تقوم العلاقة الزوجية الناجحة على التفاهم والحب والاحترام بين الطرفين، لكن ربما لا يكون الأمر كذلك عند الجميع، فيقوم بعض الأزواج بإهانة زوجاتهم، ويعد من أسوأ التصرفات الممكن فعلها هي جرح الزوج لزوجته بالكلام؛ فيمكن للإساءة اللفظية أن تسبب آثاراً سيئة للغاية للمرأة، وسنوضح لكم في هذا المقال كيف يتم هذا الفعل السيء وكيفية التعامل مع هذا الزوج، والحكم المطبق على الزوج إذا اتبع هذا الأسلوب وما الأسباب التي تدفعه لذلك.
ما تأثير جرح الزوج لزوجته بالكلام؟
ينبغي للمسلمين الاتخاذ من رسولنا الكريم أسوة حسنة لهم، فقد كانت معاملاته لزوجاته كلها رفق ولين، وألا يقوم بجرحها بأقواله أو أفعاله، بل ينبغي وجود احترام متبادل بينهما، إذا استمر الزوج في إهانته لزوجته، فإن التأثير الواقع من جرح الزوج لمشاعر زوجته يشعرها بإهانة شديدة وتعزف عن استمرارها في علاقتها به، وبالتالي ينتج عن جرح الزوج لزوجته بالكلام تدمير علاقتهم الزوجية بشكل كامل.
أسباب إهانة الزوج لزوجته
إهانة أو جرح الزوج لزوجته بالكلام يعد من الأمور التي حرمها الشرع، ويوجد أسباب عديدة تجعل الزوج يهينها، ومن هذه الأسباب ما يلي:
1.حب التملك
فهناك بعض الرجال مصابين بحب التملك، وهذا النوع يعتقد أنه بإهانته لزوجته سيقلل ثقتها بنفسها وتصبح بعدها تحت سيطرته وطوعه.
2. ضعف الشخصية
بعض من الذين يهينون زوجاتهم يكون سبب ذلك ضعف شخصيتهم، أو شعور بالنقص عنده لأن مستواها الاجتماعي أو التعليمي أعلى منه، ولهذا يهينها حتى يرضى غروره.
3. عدم إجادته لفن التعامل مع المرأة
أحياناً ينتج جرح الزوج لزوجته بالكلام من جهله بكيفية التعامل السليم مع زوجته، مما يجعله يحقر من شأنها دائما.
4. موروثات بيئية
في حالة نشأة الرجل ببيئة لا تقوم باحترام المرأة، أو شاهد أبيه مهيناً لأمه دائماً، يمكن له أن يكبر بنفس هذه الصفات، ومن ثم يعامل زوجته بنفس الكيفية.
جرح الزوج لمشاعر زوجته

أحياناً يكون جرح الزوج لزوجته بالكلام نتيجة للملل في الحياة الزوجية والروتين، لذلك لا بد من التجديد دائماً؛ لكي لا يشعر كلا الطرفين بالملل وتبقى الحيوية بينهم، وبعض الرجال يواجهون ضغوطات ومشاكل بالعمل فيبدأ الرجل بتوجيه الإهانات لزوجته، لينفس عن مشاكله وتوتره عن طريق التعصب والقسوة على زوجته؛ وفي بعض الحالات يكون سبب جرح الزوج لزوجته بالكلام هو إهمالها له ولاحتياجاته ومتطلباته، مما يجعله يترجم الإهمال في عصبية ومعاملة سيئة للزوجة.
كيف أتعامل مع الزوج المسيء؟
يوجد طرق عديدة للتعامل مع جرح الزوج لزوجته بالكلام، حيث ينبغي لها أن تحاوره عندما يتسبب في غضبها، ويجب أن تسأله على أسباب عصبيته وانفعاله، كما ينبغي علي الزوجة سؤال زوجها عما يتسبب في غضبه منها، وفي حالة وجود تقصير منها ينبغي أن تحسن من هذه الأمور، إلى جانب محاولة التقرب من زوجها والتخفيف عنه حين يتعرض لضغوطات بالعمل.
ما هو حكم قهر الزوج للزوجة؟
الظلم والقهر من الأشياء المحرمة فيدعو ديننا إلى المعاملة الحسنة بين الأزواج، لذلك يجب على الزوج الذي يفعل ذلك أن يتوقف عن هذه الطريقة في التعامل تماماً، أوصى رسولنا الكريم بذلك فقال ( استوصوا بالنساء خيراً )، فلا بد من العمل بوصية رسول الله ومعاملة الزوجة برفق، وينبغي أيضاً للزوجة معاملة زوجها بود واحترام.
