النشاط الاجتماعي.. ضروري لصحتك

تاريخ النشر: 14 سبتمبر 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

في بحث صادر عن جامعة ميتشيغان الأمريكية تبين أن على الأشخاص المسنين المقيمين لوحدهم في المنازل أن يختلطوا أكثر بالناس سواء العائلة أو الأصدقاء في حالة أرادوا الحفاظ على قدرتهم على التواصل مع الناس. 

 

تتوفر لدى العلماء معلومات مؤكدة على أن هناك علاقة بين انخفاض النشاط الإدراكي بين الأشخاص المسنين وبين القدرة على الاتصال، ولكن لا تتوفر الكثير من المعلومات حول دور عامل الاختلاط الاجتماعي في هذه العلاقة. 

 

بعد ذلك قام فريق البحث بعمل أبحاث معمقة حول اثر عامل التفاعل الاجتماعي على تنشيط قدرة العقل على الإدراك فكانت النتائج أن الأشخاص المسنين الذين كانوا أكثر اختلاطا بعائلاتهم وأصدقائهم أكثر قدرة على إدراك وتذكر الأسماء والأمكنة بل والتعرف على الأشياء من أقرانهم الأقل اختلاطا بالوسط الاجتماعي. 

 

كذلك توصل العلماء أن الأشخاص المسنين الذين يتعاملون مع العائلة فقط تضعف لديهم ملكة استخدام اللغة بحيث تضمحل قدرتهم اللغوية على التعبير وتنحصر في المصطلحات الأكثر شيوعا ضمن وسط العائلة، ويصبح هؤلاء الأشخاص اقل قدرة على التعامل مع الوسط الاجتماعي خارج نطاق العائلة ويصبحوا أكثر اعتمادا على أفراد أسرهم الذين يحاولون التعويض عن الفقد في قدرة تعامل الشخص المسن مع عالمة الخارجي. 

 

إضافة إلى ذلك فأن الباحثين في جامعة كولومبيا الأميركية اكتشفوا أن المشاركة في النشاطات الاجتماعية وقت الفراغ بما هو مفيد من رياضة وغيرها من النشاطات البدنية تقلل خطر الإصابة بمرض الزهايمر بأكثر من الثلث.  

 

وقال الباحثون، إنه كلما نوع الأشخاص في نشاطاتهم انخفض خطر إصابتهم بالزهايمر بنسبة أكبر، مشيرين إلى أن هذا المرض غالباً ما يؤثر في الأشخاص من ذوي التعليم القليل والدخل المتدني بصورة أكبر من ذوي التعليم العالي والدخل المرتفع الذين يشاركون أكثر في النشاطات الاجتماعية والبدنية والفكرية.  

 

وقام الباحثون بمتابعة حالات 1770 رجلاً وامرأة تجاوزوا سن الخامسة والستين، وأظهروا علامات إصابة بالخرف في بداية الدراسة، وتقييمهم باستخدام الاختبارات المعيارية التي تكشف عن مدى مشاركتهم في النشاطات الاجتماعية والفكرية والبدنية، لمدة سبع سنوات حيث أصيب 207 منهم بالخرف المرتبط بالزهايمر.  

 

ووجد الباحثون بعد استثناء عوامل الخطر مثل ضعف القدرات الإدراكية والمحدودات الصحية، والأمراض الوعائية والدماغية والاكتئاب أن خطر الإصابة بالخرف كان أقل عند الذين يشاركون في النشاطات بصرف النظر عن وضعهم المهني أو التعليمي أو العرقي، حيث شهد هؤلاء الأشخاص انخفاضا إضافياً بنسبة 8% مع كل نشاط إضافي شاركوا فيه.  

 

وخلص الباحثون في دراستهم التي نشرتها مجلة العلوم العصبية، إلى أن المحافظة على المشاركة في النشاطات الاجتماعية والفكرية في الحياة اليومية يبدو أنها تحمي الإنسان من تدهور الذاكرة وانخفاض النشاط الذهني والإدراكي مع تقدمه في السن.  

