أظهرت دراسة جديدة نشرت في مجلة الصحة الغذائية الأمريكية، وشملت بيانات جمعت من 27.270 رجل شاركوا في دراسة متابعة الحالات الصحية التابعة لجامعة هارفارد على مدى 13 سنة.
بأن محيط خصر الرجل يمكن أن يزيد من خطر إصابته بمرض السكري نوع 2، والذي يمكن قياسه بنسبة الوزن إلى الطول، أو الخصر إلى الورك وتبين أن الرجال الذين كانت خصورهم اكبر من أوراكهم أو دهن جسمهم بشكل عام أعلى، ارتفعت لديهم نسبة الإصابة بمرض السكري نوع 2.
قامت الدراسة بتقسيم الرجال على خمس مجموعات وفقاً لحجم خصورهم والتي كانت كالتالي، اصغر الخصور (29-34 بوصه)، وشملت المجموعات الأخرى على (34.3-35.9 بوصه، 36-37.8 بوصه ، 37.9-39.8 بوصه ، 40-62 بوصه).
فتبين أن نسبة تطوير المجموعات لمرض السكري كانت على التوالي 2, 3, 5 و12 مرة. وبنفس الطريقة كان خطر الإصابة بمرض السكري بمعدل 2, 3, 4 و7 مرات أكثر عندما تم قياس نسبة الورك للخصر، و 1، 2، 3، و8 عندما تم قياس كتلة الجسم كاملة.
تقول يوفا وانغ دكتوراه، مساعد أستاذ في مركز التغذية الإنسانية في مدرسة جون هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة، "تعتبر طريقة قياس كتلة الجسم، ونسبة الخصر أدوات مفيدة لتقييم المخاطر"، ولكن الدهن الموجود على البطن الذي يقاس بمحيط الخصر يمكن أن يشير إلى خطر الإصابة بمرض السكري سواء كان زائد الوزن أو بديناً طبقاً لكتلة الجسم."
ويقترح مؤلفو الدراسة بأن إنقاص محيط الخصر إلى 40 بوصة قد يكون ضرورياً. حيث أن العديد من الرجال الذين طوروا نوع 2 من مرض السكري كان لديهم محيط خصر اقل.
كما ينصح الباحثون بإجراء تجارب أخرى تشمل نساء ورجال من مجموعات عرقية مختلفة. حيث أن الدراسة هذه شملت على شريحة معينة من الرجال البيض الذين يعملون والذين يمكن أن يكونوا بصحة أفضل من المواطن العادي.
هذا ومن جانب اخر ، ولمزيد من المعلومات عن السكري 2 او النمط الثاني (ويسمى أيضا بداية السكري عند الكبار) يصيب أكثر ما يصيب الأشخاص البالغين من العمر 40 سنة أو أكثر ، ولكن ازدادت في السنين القليلة الماضية اصابة الأشخاص الأحدث سنا .
النمط الثاني من السكري هو اضطراب مرضي وراثيّ يصيب الأشخاص البدينين أكثر مما يصيب غيرهم . بما أن أعراض هذا النمط قد تكون خفيفة ، نجد أن كثيرا من الناس مصابون به ولا يدركون أنهم مصابون . خمسين في المئة من مرضى النوبة القلبية والسكتة الدماغية يكونون مصابين بهذا النمط من السكري . العلاج يشمل الحمية الغذائية ، والتمارين الرياضية ، وتنقيص الوزن ، ومراقبة سكر الدم .إذا لم تأت هذه العلاجات بالنتيجة المطلوبة ، يصبح العلاج الطبي (أقراص أو إنسولين) ضروريا .
قد تحدث الإصابة بالنمط الثاني من السكري في أي عمر ، مع أنه عادة لا يصيب سوى الكبار . حوالي 90 إلى 95 % من مرضى السكري يكونون مصابين بالنمط الثاني. بعض الناس يعتقدون خطأ أن النمط الثاني من السكري هو نوع أخف من النمط الأول ، إلا أنه يسبب نفس الأضرار التي يسببها النمط الأول .
سبب الإصابة بالنمط الثاني من السكري هو مقاومة الجسم للأنسولين ، التي يسببها عدم استجابة خلايا وأنسجة الجسم للأنسولين . الوزن ، والنشاط الرياضي ، وتاريخ العائلة ، كلها عوامل تؤثر على مدى استجابة الجسم للأنسولين
أعراض مرض السكري البارزة هي العطش الزائد ، وكثرة التبول ، وزيادة الجوع ، ونقصان الوزن غير المتعمد ،والإعياء ، وسرعة الغضب . على كل حال ، يرتفع سكر الدم عند المصابين بالنمط الثاني من السكري بتقطع أو ببطء يجعل المصاب يظن أنه لا يعاني من أية أعراض رغم ارتفاع السكر سنوات عديدة قبل التشخيص .
العلاج يشمل النظام الغذائي المتوازي الذي يوزع تناول الكاربوهيدرت على مدى اليوم بطوله ، والقيام بالتمارين الرياضية بانتظام ، ومراقبة مستوى السكر في الدم ، وربما أخذ الأدوية. من المهم أيضا إجراء فحوصات بكثرة لتقييم مفعول العلاج ، ومراقبة المضاعفات . بإمكان الشخص المصاب بهذا المرض أن يعيش طويلا بصحة جيدة إذا حافظ على سكر الدم قريبا من المستوى الطبيعي .
إذا كان الشخص يواجه خطر الإصابة بالنمط الثاني من السكري ، بسبب وجود عوامل الخطورة السالفة الذكر عنده ، قد يستطيع منع الإصابة بهذا المرض أو على الأقل تأجيلها بواسطة ممارسة التمارين الرياضية بانتظام ،واتباع حمية غذائية متوازنة ، وتوزيع تناول الكاربوهيرت على مدى اليوم بطوله (بدلا من تناولها دفعة واحدة) لمنع ارتفاع سكر الدم بعد الوجبات . إنقاص الوزن باعتدال - بنسبة 5 % إلى 10 % من وزن الجسم - يخفّض مقاومة جسم المصاب للأنسولين ويزيد قدرته على استهلاكه بكفاءة أكبر . الإقلاع عن التدخين ومعالجة ارتفاع ضغط الدم يساعدان على منع الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري .
تقع أكثر اصابات النمط الثاني من السكري عادة بين الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الأربعين عاما . مع هذا فإن عدد الأطفال الذين يصابون به آخذ في الازدياد . الأشخاص الذين يصبهم هذا المرض غالبا ما يكون وزنهم زائدا عن المستوى الصحي ويفتقرون إلى النشاط الرياضي . إذا كان مستوى سكر الدم لدى أي شخص يتراوح بين المستوى العادي ومستوى الإصابة (هذا الوضع يسمى حالة ما قبل الإصابة) ، يكون ذلك الشخص أكثر عرضة لخطر الإصابة . العوامل الأخرى التي تعرض الشخص للإصابة هي كون أحد أفراد عائلته مصابا .من عوامل الخطورة الأخرى هو أن تكون المرأة قد أصيبت بسكري الحمل من قبل أو أنجبت طفلا كبير الحجم يزيد وزنه على تسعة أرطال (4.1 كيلو غرام) ، أو ارتفاع ضغط الدم ، أو ارتفاع الكوليسترول .