الهواتف المحمولة جزء من الثورة التقنية التي كان الهدف منها تحرير الأشخاص، باتت قيداً مفروضاً على كل شخص يحمل هاتف متنقلاً، لدرجة أن الحياة العائلية باتت مهددة بهذه التقنية.
هذه كانت نتيجة توصلت إليها دراسة جديدة وتفيد بأن الهواتف الخلوية أو النقالة، جلبت معها هموم ومشاكل العمل إلى البيت، وباتت تشكل ضغطاً وتوتراً على جميع أفراد العائلة سواء الرجال أو النساء.
وألقت الدراسة التي قامت بها نويل شيسلي من جامعة ويسكونسن ميلوواكي باللوم على الهواتف الخلوية أو النقالة أو المحمولة فقط وليس على البريد الإلكتروني. فالهواتف الخلوية وأجهزة البيجر فقط هي المسئولة عن تقيد حرية الحياة العائلية بشكل كبير. تقول شيسلي " لقد قيدت الهواتف النقالة حرية الأسر وباتت تسبب عدم رضا وإزعاج لجميع أفراد العائلة، لان الوالد أو الوالدة يبقى مرتبطاً بالعمل 24/7."
وقد قامت شيسلي بمقابلة أزواج عاملين مرتان خلال –1998- 1999، -2000- ، 2001 ووجدت بأنه بين فترات المقابلة ارتفع استخدام الهواتف النقالة ، وكذلك ارتفع مستوى عدم الرضا العائلي والضيق من استعمال الهواتف في المنزل بهدف إتمام العمل.
توضح شيسلي، "لقد باتت هذه الأجهزة ناقلاً ليس فقط للعمل بل للمشاعر السلبية من العمل، لقد أصبحنا أكثر ارتباطاً في العمل وأسهل للتعقب مما جعلنا عرضة للمزيد من التوتر وبالتالي نقل هذه المشاعر إلى الأسرة." وتضيف شيسلي، "بالنسبة للنساء فالأمر مضاعف، فبالإضافة إلى نقل مشاكل العمل إلى البيت، ينقل الهاتف مشاكل البيت إلى العمل." وتعتقد شيسلي بأنه بالإدارة الجيدة لاستعمال الهاتف يقل التوتر، ويضع الموظفون حدوداً لطاقتهم على العمل ومتابعة العمل، والتركيز على الجو العائلي الصحي.
وأخيرا هل التقنية نعمة أم نقمة؟ في هذه الحالة تعتبر التقنية نقمة لأنها تسلب الشخص الحرية الشخصية والاستمتاع حياة عائلية هادئة بعيداً عن ضغوط العمل. والأجدر أن يحدد الموظفون والمدراء هذه العلاقة ويكتفون بساعات العمل المحددة لانجاز الأعمال. لان الموظف النشيط السعيد، هو موظف اقدر على العمل والعطاء. فأغلق هذا الهاتف عند بوابة المنزل واترك هموم العمل ليوم جديد.