 

ومن جانب آخر، حذر بحث علمي سابق من أن مشاهدة التلفزيون لأوقات طويلة وعدم القيام بنشاط بدني قد يكون له علاقة بمرض خرف الشيخوخة المعروف بالزهايمر. جاء هذا في دراسة أجراها باحثون أميركيون عبر مقارنة الهوايات المفضلة لمجموعة من مرضى الزهايمر ومجموعة من الأصحاء.  

 

وبينت المقارنة التي أشرف عليها الدكتور روبرت فريدلاند أن مشاهدة التلفزيون كانت الهواية المشتركة بين مرضى الزهايمر. لكن خبيرا آخر هو الدكتور ريتشارد هارفي مدير أبحاث الزهايمر في بريطانيا أشار إلى أن البحث الأميركي يثبت وجود علاقة حقيقية بين الزهايمر ومشاهدة التلفزيون.  

 

أظهر بحث علمي جديد أجراه العلماء في مركز سانت لوك الطبي بشيكاغو، وجود ارتباط بين التعليم الرسمي للشخص وانخفاض التأثيرات السلبية المدمرة لمرض الزهايمر عليه.  

 

فقد بينت البحوث الحديثة أن بعض الأشخاص يصابون بكميات كبيرة من التراكمات الصفائحية الضارة في الدماغ المصاحبة لمرض الزهايمر، ولكنهم لا يعانون من إعاقة أو تدهور كبير في الوظائف الإدراكية.  

 

ولاحظ الباحثون بعد إجراء الاختبارات، وجود علاقة بين الصفائح الشيخوخية ومستويات الوظائف الادراكية التي تختلف باختلاف مستوى التعليم، مما يشير إلى أن التعليم لا يعطي ميزة إداركية ويوسع المدارك والأفق فقط، بل يساعد أيضا في تعديل آثار الأمراض العصبية وخصوصا الزهايمر.  

 

هذا ومن جانب آخر، وأكدت دراسة حديثة، فضلا عن الأدلة المتوافرة اصلا، على أن تحفيز المقدرات الذهنية، يمنع من الإصابة بمرض الزهايمر وأنواع من العته العقلي. ونشرت الدراسة التي قادتها كلية طب البرت انيشتاين في نيويورك، وبتمويل من المعهد القومي للشيخوخة، في مجلة "نيو انيغلاند الطبية".  

 

ويسعى الباحثون لتأسيس رابط بين عملية التنشيط الذهنية والحد من العته العقلي، التي تعاني منها حوالي 10 في المائة من شريحة البالغين 60 و70 عاما.  

‏  

واكتشف الباحثون بعد إخضاع 469 من المتقدمين في السن إلى تدريب ذهني واحد خلال الأسبوع، إن نسبة الإصابة بالخبل قد انخفضت بنسبة 7 في المئة. ‏  

 

ووجد القائمون على البحث، أن التدريبات البدنية، التي تضمنتها الدراسة ايضا، ليس لها تأثير يذكر على منع الخبل العقلي الذي يتطور مع التقدم في السن، عدا أداء بعض الرقصات الذي يتطلب من مؤديها جهد ذهني لتتماشى الخطوات مع الموسيقا، وفق كبير الباحثين جو فيرجيس، اختصاصي في الأعصاب في كلية انيشتاين. ‏  

 

والجدير ذكره هو ما أظهرته دراسة علمية حديثة بجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية أنه يوجد 12 مليون شخص من مختلف أرجاء العالم يعانون من مرض "الزهايمر" الذي يضعف القدرات الذهنية للمريض.  

 

أشار د.جراي سمول مدير مركز الشيخوخة بالجامعة إلى وصاياه العشر للحفاظ على شباب المخ ولعلاج هذا المرض اللعين ومنها:  

 

-تدريبات للذاكرة وحل الألغاز وتنمية المهارات الذهنية.  

-ممارسة التمرينات البدنية.  

-والعزف على آلة موسيقية.  

-نظام غذائي معين يحتوي على الأسماك والمكسرات والخضراوات.  

-البعد عن الدهون._(البوابة)  

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن