عادةً ما تجد أن العديد من الأشخاص يُصابون بالجيوب الأنفية التي تصاحبها أعراض انسداد الأنف، وفقدان حاسة التذوق، والتأثير على عمليات التنفس والإصابة بالصداع، وتحدث بسبب التعرض لالتهاب الغشاء المخاطي المبطن المسؤول عن الجيوب الأنفية نتيجة التعرض لعدوى أو بكتيريا، ويعتبر تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ من ضمن العوامل التي تحتاج إلى علاج فورًا قبل تأثيرها على باقي أجهزة الجسم.
ما هو التهاب الجيوب الأنفية
يصاحب التهاب الجيوب الأنفية عدة أعراض قد تؤدي لمضاعفات خطيرة على الصحة بالإضافة إلى الشعور الدائم بالانزعاج وعدم الراحة حيث يصف بعض الأطباء بأن الإصابة بالجيوب الأنفية أمرًا شائعًا، وهو حالة تسبب تراكم المخاط ومن ثم يجعل عملية التنفس صعبة للغاية، وتتعرض عدة أجهزة أخرى للألم بسبب الجيوب الأنفية ومنها الشعور بالوجع في المنطقة المحاطة بها العينين والوجه.
تختلف أسباب الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية حيث يمكن أن تكون سببها حدوث مضاعفات التليف الكيسي والارتجاع المعدي، نزلات البرد وعدوى المجرى التنفسي، انحراف الحاجز الأنفي والإصابة بـ السلائل الأنفية، وتتنوع أعراض الإصابة بالجيوب الأنفية وتختلف من شخص إلى شخص آخر ولكن في أغلب الأحيان يتعرض المصابون في البداية لانسداد الأنف واحتقانها وضعف حواس الشم والتذوق خاصة عند البالغين.
أنواع التهابات الجيوب الأنفية
قد يُصيب الجيوب الأنفية إلى ألم في عظام الوجه أو أسفل العينين أو عظام الجسم، حيث تختلف أنواع الإصابة بها مع اختلاف أعراض كلًا منهما، سنوضح ذلك فيما يأتي:
1. التهاب حاد للجيوب الأنفية
يظهر ذلك بشكل مفاجئ نتيجة للإصابة ببكتيريا أو فيروس في الجهاز التنفسي، وتستمر الأعراض لمدة تقل عن أربع أسابيع، أما بالنسبة للعلاج يتم من خلال تناول الدواء المناسب بعد استشارة الطبيب.
2. التهاب الجيوب الأنفية المزمن
هو نوع من أنواع الالتهابات التي تستمر أكثر من ثلاث شهور متتالية والسبب وراء الإصابة به يمكن أن يكون الحساسية المزمنة أو العدوى البكتيرية أو وجود تشوهات في الأنف كما يمكن أن يكون بسبب التعرض للربو.
3. التهاب الجيوب الأنفية شبه الحاد
يحدث أيضًا بسبب التعرض للحساسية المفرطة أو نقل البكتيريا والفيروسات وخصوصًا عندما لا يتناول المريض الدواء في بداية ظهور الأعراض، ويستمر هذا النوع إلى فترة تتراوح ما بين شهر وثلاث شهور.
4. التهاب الجيوب الأنفية المتكررة
ذلك نتيجة للتعرض لأربع هجمات من التهاب الجيوب الأنفية الحاد بشكل سنوي وتستمر كل واحدة منها حوالي أسبوع أو أكثر، ويتم الشفاء منه خلال معرفة الدواء المناسب والالتزام عليه حسب توجيهات الطبيب.
تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ

يشمل تأثير التهاب الجيوب الأنفية على الدماغ عدد من الأسباب البارزة ومنها:
1. نقص الأكسجين
من أبرز أسباب تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ هو نقص الأكسحين في الجسم؛ وذلك لأن المصابون بالجيوب الأنفية يتنفسون من الفم وليس الأنف ويؤدي ذلك إلى عدم الحصول على القدر الكافي من الأكسجين، وبالتالي يؤدي إلى نقص التركيز والانتباه.
2. التهاب السحايا الجرثومي
يعتبر الإصابة بالتهاب السحايا الجرثومي من الأسباب التي تؤدي لتأثير الجيوب الأنفية على الدماغ، ومن أهم أعراض التهاب السحايا الجرثومي فقدان الإنسان للتركيز بشكل ملحوظ واختلاف وظائف الدماغ.
