ذكر باحثون بأن الأغذية التي تحتوي على حامض الفوليك (فيتامين ب 9) تساهم في تخفيض العيوب الخلقية الحادة مثل شلل الحبل الشوكي. وتشمل الدراسة أيضا تأثير نقص فيتامين ب على الأطفال من أعراق مختلفة.
تقول مؤلفة الدراسة الدكتورة سونيار اسموسين من مركز مكافحة ومنع الأمراض الأمريكية، " أردنا من هذه الدراسة معرفة إذا كان الأطفال من المجموعات العرقية المختلفة يعانون من ذات الناقص، أم انه محصور في مجموعة واحدة؟"
قام فريق الدراسة بتحليل بيانات نظام مراقبة العيوب الخلقية في 21 مجموعة سكانية. وفحصوا العيوب التي تصيب الأنبوب العصبي، وتسبب التشوهات الحادة مثل شلل الحبل الشوكي ،الذي يسبب شلل الأطفال، وخلل الدماغ، وهي حالة تكون فيها أجزاء الدماغ مفقودة. ويمكن منعها إذا تناولت الأم الحامل حامض الفوليك (فيتامين ب 9)، والذي يعتقد بأنه مهم جداً لتطور الجنين.
شملت الدراسة الأعوام من 1995 إلى 2002، حيث قام الفريق بتقسيم الولادات إلى 3 مجموعات مجموعة تناولت حامض الفوليك (فيتامين ب 9) إلزاميا، ومجموعة تناولته اختياريا، ومجموعة لم تتناوله، ثم قام بتقييم مستويات حامض الفوليك (فيتامين ب 9) عند الأمهات والعيوب الخلقية. وشملت الدراسة بيانات 4,468 طفل مصاب بحالة شلل الحبل الشوكي و2,625 طفل مصاب بالخلل الدماغي.
وأستنتج الفريق بأن الأمهات من أصل لاتيني، اللواتي تناولن حامض الفوليك (فيتامين ب 9) إلزاميا، انخفضت عن أطفالهن نسبة العيوب الخلقية بنسبة 26%، بينما انخفضت بنسبة 34% عند البيض. فيما كان الانخفاض بين السود بنسبة لا تذكر.
ولقد كانت نسبة إصابة الأطفال بعيوب خلقية قبل تناول حامض الفوليك (فيتامين ب 9)، حوالي 4,000 سنوياً. أما الآن، فأنخفض العدد إلى حوالي 1,000 طفل.
ومن جهة أخرى، يعتقد بعض الخبراء بأن كمية حامض الفوليك (فيتامين ب 9) الإلزامية يجب أن تزداد. يقول الدكتور غودفري اوكلاي في الافتتاحية التي ترافق هذه الدراسة، "يجب على إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية أن تضاعف كمية حامض الفوليك (فيتامين ب 9) في أطعمة الحبوب المغنية، والتي تشكل حالياً 140 ميكروغرام لكل 100 غرام من الحبوب."
وكذلك دعت منظمات تعنى بصحة الأم والطفل إلى رفع نسبة حامض الفوليك (فيتامين ب 9). واعتبرته عاملاً مهماً جداً للوقاية من التشوهات الخلقية.
فيما حذر الدكتور تسونيوبو تامورا، أستاذ علم التغذية في جامعة ألاباما في برمنغهام، ومؤلف دراسة أخرى تعنى بالموضوع بعنوان حامض الفوليك (فيتامين ب 9) وتطور الطفل، موضحاً بأنه يجب القيام بالمزيد من الدراسات قبل الموافقة على مثل هذه التوصية. حيث قال " يجب أن نكون حذرين جدا بشأن زيادة مستوى حامض الفوليك (فيتامين ب 9) الموصى به، لأننا لا نعرف بعد نتائج الجرعة العالية." وفي دراسته، قام تامورا وفريقه بتقدير مستويات حامض الفوليك (فيتامين ب 9) في دم النساء السود الحوامل في 19, 26 و37 أسبوع. ثم قاموا بتقييم التطور العصبي لـ 355 من أطفال هؤلاء النساء بعد 5 سنوات، عن طريق اختبار الذاكرة، والمهارات الحركية واختبارات أخرى. ويوضح تامورا، " يبدو أن حامض الفوليك (فيتامين ب 9) لم يظهر أي تأثير على التطور النفسي الحركي للأطفال بعمر 5 سنوات."
ومع ذلك يعتقد بأنه من الضروري جداً أن تتناول النساء الحوامل كمية كافية من حامض الفوليك (فيتامين ب 9) أثناء الحمل. وينصح النساء بعمر الحمل بتناول 400 ميكروغرام من حامض الفوليك (فيتامين ب 9)، والذي يمكن الحصول عليه عن طريق حبوب الفيتامين أو الأطعمة الطبيعية مثل الخضراوات الورقية و الحمضيات.
معلومات عن حامض الفوليك (فيتامين ب 9):
هو فيتامين معقد يستعمل لإنتاج خلايا الدم الحمراء، وتأييض البروتين والدهون بشكل صحيح في الجسم، كما يساعد على صيانة المنطقة الهضمية، والجلد، والشعر، والنظام العصبي، والعضلات، وأنسجة أخرى في الجسم. يقوم حامض الفوليك أيضا بإنتاج آر إن أي RNA، ودي إن أي DNA، وهو ضروري في فترات النمو السريع مثل الحمل، والمراهقة، والطفولة.
يساهم حامض الفوليك بمساندة فيتامين ب 12 على السيطرة على إنتاج خلايا الدم الحمراء، ويساعد على توزيع الحديد بشكل صحيح في الجسم. أن نقص هذا الفيتامين يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم.
يوجد حامض الفوليك (فيتامين ب 9) في مستويات عالية في الخضروات الورقية الخضراء والحمضيات، كما تتوفر مكملات غذائية غنية بحامض الفوليك (فيتامين ب 9) خاصة للام خلال الحمل وبعده.
يساهم حامض الفوليك (فيتامين ب 9) في الوقاية من العديد من الأمراض ومنها:
1. العيوب الخلقية.
2. الكآبة.
3. التهاب اللثة.
4. داء الفصام.
5. دعم بعد الولادة والحمل