معايرة الزوج زوجته
من طرق جرح الزوج لزوجته بالكلام أن يعايرها زوجها إما بأمر يخص أهلها أو أحد ملامحها أو تعليمها، لكن كل هذه الأمور مرفوضة تماماً في شرعنا، بل ينبغي التعامل الحسن بين الزوجين، وينبغي للزوج التغاضي عن بعض أخطاء الزوجة، وينظر لجميع الجوانب الحسنة في تصرفاتها وأخلاقها، ولا يعايرها أبداً؛ فلا يوجد أي إنسان يملك مميزات فقط بلا عيوب، ولذلك ينبغي لكل طرف منهم تقبل الطرف الآخر والتغاضي عن بعض الأخطاء.
جرح الزوج لزوجته أمام الأبناء
لا يجوز جرح الزوج لزوجته بالكلام أو إهانتها حتى لو كانوا منفردين، أما فعل ذلك أمام الأبناء فهو أشد حرمة؛ لأنه يوجد الكثير من الآثار السلبية العائدة عليهم عند رؤية أبيهم يهين أمهم، فيمكن لهذا الابن أن يصبح ضعيف الشخصية أو خائف مع شعور دائم بالحزن، وخوف من تعبيره عن مشاعره، ويمكن أيضاً أن يتعامل هذا الابن مع زوجته مستقبلاً بنفس الكيفية، لهذا إهانة الزوجة أمام الأبناء مع جرح الزوج لزوجته لا يعود بآثار سلبية عليها فقط، بل سوف يؤثر أيضاً بالسلب على الأبناء.
كيفية جرح الزوج لزوجته بالكلام
كما يكون هناك تأثير قوي لتكرار كلمات الغزل والمحبة للنساء، تؤثر الكلمات السلبية كذلك؛ فيمكن جرح الزوج لزوجته بالكلام وأساليب عديدة حتى لو لم يكن يقصد أو يتعمد الإهانة ومنها ما يلي حتى يقوم بتجنبها تماماً:
1. النقد المستمر
حين يقوم الزوج بنقد زوجته دائماً، يسبب ذلك لها ألماً وجرحاً، وإذا تواجد عيب معين بالزوجة ينبغي أن يلفت أنظارها إليه بأسلوب حسن، وليس عن طريق النقد اللاذع.
2. مقارنتها بنساء أخريات
لا تحب أي امرأة مقارنتها بغيرها من النساء، لأن هذا يشعرها بالحرج وأن زوجها لا يقدرها أو يرغب بها، لهذا ينبغي الابتعاد عن مقارنتها بغيرها تماماً حتى لو كان مزاحاً.
3. التحقير من أهدافها
ينبغي أن يحترم الزوج أي هدف لزوجته، حتى لو كانت أهدافاً بسيطة، بل يجب أن يشجعها دائماً ويدعمها.
4. أن يركز على عيوبها
تركيز الزوج على عيوب زوجته باستمرار سواء في شخصيتها أو مظهرها، فإنه يشعرها بالإحراج دائما، ويترك عندها آثاراً سلبية.
5. مقارنة نفسه بها
يختلف طبع الرجال عن النساء طبعاً، ولكن لا يجب أن يتحول الحال بين الزوجين لتنافس أو صراع، فكل من الطرفين له حقوق وعليه واجبات.
6. الندم على زواجه منها
فبعض الرجال يكررون عبارات تدل على الندم على زواجهم أو ارتباطهم، مما يؤدي إلى جرح الزوج لزوجته بالكلام، فيتخلل إليها شعور أنه غير راضي وسعيد برفقتها.
علامات تدل على إهمال الزوج زوجته

يقع على الرجل مسؤوليات كثيرة في الزواج، ولا يقتصر ذلك على مسئولياته المادية فقط، فعليه الاهتمام بمشاعر زوجته والتعبير عن حبه لها وتقديرها طول الوقت، وإلا يصيب علاقتهم الفتور، وهناك بعض من العلامات التي تظهر إهمال الزوج لزوجته منها:
1. قضاء وقت كثير أمام الشاشات
وجوده كثيراً أمام الشاشات سواء كان باستخدام الكمبيوتر الشخصي أو الهاتف لتصفح السوشيال ميديا أو لعب الألعاب الإلكترونية، هذا يشعر الزوجة بالانزعاج والملل لعدم مشاركة زوجها لها أو التحدث معها.
2. الخداع والكذب
فكثير من الرجال يلجؤون إلى الكذب وإخفاء أمور كثيرة عن زوجته، مثل أمور عمله أو شؤونه المالية وهذا يجعلها تشعر أنها ليست مؤتمنة.
3. عدم تحمله للمسؤولية
فمعظم الرجال يعتقدون أن رعاية الأطفال والأعمال المنزلية هي مسئوليات الزوجة بشكل كامل، لكن هذا أمر خاطئ؛ فيجب على الزوج مشاركتها في مختلف المسئوليات.
4. عدم وفائه بالوعود
الوفاء بالوعود من صفات الرجال، وإن لم يفي بوعوده يؤثر ذلك بعلاقته بزوجته فلا تأخذ وعوده فيما بعد بجدية.
5. قلة التحدث مع الزوجة
في حالة تجنب الزوج للحديث مع زوجته يؤدي ذلك إلى جرحه لمشاعرها، فيجب أن يقضي الزوجان أوقات سوياً لتبادل الحديث.