3. اضطرابات النوم
تشمل اضطرابات النوم سبب من أسباب تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ، حيث يؤدي التنفس عبر الفم دائمًا إلى زيادة الالتهابات وعدم الحصول على ساعات نوم كافية وحدوث اضطرابات في النوم، ويؤثر ذلك بالسلب في معظم الأنشطة اليومية، وما يصاحبه من الخمول والكسل وقلة النشاط والحركة.
4. الحساسية
تؤثر الإصابة بـ الحساسية على الجيوب الأنفية للدماغ حيث يتم إفراز الهيستامين في الجسم، والذي يؤثر بشكل كبير من حدة التركيز والانتباه وذلك بالإضافة إلى تأثير الهستامين الموجود أغلب الأدوية والتي يمكن أستبدالها بـ المضادة للهستامين.
علاج تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ
يمكن معالجة تأثير التهاب الجيوب الأنفية على الجسم والدماغ من خلال التخفيف لبعض مضاعفاته، ومن أبرز العلاجات:
1. علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن
يمكن استخدام بخاخات الأنف التي تساعد على تخفيف حدة تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ، حيث تساعد بعض أنواع البخاخات على التقليل من مشكلة احتقان الأنف التي يتعرض لها المصاب بـ التهاب الجيوب الأنفية، ويفضل استخدام البخاخات التي تحتوي على الأملاح أو التي فيها الكورتيزون، ومن المهم معرفة دواعي استخدام هذه المنتجات بشكل تام وذلك حتى يؤدي ذلك للحصول على نتيجة مرغوبة.
2. علاج التهاب الجيوب الأنفية المتنقل للدماغ
في حال تطورت حالة المريض إلى الحد الذي يؤدي إلى تنقل التهاب الجيوب الأنفية لدماغه يجب وقتها مراجعة الطبيب على الفور، حيث يمكن إعطاء المريض أدوية مضاعفة أو الخضوع إلى عملية جراحية في حال عدم شفاء من هذه الأدوية.
3. علاج التهاب الجيوب الأنفية بوجود الزوائد اللحمية
يخضع المصاب بالجيوب الأنفية للعمليات الجراحية، وذلك في حال وجود الزوائد اللحمية، وتتميز هذه النوع من العمليات بأنها ليست خطيرة كونها لا تحتاج للتدخل العميق مثل قص اللحم، كما تجري هذه العمليات تحت تخدير موضعي فقط.
متى يمكن زيارة الطبيب؟
بعد معرفة تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ لعل أهم التساؤلات التي تتراوح الآن هو متى يمكن استشارة الطبيب المعالج للجيوب الأنفية، ويمكن إيجاز الجواب على هذا السؤال في النقاط التالية:
- يمكن زيارة الطبيب إذا استمرت الأعراض المصاحبة لالتهاب الجيوب الأنفية لمدة تزيد عن أسبوع أو أن صاحب هذه الأعراض نزلة البرد من النوع الحاد.
- في حال إصابة بصداع شديد ومستمر في الدماغ ناتج عن الجيوب الأنفية يجب وقتها الذهاب إلى الطبيب خاصة إذا تم تناول الدورة الكاملة من الأدوية اللازمة ولم يحصل على نتيجة.
- يمكن استشارة الطبيب أيضًا في حال الحاجة إلى الطمأنينة والوقاية والتأكد من أن الأعراض المصاحبة للجيوب الأنفية بدائية ولم تصل إلى حد تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ، وذلك لأخذ الأدوية اللازمة مُنذ البداية.
نصائح للوقاية من التهاب الجيوب الأنفية

قد تساعد بعض الأمور على الوقاية من الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية والتخفيف من حدة التعرض لها، وقد تكون واحدة من هذه الاقتراحات مهمة للبعض وهي:
- محاولة الاستمرار على التمارين الرياضية بشكل منتظم لأنها تقلل من حدة التوتر والقلق الذي يساعد بشكل جزئي في التعرض للصداع.
