أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن تذوق الموسيقى بأنواعها المختلفة يرتبط بشخصية الفرد. وجاءت الدراسة بنتيجة مفاجئة حيث أثبتت أن نحو ربع المغرمين بالموسيقى الكلاسيكية يميلون إلى تدخين الحشيش. ونقلت صحيفة اكسبريس الالمانية التى نشرت نتائج الدراسة عن أدريان نورث من جامعة ليسيستر البريطانية قوله بأن هناك علاقة بين حب الموسيقى ونمط الحياة الذى يعيشه الفرد.
وجاءت نتيجة الدراسة ملفتة للانتباه حيث اتسم محبو موسيقى " الهيب هوب" والرقص بقلة التدين وانخفاض درجة الوعى البيئى كما أعترف أكثر من 50 بالمائة منهم أنهم ارتكبوا فى يوم من الأيام "عملا إجراميا".
وأشارت الدراسة حسب صحيفة العرب اونلاين، إلى أن أفضل أنواع عشاق الموسيقى المسالمين هم الأقل شربا للخمر وتعاطى المنشطات والأكثر فى القيام بالأعمال الخيرية ونسبة هؤلاء تبلغ 18 بالمائة فقط من إجمالى عشاق الموسيقى، فيما تحرص نسبة 12 بالمائة على تناول عقارات الهلوسة.
هذا ومن جانب أخر، أظهرت دراسة بأن الاستماع إلى الموسيقى ذات الإيقاع البطيء أو التي تبعث على التأمل لها تأثير مريح على الناس، حيث تبطئ التنفس، ومعدل نبضات القلب. بينما يحصل تأثير معاكس على الأشخاص الذين يستمعون إلى الموسيقى ذات الإيقاع الأسرع، حيث يتسارع التنفس ويزداد معدل نبضات القلب.
وتدعو النتائج، التي ظهرت في مجلة القلب إلى البحث عن الفوائد الصحية المحتملة للموسيقى. فقد أظهرت دراسات أخرى بأن الموسيقى يمكن أن تخفف الإجهاد، وتحسن الأداء الرياضي، وكذلك الحركة العصبية للمصابين بالأمراض العصبية، أو السكتة أو مرض باركنسن. بالإضافة إلى تأثيراً على إنتاج الحليب. وفقاً لتقرير الدكتور بيتر سلاي من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة وزملاءه.
وقد قام الباحثون في الدراسة الحالية بمراقبة التنفس، وضغط الدم، ونبضات القلب وأي أدلة تنفسية أخرى، لـ 24 شاب وامرأة، قبل وبينما كانوا يستمعون إلى مقتطفات قصيرة من أنواع مختلفة من الموسيقى من ضمنها الموسيقى الكلاسيكية السريعة، والبطيئة، والإيقاعات المعقدة، وموسيقى الراب.
كما راقبوا المتطوعين أيضاً أثناء فترات الاستراحة. وتم تقسيم المتطوعون إلى قسمين، مجموعة حصلت على تدريب موسيقي ومجموعة لم تحصل على أي تدريب موسيقي. ويقول المراقبون بأن الاستماع إلى الموسيقى أنتج عدة مستويات من الإثارة، والتنفس السريع، وزيادة ضغط الدم، ومعدل نبضات القلب، وفقاً لسرعة الموسيقى، ومدى تعقيد اللحن. في حين بدا أن الأسلوب الموسيقى أو الاهتمام الفردي بنوع الموسيقى كان اقل أهمية من سرعة الموسيقى.
وقد لاحظ الباحثون بأن الإيقاعات البطيئة تستحث الهدوء. ومما يثير الانتباه، أن الوقفات القصيرة أو الاستراحات القصيرة بين المقتطفات لمدة دقيقتين سببت شعوراً بالارتخاء أكثر من الفترة التي سبقت تحضير المتطوعين للاستماع إلى الموسيقى.
وكانت هذه التأثيرات أكثر وضوحاً عند الأشخاص الذين تلقوا تدريباً موسيقياً لأنهم تعلموا كيف يزامنوا تنفسهم مع المقطوعات الموسيقية. يقول المراقبون "يحتفظ الموسيقيين بنفس أسرع عند الإيقاع السريع، وأبطأ من غير المتدربين."
ويتوقع سلاي وزملائه بأن الموسيقى لا تمنح الشعور بالمتعة فقط بل (ولها فوائد صحية) نتيجة التناوب المنتظم بين الشعور بالإثارة والارتخاء. وتقترح الدراسة الحالية بأن الاختيار الملائم لنوع الموسيقى المتناوب بين الإيقاع السريع والبطيء والذي تقتطعه استراحات قصيرة، يمكن أن يستخدم لتحقيق الشعور بالإرخاء، كما يمكن أن يكون مفيداً بشكل خاص لمرضى القلب والسكتة.