حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت

تاريخ النشر: 15 يناير 2023 - 07:02 GMT
حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت

بعض الأشخاص يتساءلون عن حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت، خاصةً عندما وقع بعض الأزواج ضحية الصدمة الشديدة، عندما اكتشفوا بالصدفة أن زوجاتهم يتحدثن مع رجال غرباء هاتفيًا، أو كتابةً أو في مكالمات مرئية، والأصل في هذا الأمر أنه يدخل من ضمن الأمور التي لا يغفرها الرجل الشرقي، فهي بالنسبة إليه خيانة لا يمحيها إلا الدم أو الطلاق، لكن هل هذا صحيح؟

حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت

في الحقيقة كان رأي الدين واضحًا في هذا الموضوع، عندما دخلت تلك المسألة من ضمن الخيانة الزوجية والزنا عافنا الله، فالسيدة التي ترى أن حديثها مع آخر بأمور الحب والغزل، وتسمح له أن يتخطى حدود الأدب معها ليس شيئًا مشينًا، ما هي إلا جاهلة بتعاليم دينها، وبالكبائر التي حرم الله فعلها على كل مسلم ومسلمة.

ومثل تلك المرأة تظن أنه ما دام لم يحدث اتصال جسدي أو علاقة حميمية بينها وبين آخر غير زوجها لا يعد حرام بل من باب التسلية، أو من باب مداواة إهمال زوجها لحقوقها الزوجية، وإهمال لأنوثتها التي ذبلت.

وعندما ورد دار الإفتاء المصرية سؤال من رجل يسأل "حكم خيانة الزوجة لزوجها بالهاتف أو عن طريق الإنترنت" أجابه سيادة المفتي بالحل السلمي، بأن يواجه زوجته أولًا، ثم يحاول تقويم سلوكها السيئ، فإن لم ترتدع يتوجب عليه أن يطلقها مع منحها كافة حقوقها كما أمره الدين، ويمكنكم الاطلاع على نص الفتوى من هنا.

أما الشيخ القرضاوي رحمه الله فعندما سألته إحدى السيدات عن رأي الدين في التي تحدث رجلًا آخر على الإنترنت أو الهاتف فقد أجاب فضيلته بأن كل ما هو حرام في الحب حرام، فالمرأة حرام أن يصلها رجل غير زوجها، والوصال هذا ليس جسديًا فقط بل بالكلام أيضًا والمحادثات الهاتفية أو المرئية.

حكم الزوجة التي تكلم غير زوجها بالهاتف

من المعتقدات الغير صحيحة أبدًا أن تظن المرأة أن المحادثات الهاتفية الخارجة عن نطاق الدين أو العرف مع رجل غريب أمر عادي لا ضرر فيه، وهذا كما يقال عُذر أقبح من ذنب، فالجهل بالمعايير التي رفضها الدين ويرفضها المجتمع لا اختلاف فيها، ولا تحتاج لفقيه ليخبرك أن ما تفعلينه حرام!

فإذا كنتِ لا تعرفين أن مجرد سماحك لآخر باستباحة ما هو حق لزوجك حرام فهذا يعني أنك تغضين بصرك، وتجبري ضميرك على الصمت حتى تحللي ما تفعلين من أثم، والدليل على تعارض فعلك مع ما يحله دينك سؤال ورد الشيخ عن اكتشافه علاقة بين زوجته وبين جار له على الهاتف، وتطور الأمر لفعل أثم، ويمكنك الاطلاع على الفتوى من هنا.

فإن كانت بينك وبين زوجك خلافات عجزتِ عن حلها، أو يهملك بسبب عمله، أو يعشق أخرى مثلًا فكل ما سبق لا يشفع لكِ عند الله، بل يمكنك طلب الطلاق بكل هدوء، وابدئي حياتك من جديد، لكن الحرام أن تكوني على ذمة رجل وتحرميه من حقه، بينما تسمحي لغريب أن يحل مقام زوجك.

عقوبة الزوجة الخائنة في الدنيا

عقوبة الزوجة الخائنة في الدنيا

من عجائب فعل الشيطان أنه يزين للمسلم ما يفعله من آثام، فيوسوس للمتزوجة أنه يحق لها أن تخون زوجها لأنه بعيد عنها، ويحرمها حقها، أو أن يكون هو الآخر خائن لها، والعين بالعين، لكن هذا يرفضه الله ويتعارض مع حلاله.

لأن زوجكِ سيتحمل عاقبة فعله، وصبرك على خيانته لكِ ومحاولة تقويمه وإعادته لحضنك أمر يُحسب لكِ عند الله، بينما فعلك لنفس أثمه سوف يُغضب الله، ويجعلك من الآثمين.