6. إهماله للعلاقة الزوجية
فالعلاقة الحميمية تشكل أحد الركائز المهمة بين الزوجين، وعندما يتم إهمالها يؤثر ذلك سلباً على العلاقة، ويشعر ذلك الزوجة بإهمال شديد.
7. مشاهدته للمواد الإباحية
فتعد مشاهدة الزوج للأفلام الإباحية من صور الإيذاء للزوجة، إلى جانب تأثير ذلك بشكل سلبي على علاقتهم الزوجية.
8. قلة التقدير
لا بد من تبادل الاحترام بين الطرفين، وفي حالة قلة تقدير الزوج لزوجته يشعرها ذلك بالإهمال الشديد وعزوف عن الاستمرار في هذه العلاقة.
كيف التعامل مع الزوج المهين لزوجته؟

يوجد عدة طرق يمكن عن طريقها التعامل مع هذه النوعية من الأزواج وهي كما يلي:
1. المحافظة على الهدوء
هذه من الأمور الهامة للغاية التي ينبغي علي الزوجة فعلها؛ لأن عصبيتها هي الأخرى سيزيد من الأمر سوءاً، فلا بد من المحافظة على الهدوء حين عصبيته.
2. وضع حدود وعدم تقبل الإهانة
يجب على الزوجة عدم التسامح مع إهانة زوجها لها، لكي لا يتمادى في ذلك ويزداد جرح الزوج لزوجته بالكلام والأفعال أيضاً، لذا لا بد من أن تضع حداً لهذا وتخبره بأنها لا تقبل ذلك.
3. اختيار أوقات مناسبة للحديث مع الزوج ومواجهته
ينبغي للزوجة أن تختار الوقت الملائم والذي يكون فيه زوجها هادئاً لتواجهه بما يغضبها، وينبغي أن تكون هادئة وتتكلم بدون عصبية، وتختار كلمات مناسبة.
4. عدم فقد الزوجة لثقتها بنفسها
من المهم جداً ألا تفقد الزوجة ثقتها بنفسها، حيث ينتج عن جرح الزوج لزوجته بالكلام وإهانتها باستمرار التأثير السلبي عليها نفسياً، ويمكن أن يصل بها ذلك إلى فقد ثقتها بذاتها.
الحقوق المتبادلة بين الأزواج
وضع ديننا الإسلامي حقوق وواجبات لكلا الزوجين حتى يعلم كل منهما ما له وما عليه كما سنوضح الآن:
حق الزوجة على الزوج
فوضع ديننا الإسلامي حقوقاً للزوجة على الزوج منها:
1. إعطاء الزوجة مهراً والذي لا يمكنه أن يأخذ منه شيئاً فهو مالها الخاص.
2. الإنفاق على الزوجة بالمعروف، وأن يلبي كافة احتياجاتها.
3. مساعدة الزوجة في الأمور المنزلية، فهذا يعد من المودة والرحمة.
4. حسن معاملتها وعدم إهانتها.
5. أن يعينها على أن تقيم شعائر الله من صلاة وزكاة وصوم وحج.
حق الزوج على الزوجة
فوضع ديننا الحنيف حقوقاً للزوج على زوجته كما وضع حقوقاً للزوجة، منها:
1. أن تعامل زوجها بالحسنى والمعروف.
2. عدم إدخال أحداً البيت إلا بعد أن يأذن الزوج بذلك.
3. أن تخدم الزوجة زوجها بما تستطيع، فتختلف النساء من زوجة لأخرى وتختلف أحوال الزوج أيضاً عن غيره.
4. أن تحفظ الزوجة أسرار زوجها وبيتها، وألا تكون كثيرة الشكوى منه.
5. أن تطيع الزوجة زوجها طالما أن الأمر ليس فيه معصية لله.
6. ألا تعصي الزوجة زوجها في أمور الجماع طالما أن الأمر ليس به معصية لله.
حكم جرح الزوج لزوجته بالكلام
جرح الزوج لزوجته بالكلام أو بالأفعال من الأمور المنهي عنها شرعاً، فقد حثنا ديننا الحنيف على حسن معاملة الزوج لزوجته دون سخرية أو إهانة؛ فأوصى بذلك رسول الله قائلاً (رفقاً بالقوارير) أي النساء، فينبغي أن يحرص الرجل على تطبيق شرع الله بمعاملة الزوجة معاملة حسنة.
وفي الختام، بعد تعرفنا على كيفية جرح الزوج لزوجته بالكلام وإهانته لها وكيفية التعامل مع هذا الأمر، يجب ذكر أن هذه العلاقة الزوجية رباط وثيق مبنى على تبادل العطف والاحترام بين الطرفين، وفي حال الإخلال بهذا وجرح الزوج لزوجته بالكلام أو بالفعل أو إهماله لها، ينبغي البحث عن الحلول الإيجابية الفعالة لذلك واستشارة الخبراء في هذا الأمر.