تكثر الأسئلة التي تتعلق بالأسرة والتي تتناولها دار الإفتاء المصرية بالإجابة ومن بين أكثر الأسئلة تداولاً هو موضوع الزواج الثاني وما يحمله من تأثير على الزوجة الأولى وما يتبعه من تداعيات فإما أن يعلمها أو يخفي عليها ولمعرفة حكم زواج الرجل على زوجته بدون رضاها تابع معنا هذا الموضوع لكي تستدل على فتاوي دار الإفتاء المصرية وتتعرف على قول القانون المصري أيضًا في هذا الأمر.
حكم زواج الرجل على زوجته بدون رضاها
يجوز ألا يخبر الزوج زوجته بأنه تزوج من أخرى ولا يشترط موافقة ورضا الزوجة الأولى، ولكن من قبيل حسن العشرة فيفضل أن يعلمها بزواجه، فقد أباح الله للرجل التزوج من اثنتين أو ثلاث أو أربع استنادًا إلى قول الله تعالي " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"، وعندما يقدم الزوج على هذه الخطوة فقد يكون أمامه خيارين للتعامل مع الزوجة الأولى وهي إما أن يخفي عليها لأن المرأة بطبيعتها غيورة ومن الصعب أن تتقبل فكرة الزوجة الثانية، وإما أن يبلغها ويحاول أن يقنعها ويراضيها ويوضح لها السبب الذي دفعه إلى ذلك وهذا الحل الأفضل في الشرع حتى إن تزوج بأخرى فتكون هي على رضا وعلى علم بها.
حكم الزواج بأخرى دون إعلام الزوجة الأولى
يعد الزواج من الثانية زواج صحيح والزوج ليس عليه حرج، ولكن في هذه الآونة فإن عقد الزواج الشرعي يستلزم على الزوج كتابة عنوان زوجته الأولى حتى تبعث لها المحكمة لتعلمها بالزيجة الثانية لزوجها، أما من الناحية الدينية فإن حكم زواج الرجل على زوجته بدون رضاها متاح أيضًا.
هل يجب على الزوج إعلام زوجته بأنه تزوج عليها؟

صحة الزواج الثاني ليست مشروطة بإعلام الزوجة الأولى إلا في حال شارطه في عقد الزواج ما ينص على أنه لا يتزوج عليها ولو تزوج عليها فإنها ستنفصل عنه ويلغى العقد بينهم وفي هذه الحالة فإنه الزوجة تأخذ حقوقها كاملة.
هل يعتبر زواج الرجل على زوجته ظلم لها؟
زواج الرجل بأخرى مباح شرعًا طالما مستوفي للأركان الشرعية، وزواجه الثاني يكون ظلم للمرأة في حال قصر في واجباته الزوجية تجاهها ولم يعطيها حقوقها الشرعية من نفقة ومسكن وكسوة وغير ذلك، والزوجة في هذه الحالة يمكنها أن تطلب الطلاق بسبب الضرر الواقع عليها.
هل من حق الزوجة أن ترفض الزوجة الثانية؟
قد صرح علماء الدين بأنه غير جائز؛ لأن الله قد أباح للزوج هذا الأمر وهو حجر على الزوج وفقًا لما قاله الله تعالى في كتابه الكريم: ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع)، لذا فإن الزوجة لا يحق لها أن ترفض ما شرعه الله عز وجل.
متى يحق للرجل الزواج الثاني؟
قد اجتمع مجلس العلماء وصرح مركز الفتوى بالإجماع بأن الإسلام يبيح تعدد الزوجات ولكن بشرط أن يعدل بين زوجاته، وقد يحق للرجل الزواج الثاني ويكون معه عذر في ذلك في تلك الحالات:
- أن تكون الزوجة الأولى مريضة أو عاقرًا.
- عدم الكفاية الجنسية مع الزوجة الأولى.
- نشوز الزوجة وكونها غير مطيعة وترفض العيش مع زوجها وتبغضه وتكرهه بدون سبب واضح.
ماذا تفعل الزوجة الأولى إذا تزوج زوجها بالثانية؟
بعدما تناولنا حكم زواج الرجل على زوجته بدون رضاها وبدون علمها فنوضح لك رأي القانون بأنه إذا مضى عام على زواج الرجل من ثانية بدون علمها فلا يحق للزوجة طلب الطلاق لهذا السبب، أما إذا تزوج الثالثة يتجدد لك هذا الحق في طلب الطلاق قبل مرور عام.
أيهم أشد غيره الزوجة الأولى أم الثانية؟
الغيرة تختلف من امرأة لأخرى ويتوقف الأمر على حسب نسبة حبها لزوجها وتعلقها به، وإن كانت الزوجة الثانية أكثر استعدادًا لمواجهة هذا الأمر لأنها بالفعل قد تزوجته وفي حياته زوجة أخرى.
هل زواج الرجل بالسر من امرأة ثانية حق شرعي أم خيانة زوجية؟
في الواقع فإن المجتمع يرفض فكرة الزوجة الثانية وتعتبرها السيدات خيانة زوجية وعدم الوفاء لها وتتهمه بالكذب، إلا أن الشرع قد أباح للرجل التزوج من اثنان أو ثلاث أو أربع وهذا حقه الشرعي وليست خيانة زوجية.
في الختام وبعدما وضحنا الفتوى الشرعية فيما يخص حكم زواج الرجل على زوجته بدون رضاها نوضح لك أن إخفاءه عنها الزيجة أو إعلامها لن يؤثر على صحة الزواج الثاني، وربما يرجع السبب وراء إخفاء الزواج هو أن بعض المجتمعات ترفض هذا الحكم الشرعي وتستنفره، وهذا ما يدفعه إلى الزواج في الخفاء وربما لخوفه من ترك الزوجة الأولى للبيت وبالتالي يؤثر ذلك على مصلحة أولاده واستقرار أسرته.