يحمل فن الطب الصيني القديم "الوخز بالإبر" وعودا هامة في علاج أمراض يمكن أن تهدد الحياة والتي غالبا ما تتطور في وحدات العناية المركزة في المستشفيات، حيث ينابيع العدوى والالتهابات.
تقول لويز أولوا، طبيبة علم المناعة في كلية روتجرز نيو جيرسي الطبية، " يعد تعفن الدم السبب الرئيس للوفاة في المستشفيات، ولكن في كثير من الحالات، لا يموت المرضى بسبب العدوى. بل يموتون بسبب تطوير اضطراب التهابي بعد الإصابة، لذلك كنا نأمل في دراسة كيفية السيطرة على الاضطرابات الالتهابية."
يساعد تحفيز أحد الأعصاب الرئيسة في الجسم - العصب المبهم – على اطلاق العمليات في الجسم التي تقلل من الالتهاب.
هذا وبدأ الباحثون في دراسة ما إذا كان شكل من أشكال الوخز بالإبر الذي يرسل تيار كهربائي صغير من خلال ذلك العصب والأعصاب الأخرى يمكن أن يقلل الالتهاب وإصابة الاعضاء الداخلية عند عينة من الفئران.
فلاحظ الباحثون أنه عندما تم تطبيق الوخز بالإبر الكهربائي على الفئران المصابة بالالتهاب، تحفزت جزيئات تسمى السيتوكينات التي تساعد على الحد من التهاب كما هو متوقع وبقيت نصف تلك الفئران على قيد الحياة لمدة أسبوع على الأقل .
بينما لم يتبقى أي فأر من المجموعة التي لم تحصل على الوخز بالإبر.
وذهب الباحثون إلى أعمق من ذلك- للبحث عن التغييرات التشريحية المحددة التي تحدث عندما يتم إجراء الوخز بالإبر الكهربائي على الغدد الكظرية.
وشملت هذه التغييرات زيادة مستويات الدوبامين ، وهي المادة التي تملك اهمية كبيرة ضمن الجهاز المناعي.
لكنهم وجدوا أن إضافة الدوبامين في حد ذاته لم يكبح الالتهاب.
ثم استبدلوا عقارا اسمه fenoldopam، يحاكي بعض الآثار الإيجابية للدوبامين، وعندها ومن دون الوخز بالإبر، نجحوا في الحد من الوفيات الناجمة عن الالتهابات بنسبة 40 في المئة.
ويبين هذا البحث الأدلة المادية لأهمية الوخز بالإبر أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف أولوا في الدراسة التي نشرتها مجلة الطب الطبيعة، "تظهر هذه النتائج الفوائد المحتملة ليس فقط لعلاج الإلتهابات، ولكن الأمراض الالتهابية الأخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب المفاصل، ومرض كرون."