- تجنب الأطعمة التي تحتوي على روائح قوية؛ لأنها تؤدي إلى الإصابة بالصداع وتعرض الشخص للإصابة بـ التهاب الجيوب الأنفية، كما ينصح الأطباء بالتخفيف من جميع أنواع الكافيين والكحول وذلك للمدخنين.
- الحد من هرمون الإستروجين والآثار المترتبة عليه؛ لأنه قد يؤدي إلى الصداع لذلك يجب تجنب أي نوع من أنواع الأدوية التي تحتوي على هذا الهرمون، كما يمكن استشارة الطبيب والسؤال عن بديل لهذه الأدوية.
أسئلة شائعة حول تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ
وردت أسئلة كثيرة بخصوص هذا الموضوع من المرضى وكان أكثرها شيوعًا ما يلي:
1. هل من تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ حدوث الصداع باستمرار؟
يتساءل الكثير من الناس عن سبب ارتباط الصداع بالتهاب الجيوب الأنفية، حيث يشعر المصاب بالجيوب الأنفية إلى الصداع الملازم له خلال هذه الفترة، وفيما يلي سنوضح ذلك:
- يتعرض أغلب الأشخاص الذين يصابون بالجيوب الأنفية للصداع بشكل ملحوظ عن الأشخاص الآخرين، ويسمى ذلك بـ "صداع الجيوب الأنفية"
- يؤدي التهاب الجيوب الأنفية إلى الضغط والإحساس المستمر بالصداع وذلك بسبب احتباس السائل المخاطي في الأنف.
2. هل من تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ حدوث دوخة؟
قد يتعرض المصاب بالتهاب الجيوب الأنفية إلى الدوخة الشديدة في أوقات متفاوتة حيث:
- يتم تراكم مخاط الأنف في قناة استاكيوس بعدما تتعرض الجيوب الأنفية للالتهاب، وتمتد هذه القناة من الأذن الداخلية حتى الحلق، وهي المسؤولة عن إقامة ثبات الجسم وتوازنه، لذلك يشعر المصاب بالتهاب الجيوب الأنفية بالدوخة.
- تتفاوت أعراض التهاب الجيوب الأنفية من شخص إلى آخر، وقد لا تحدث مع جميع الأشخاص، كما لا يتعرض جميع الأشخاص المصابون بالتهاب الجيوب الأنفية للدوخة.
3. هل الإصابة بالحمى من ضمن تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ؟
- يبحث بعض الأشخاص عن نسبة تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ في ارتفاع درجة حرارة الجسم، حيث:
- يعتبر ارتفاع درجة حرارة الجسم من التأثيرات المعرضة لمن يعانون من التهاب للجيوب الأنفية وذلك فقط في حال التهاب الجيوب الأنفية بشكل حاد بسبب انتقال العدوى الفيروسية أو بكتيرية.
- يُعد الإصابة بالحمى من أحد أعراض الإصابة بالالتهابات في الجيوب الأنفية والجسم كله وليس فقط الجيوب الأنفية.
4. هل يمكن الشفاء التام من التهابات الجيوب الأنفية؟
قد يترتب على الإجابة على هذا السؤال بعض الأدوية اللازمة والاحتياطات التي يجب الأخذ بها، ومنها:
- يجب غسل الأنف بمحلول ملحي واستخدام البخاخات اللازمة لعلاج التهابات الجيوب الأنفية، كما بُفضل تناول أقراص مضادة للحساسية التي بتعرض لها مصاب الجيوب الأنفية.
- يمكن استخدام مزيلات الاحتقان التي يتم أخذها عن طريق الفم، كما يمكن استعمال بعض أنواع المضادات الحيوية التي تعمل على التخلص من أي عدوى بكتيرية قد تسبب التهاب الجيوب الأنفية.
- في حال عدم الاستجابة لأي من الأمور السابقة، يمكن الخضوع لعمليات جراحية للتخلص بشكل نهائي من التهابات الجيوب الأنفية.
إلى هنا قد نكون وصلنا لنهاية مقالنا اليوم، فقد تحدثنا عن موضوع بالغ الأهمية وهو حجم تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ والأعراض المصاحبة لها وأهم أساليب العلاج التي قد تخفف من حدة الجيوب الأنفية، كما ذكرنا طرق الوقاية من التعرض لها وحددنا الوقت المناسب الذي يُفضل فيه استشارة الطبيب.