وفي القوانين الشرعية تم سن مادة قانونية رقمها 274 أن الزوجة التي يثبُت عليها واقعة الزنا عافنا الله يتم حبسها 24 شهر كاملة، ولا يتم إعفائها إلا إن أقرّ الزوج أنه يسامحها، ويقبل عودتها لبيت الزوجية على ألا تفعل ذلك مجددًا، ومن النادر أن يقوم زوج باستغلال هذا الحق، حتى لو كانت تلك المرأة روحه.

كما أن الناس لا تنس أبدًا تلك الفعلة الشنعاء لها، وتظل تلك الذكرى مرتبطة باسمها، وتلاحق أولادها حتى بعد وفاتها، لذلك على الزوجة أن تتق الله في نفسها وأطفالها وزوجها، فإن عجزت أن تعيش مع زوجها بما يرضي الله فلتطلب الانفصال.

هل يجوز فضح الزوجة الخائنة؟

بعض الرجال يُصدمون في أن الزوجة العفيفة خائنة عافنا الله، فيقومون بفضحها أمام الجيران والأقارب وغيرها، حتى إن ثُبت عليها حالة الخيانة الغير كاملة كما حدث في مسألة حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت، كأن يأخذ صور من الشات أو المقاطع المرئية ويرسلها لذويها، والبعض عافنا الله ينشرها على الملأ.

لكن هذا في نظر الدين غير مقبول، فالستر أولًا وأخيرًا، وإن عجز الزوج عن الالتزام بالستر، وتطليق زوجته في هدوء يفضل أن يخبر والدها أو أسرتها فقط، ثم يطلقها أو يعفو عنها إن رغب، وهكذا لا ينتشر الأمر لأنهم سيكونون حريصين على حماية سمعة ابنتهم حتى لو كانت آثمة.

ولا تنس أيها الزوج المتألم أنها والدة أطفالك، وعاشت في منزلك، وتشاركتما الطعام والسكن، فأعفو واصفح، فإن لم يكن فقم بما أمرك به الدين إمساك بمعروف دون أن تعايرها بذلك أو تسريح بإحسان، فتطلقها بهدوء دون فضائح أو مشاكل.

هل المحادثات تعتبر خيانة؟

هذا السؤال يتعلق بشكل مباشر بمسألة حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت، ففي القوانين التي وضعها الإنسان في المجتمعات الشرقية هناك فروق بين الزنا، والخيانة الإلكترونية، فالأولى تتم بالتواصل الكامل مع الرجل في الفراش عافنا الله، بينما الثانية تقتصر على المحادثات العاطفية، وتبادل الصور، وعبارات الغزل.

لكن في نظر الدين هي شيء محرم على المرأة فعله خاصةً إن كانت متزوجة، والدليل على ذلك قوله تعالى " فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا {الأحزاب:32} ولقراءة الفتوى كاملة انقر هنا.

حكم الإبقاء على الزوجة الخائنة

حكم الإبقاء على الزوجة الخائنة

بعد أن عرف الرجل حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت، تشبه كثيرًا خيانة الزوجة لزوجها عن طريق الهاتف ورضى أن يستر عليها بعد أن رأى منها الندم الشديد على ما فعلت في حقه وحق نفسها ودينها، فهذا من الأمور التي سوف يجازيه الله عليه ألف خير، لكن بشروط، ألا يعايرها بما فعلت حتى بعد أن تأكد له أنها تابت بالفعل، ولن تعود لمحادثة رجال آخرين، وخضعت لأوامره بتركها للهاتف، وعدم استخدامه.

والدليل على ذلك تلك الفتوى يمكنك قراءتها كاملة من هنا، وكانت تتحدث عن الزنا الفاحش وانجاب طفل، وهو فعل أكبر وأشد أثمًا من محادثتها لآخر عبر الهاتف أو عن طريق الإنترنت.

والأساس في ديننا الحنيف أن يحل المسلم مشاكله مستخدمًا عفوه وتسامحه، فبمثل تلك الأخلاق يكون المسلم الحق، وهو أمر لا يعيب كرامته كرجل، بل تحسب له أمام زوجته، لكن يفضل أن يخبر أحد من أهلها قبل مسامحتها حتى ترتدع فلا تعود لأثمها هذا من جديد.

بعدما تحدثنا بشكل مفصل عن حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت بكافة صوره، نرجو أن نكون قد تمكنا من الإجابة عن جميع الأسئلة المتعلقة بهذا الأمر، وأن نكون قد نجحنا في تغطية جوانبه كاملة.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن