يبدو ان الرجال بحاجة الى قاموس خاص للتميز بين الاشارات العادية والاشارات الجنسية.وجدت دراسة جديدة بأنه حتى عندما يكون الرجل والفتاة جالسين في مكان عام، وبعد محادثة من خمسة دقائق فقط، يميل الرجل إلى التهيؤات الجنسية، ويفترض إهتمام الطرف الاخر الجنسي به بشكل خاطئ.
يقول موريس جي . ليفيسك، باحث رئيسي، وأستاذ مشارك في العلوم النفسية من جامعة آليون، في كارولاينا الشّمالية،"بدأنا هذه الدراسة بشكل مبدئي لمحاولة تميز الرجال الذين يبالغون في التهيؤات الجنسية، ومحاولة التحدث معهم وبالتالي علاج حالات التحرش الجنسي، والاغتصاب بشكل اكثر فعالية."
واضاف، "أردنا معرفة إذا كان الرجل المفتول العضلات هو الوحيد المتهم هنا، وهذا ما اثبتناه، ففحولة الرجل لا تشكل اي اختلاف."
ونشرت هذه الدراسة في المجلة الفصلية، "علم نفس النساء"، حيث قال الباحثون بأنّه عندما يقابل الرجل إمرأة للمرة الأولى، وأثناء تحدثهما، فالاحتمال الاكبر أن يقوم بتقييم نفسه، ثم المرأة من حيث المميزات الجنسية، مثل الاغراء. كذلك، وعلى الأرجح، يعتقد بانها تهتم به جنسياـ بينما قد لا يكون الامر وارداً بالنسبة لها.
وفي الدراسة التي شملت على 43 رجل، و43 فتاة من طلاب الكليات، وتتراوح اعمارهم ما بين 18 إلى 22 عاما تم وضع جداول لتقابل كل فتاة رجل من العينة. واخبروا الطرفين بأن الدراسةَ تتعلق "بالسلاسة التحادثية." أولاً، أكمل الرجال والنساء الإجابة على استفتاء يشمل معلومات سكّانية، ثم قاموا بعمل فحص قياسي للادوار النسائية والرجالية لمعرفة نتائجهم الانثوية والذكرية.
ثانيا، توجه كل زوجان الى غرفة لوحدهما وجلسا على كراسي في مواجهة بعضهم البعض وبينهما منضدة صغيرة. واقترح الباحثون بأن يتحدث الطرفان عن الكليّة. ثمّ، بعد خمس دقائق، ذهب الرجل والإمرأة إلى غرفتان منفصلتان للإجابة على أسئلة حول تصوراتهم حول شريك الدراسة، وعن أنفسهم، وعن المحادثة.
وبينما قيم الرجال والنساء أنفسهم وشركائهم بالنسبة للميزات الشخصية مثل الاهتمام بالمظهر الخارجي، والتوافق، والجاذبية طبيعية الجسدية، والميزات الجنسية، والسلوك التفاعلي. كذلك تم سؤالهم ايضا، اذا شعروا بأن الشخص الاخر كان يغازلهم بطريقة جنسية، أو يحاول اغرائهم باي طريقة.
وكانت النتيجة ان الرجال قيموا النساء جنسيا اكثر، يقول ليفيسك الذي اجرى الدراسة في جامعة كونتيكت، "لم يكن الامر كأن الرجال زادت تهيؤاتهم الجنسية بوجود نوع من الانجذاب بينهم ، واوضح، "كان تقييمهم من الناحية الجنسية لا يمت بصلة الى اي من صفات الصداقة، او التوافق. إذا وجدها جذابة جسدياً، فهو يميل إلى تقديرها من الناحية الجنسية أكثر. مشيرا الى ان دراسات اخرى كذلك وجدت بأن الرجال يقيمون النساء من الناحية الجنسية اكثر، اذا كن جذابات جسدياً. "
أما الخطوة التالية، فيريد ليفسك ان يركز على موضع هل تدرك النساء بأنهم يغرين الرجال، فقد تكون هذه المؤشرات المغلوطة سبباً في تفادي الكثير من حالات التحرش الجنسي.
ولا يعرف ليفسك لماذا قيم رجال العينة النساء بشكل جنسي، وقال، "لا بد أن يكون السبب مرتبطاً بالطبيعة الاجتماعية، حيث يتعلم الرجال في سن صغيرة بأن النساء أدوات للرغبة الجنسية".
ولم تشكل نتائج الدراسة مفاجأةَ إلى تشارلز هيل، أستاذ علم النفس في كلية ويتير، في كاليفورنيا. الذي قال بأن الطريقة الكيميائية إلى مساعدة الإثارة الجنسية توضّح نتائج الدراسة.
فالتيستوستيرون, وهو هرمون ينتجه الرجال والنساء عل حد سواء، يساعد على الإثارة الجنسية، وقال هيل، " ولكن كذلك يعمل هرمون oxytocin، أيضاً. "حيث يحفز Oxytocin الرابطة بين الامهات والاجنة، ويرتفع في حالة الحمل، الارضاع، أو الاباضة،" واضاف،"كما يعمل على ترويج الترابط العاطفي أيضاً بين الناسِ عموماً، وقد يساعد ذلك على توضيح نتائج الدراسة التي تقول بأن الرجال قيموا النساء جنسيا بالاستناد إلى الجاذبية، بينما قدرت النساء الرجال بالنسبة لجاذبيتهن الجنسية وصفاتهم الشخصية. لقد كان هناك مكون عاطفي في تقديراتهن للرجال."
ويقول ليفسك، "بالاستناد الى نتائج الدراسة، انصح الرجال والنساء بالقيام باجتماعات قصيرة، أو حضور صفوف معاً لفترة قصيرة لا تتجاوز 5 دقائق لتقييم اذا كانوا يريدون رؤية هذا الشخص مرة اخرى."
بالنسبة للرجال، فقال: " لا تفكر أن كل امرأة تنجذب لك، وخصوصا بالنسبة للرجال الذين يعتبرون انفسم جذابين بطريقة غير طبيعية. حيث اعتقد الرجال، الذين وصفوا انفسم بالجذابين جنسيا، بأن الفتيات كن منجذبات جنسيا لهن في الاختبار، وهذا غير صحيح."
أما بالنسبة للنساء فيقول ليفسك، "أفضل نصيحة للفتيات، هي أن تعرفن بأن معظم الرجال سوف يقومون بتقييمها جنسيا ويعتقدون بأنها منجذبة جنسيا لهم، لذلك فحتى عندما تنتهي المحادثة، وتذهب الفتاة في طريقها، يظل الرجل يفكر في تخيلاته الجنسية.
أخيرا يقول ليفسك، "يجب أن يعمل الرجال على تخفيف سرعة تفكيرهم في هذه الامور، وبأن يقيموا المحادثة من جوانب اخرى، اكثر ارتباطا بالواقع، وسواء قامت الفتاة بارسال اشارة انجذاب متعمدة ام غير متعمدة، لا تترك نفسك هشاً امام هذه الافكار، وركز على الامور الاخرى المتعلقة بالمحادثة اساساً."