؤال الأول: هو سؤال شائك بالنسبة للشيعة بصفة خاصة، فهو سؤال يمس وينخر جذعاً هاماً في شجرة آل البيت وهو أبو طالب عم الرسول وأبو الإمام علي، ويبدأ الكاتب بعلامة إستفهام ملغومة، هل أبو طالب في النار وأبو سفيان وعائلته في الجنة؟!
جدير بالذكر أن مؤلف الكتاب دكتور أحمد راسم النفيس ولد عام 1952م في مدينة المنصورة بجمهورية مصر العربية. ونشأ في أوساط عائلة ذات ذوق أدبي، وكان جده من علماء الجامع الأزهر وكان يعقد منتدىً في القرية التي كان خطيباً لمسجدها، يجتمع فيه المثقفون ليأخذوا عنه العلوم الدينية والأدبية. حصل على شهادة الدكتوراه في الطب اختصاص في الباطنية العامة. وانتقل من المذهب السني إلي المذهب الشيعي ويعتبر من أبرز المروجين للمذهب الشيعي في مصر، وألف العديد من المؤلفات التي تدعو للتشيع.