تزهر أشجار الزيتون في شهر أيار وبعد تفتح الأزهار ينطلق غبار الطلع في الجو المحيط بالأشجار منتقلا بواسطة الرياح إلى المناطق المحيطة ببساتين الزيتون وبكميات كبيرة.
وأثبتت الأبحاث والدراسات الحديثة أن حبوب اللقاح في الزيتون تحتوي على عدد كبير من البروتينات المسببة للحساسية والتي من أهمها البروتين المسمى "أولي واحد".
مدير برنامج بحوث الزيتون في المركز الوطني للبحوث الزراعية ونقل التكنولوجيا الدكتور صالح شديفات أوضح حسب وكالة الأنباء الأردنية، ان البروتين "اولي واحد" هو من اكثر البروتينات المسببة لحساسية غبار الطلع في الزيتون حيث يؤثر على اكثر من70 بالمائة من الذين يعانون من هذا النوع من الحساسية علما بأنه لم تتضح بعد الوظيفة البيولوجية لهذا البروتين.
وقال أن الإنسان يتعرض إلى غبار الطلع من خلال التنفس وملامسته للجلد والعيون فتظهر أعراض الحساسية على الأشخاص الذين لديهم قابلية للإصابة بها إذ تعتمد الحالة على كمية وتركيز غبار الطلع في الهواء فكلما زاد التركيز عن50 حبة لقاح في كل متر مكعب كلما زادت شدة هذه الحالة ومضاعفاتها.
وأضاف شديفات أن من أعراض التحسس العطاس واحتقان وسيلان في الأنف والسعال والحكة في الجلد والعينين وسيلان الدموع وأحيانا الإصابة بضيق في النفس والشعور بالإعياء والتعب.
وأشار إلى وجود أبحاث مستمرة في العالم لإيجاد مطعوم لهذا النوع من الحساسية إلا أن هناك بعض النصائح الطبية التي تدعو إلى تجنب التعرض للأجواء التي تكثر فيها حبوب اللقاح وخاصة في فصل الربيع ومعرفة ما هي اكثر الأزهار والنباتات التي تسبب لهم الحساسية وإغلاق نوافذ البيوت قدر الإمكان وإغلاق نوافذ السيارات خلال المرور في هذه الأجواء ولبس النظارات للتقليل من تعرض العيون لحبوب اللقاح بالإضافة إلى غسل الخضار والفواكه قبل الاستهلاك لإزالة حبوب اللقاح العالقة.
وبشكل عام، تزداد كمية غبار الطلع في الجو في فصل الربيع يشعر بعض الأشخاص بأعراض الحساسية مثل زيادة إفراز الدموع والمخاط من الأنف. وعلى الرغم من تنوع هذه الأعراض التي قد تشمل الحكة في الجلد والتهاب بالعين غير أن أغلبها يتمثل في ما يسمى بسيلان الأنف التحسسي.
ويعاني ملايين الناس في جميع أنحاء العالم من أعراض هذه الحالة التي تسمى "حمى القش". وتتسبب في هذه الأعراض مواد تسمى "مثيرات الحساسية" وعندما يستنشق الناس هذه المواد فإنها تندمج مع الأجسام المضادة لمثيرات الحساسية.
توجد هذه الأجسام عادة بكميات قليلة في الجسم ولكنها تكثر في أجسام الأشخاص الذين يعانون من الحساسية.
لا تؤثر الحساسية الموسمية تأثيرا كبيرا على نوعية الحياة التي يعيشها المصابون فقط بل يتعدى ذلك إلى التأثير على الناحية الاقتصادية بسبب الخسائر التي يتكبدها من جراء معاناة العاملين في كافة القطاعات.
ولحسن الحظ تتوفر طرق كثيرة لعلاج حساسية الربيع مما يخفف من أعراضها ويساعد المريض في التغلب عليها.
وفي فصل الربيع تبدأ الزهور، الأشجار والأعشاب بالتفتح ويبدأ العث بالانتشار في كافة أنحاء المنزل.
لذا فإن من الواجب إبقاء غبار الطلع تحت السيطرة وتنظيف الفراش مرة واحدة في الأسبوع على أقل تقدير. كذلك يجب غسل الرأس وأخذ حمام قبل الإخلاد إلى النوم لأن غبار الطلع يتجمع فوق شعر الرأٍس.
وينبغي ارتداء قناع وقفازات أثناء التنظيف، شفط الغبار المنزلي للغبار والمواد الكيماوية في حدودها الدنيا الممكنة. ويجب شفط الغبار المنزلي بواسطة المكنسة الكهربائية مرتين في الأسبوع. وينبغي كذلك تنظيف السجاد لإزالة الغبار والعفن والتأكد من أن سجاد المنزل قابل للغسل.
هذا وتمكن العلماء في جامعة جونز هوبكنز الأميركية من تطوير علاج جديد قد يقدم حلا أسرع وأكثر فعالية وأمانا للأشخاص المصابين بحمى القش أو ما تعرف بحساسية الربيع.
وأوضح هؤلاء أنه ينبغي على المصابين بهذا النوع من الحساسية اتباع برنامج علاجي طويل ومكثف يشمل ستة أشهر من الحقن المضادة تتبعها حقن إضافية لمدة 3-5 سنوات، أما مع العلاج الجديد فقد قلت هذه المدة إلى ستة أسابيع مع ست حقن فقط.
وأشار الخبراء إلى أن هذا العلاج لا يزال قيد البحث، وهو عبارة عن عقار دوائي جديد للمعالجة المناعية أنتجه شركة "دينافاكس" للتكنولوجيا، وقد أثبت فعاليته كدواء آمن لتخفيف أعراض الحساسية الشائعة مثل سيلان الأنف والعطاس واحتقان الأنف وانهمار الدموع، في الاختبارات التي أجريت على 25 شخصاً مصابين بحالات حساسية مزمنة لعشبة الريجيد.
ولاحظ الباحثون أن المرضى الذين تلقوا 6 حقن من دواء "دينافاكس" لمدة 6 أسابيع، شهدوا تحسناً ملحوظاً في الأعراض، كما قلت حاجتهم لتعاطي أدوية أخرى، وأعرب العلماء عن اعتقادهم بأن بإمكان هذا الدواء تحسين أمراض التهابية أخرى مثل الربو والاضطرابات الهضمية والتهاب المفاصل الروماتيزمي.
