قمت بالاتصال بمحل تصليح التلفزيونات، فأجاب شخص على الطرف الثاني، وأخبرك أن شخص اسمه كذا سوف يتصل بك، ولأخذ العنوان في الصباح. ولكن بمجرد أن أقفلت الخط، نسيت أسم الرجل.
يحدث هذا أغلب الوقت، وما لم تكن مدربا على التركيز وحفظ الاسم في ذاكرتك لحظة سماعه فلن تنجح في تحقيق هذه المعادلة الصعبة. وللقيام بذلك يجب أن تقوم بتكرار الاسم إلى الشخص الذي تتحدث معه. هذا النظام سوف يساعدك على تخزين الاسم في "بنك الذاكرة"، كل مرة تسمع فيها اسم شخص جديد، وخلال وقت قصير، عن طريق التكرار.
عندما تقابل شخصا ما شخصياً استعمل نفس الإجراء، بالإضافة، إلى تذكر شيء مختلف أو غير عادي متعلق بالشخص، أو مظهره، أو وقفته، أو حركاته "واربطها" باسمه. يجب أن تَضع المعلومات الوصفية على أحد جانبي بطاقة أو قطعة ورق واسمه على الجانب الآخر حتى يتم حفظه في دماغك بشكل تام. انظر إلى الاسم مراراً وتكراراً، وتخيل "صورته" بينما تنظر إلى الاسم، أو عندما تَرى الصورة تذكر الاسم. ويتطلب تشغيل هذا النظام بعض التغييرات في تَفكيرك وقَد يستغرق عدة أيام أو عدة أسابيع لتصبح ماهرا. على الرغم من انك اكتسبت العادة السيئة من النسيان على مدى سنوات.
تعمل هذه الطريقة أيضاً مع أي شيء آخر تريد تذكره، وليس فقط الأسماء. عندما يكون لديك مناسبة لتتذكرها، أكتبها وادمجها إلى قائمتك، بدون صيغ معقدة، فقط نظام يعمل لك ويحسن من تركيزك.
كيف تتذكر كل شيء:
· كما هو مذكور أعلاه ، يستطيع الشخص أن يدرب ذاكرته عن طريق ربط الأسماء بأحداث أو أعمال معينة، وهذه الطريقة جيدة مع المعلومات المكتوبة أيضا.
· هناك عدة كلمات أو أفكار رئيسة في كل فقرة تستطيع أن تربطها بإيضاح منطقي أو مضحك أيهما أسهل لك. (من الأسهل تذكر الأمور المضحكة من الأمور ِالطبيعية والهادئة).
· قم بربط الإيضاحات والكلمات والأفكار التي قمت باختزالها من كل فقرة، لتشكل فكرة واحدة. ثم قم بالتفكير بها في دماغك وتصورها.
· عندما تفكر في الموضوع ستأتي الصورة إلى ذهنك، وتختصر عليك الكلمات. ولكن تذكر دائما الربط بين الصورة وبين الكلمات المهمة.
كذلك وبينما أنت تقرأ كتابا، أو تمارس هواية ما قم بربط الكلمات أو الأفكار الرئيسة للمادة المكتوبة. طريقة التعلم هذه سوف تحسن قدرتَك على حفظ ما قَرأت. ومع "التدريب" الكاف، يمكن للعديد من الأفراد أن يطوروا "ذاكرة ضوئية".
والمفتاح لهذه الطريقة، هو أن تقرأ النص، وتتخيل الصورة المرتبطة به في ذهنك. وبعد أن تتقن هذه الطريقة، ستتمكن من استعادة الصور والأفكار المرتبطة بها بطريقة أوتوماتيكية. ونقترح بأن تقوم بإثبات فعالية هذا النظام الآن بينما أنت تقوم بقراءة هذا النص، لتبدأ في التدريب الفعلي لهذا النظام الفعال.
حاول القيام بتفعيل هذا النظام مباشرة في دماغك، وسترى كم هو فعال، ومع أخر فقرة في المقال، ستشعر حقا بأن دماغك بدأ بتطبيق هذه الطريقة مع كل شيء تقوم بقراءته أو تود حفظه.
نصائح للخطابة والذاكرةَ:
يمكنك استعمال ذات الطريقة لاستجلاب الأفكار الخاصة بخطاب ما، فعندما تقوم بقراءة الخطاب قبل إلقائه، قم بتحديد الأفكار الرئيسة، واربطها بصور متسلسلة بحيث تتخيلها عند إلقاء الخطاب.
ومن الأسرار الأخرى لفن الخطابة تحديد بداية، ووسط ونهاية الموضوع، بحيث تبدأ خطابك بكلمات تجذب انتباه الجمهور، مثل كلمات مضحكة، أو غريبة. عند التطرق إلى وسط الموضوع حاول كسب ثقة جمهورك، عن طريق تحديد أفكارك، وتوضيحها، بحيث تبدأ بالقول بأنك ستتحدث عن ذاك الموضوع وذاك الموضوع خلال خطابك. اجعل النهاية، تعبر عن نتيجة النهائية لموضوعك، وانهي بكلمات قوية أو قنبلة كبيرة، مثل التوصل إلى قرار أو نتيجة مذهلة.
أطبع خلاصة الموضوع بأحرف كبيرة، وبينهما سطر حتى تتمكن من رفع بصرك إلى الجمهور، دون أن تخطئ في السطر. حاول الاعتماد على ذاكرتك في المواضيع الهامة، والأمثلة.
قم بالتدرب على الخطاب أمام المسجل، بحيث تعيده وتسمع صوتك وأخطائك، وتعرف أين تتوقف، وأين تستمر وأين تشدد على الكلمات. فأنت ناقد نفسك المخلص.
خذ وقتك قبل الإجابة على الأسئلة التي تلي الخطاب، قم بإعادة السؤال كأنك تتأكد منه، ثم اجب أو حول السؤال إلى الشخص المسئول عن هذا الجانب (مثلا نقاش علمي). إذا لم يكن لديك إجابة قم بطرح سؤال على السائل مثلا ما هي الصحيفة التي تمثلها، أو هل تعتقد أن الإجابة ستكون واضحة في هذه الظروف (مثلا نقاش سياسي). التجربة والخبرة فقط ستجعلانك قادرا على الإجابة بطرقة احترافية ومهنية عالية.