البوابة - غالبًا ما يصاحب الولادة المبكرة مجموعة من التحديات الصحية، ومن أخطرها العمى أو اعتلال الشبكية الخداجي (ROP) ، وهو اضطراب ناجم عن نمو غير طبيعي للأوعية الدموية في شبكية العين عند الأطفال الخدج. ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى أن التدخل الطبيعي والمتاح بسهولة - حليب الأم - يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في الحد من خطر هذه الحالة المنهكة.
طبيب البوابة: حليب الأم يمنع العمى عند الأطفال الخدج

دور حليب الأم
تسلط الأبحاث الحديثة الضوء على تدبير وقائي واعد: الرضاعة الطبيعية الخالصة. كشفت دراسة نُشرت في مجلة طب الأطفال أن خطر الإصابة بأي مرحلة من اعتلال الشبكية الخداجي انخفض بنسبة 75٪ عند الأطفال الذين يتغذون حصريًا على حليب الأم. وعلاوة على ذلك، انخفض احتمال الإصابة باعتلال الشبكية الخداجي الشديد بنسبة 90٪. ويعزى هذا الانخفاض الكبير إلى حد كبير إلى الخصائص الفريدة لحليب الأم.
يحتوي حليب الأم على نسبة عالية من مضادات الأكسدة والعناصر الغذائية الأساسية، بما في ذلك حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA)، والإينوزيتول، وفيتامين هـ. تساعد هذه المكونات في مكافحة الإجهاد التأكسدي وتنظيم عامل نمو بطانة الأوعية الدموية (VEGF)، وهو بروتين متورط في التسبب في اعتلال الشبكية الخداجي. من خلال تخفيف الضرر التأكسدي ودعم النمو الصحي للشبكية، يوفر حليب الأم ميزة بيولوجية في منع اعتلال الشبكية الخداجي.
الدراسة
كان لدى الرضع الذين يتغذون حصريًا على حليب الأم خطر أقل بنسبة 89٪ للإصابة باعتلال الشبكية الخداجي الشديد مقارنة بمن تلقوا الحليب الصناعي. حتى عندما تلقى الرضع مزيجًا من حليب الأم والحليب الصناعي، انخفضت احتمالات إصابتهم باعتلال الشبكية الخداجي الشديد إلى النصف مقارنة بمن يتناولون الحليب الصناعي حصريًا. تؤكد هذه النتائج على الفوائد الوقائية لحليب الأم في منع الأشكال الشديدة من اعتلال الشبكية الخداجي.
بالإضافة إلى دوره في منع اعتلال الشبكية الخداجي، فإن الرضاعة الطبيعية لها فوائد أوسع نطاقًا للتطور البصري. ترتبط الأحماض الدهنية غير المشبعة طويلة السلسلة n-3 الموجودة في حليب الثدي بزيادة حدة البصر وتقليل قابلية الإصابة بأخطاء الانكسار. يشير هذا إلى أن الرضاعة الطبيعية لا تساعد فقط في منع الحالات الفورية مثل اعتلال الشبكية الخداجي، بل تساهم أيضًا في صحة البصر بشكل عام.
فوائد حليب الثدي الأطفال حديثي الولادة
تقدم الأدلة التي تدعم فوائد حليب الثدي في منع اعتلال الشبكية الخداجي حالة مقنعة لتعزيز الرضاعة الطبيعية الحصرية بين الأطفال الخدج. ونظرًا لارتفاع خطر الإصابة باعتلال الشبكية الخداجي في هذه الفئة السكانية المعرضة للخطر، فإن دمج حليب الثدي في بروتوكولات رعاية الأطفال حديثي الولادة يمكن أن يقلل بشكل كبير من حدوث هذه الحالة الخطيرة. بالنسبة لمقدمي الرعاية الصحية، يعني هذا الدعوة إلى الرضاعة الطبيعية وتسهيلها كاستراتيجية وقائية رئيسية.
خلاصة القول
إن إمكانات حليب الأم في منع العمى عند الأطفال الخدج مدعومة بأدلة علمية مهمة. ومع استمرار البحث في استكشاف هذه الفوائد وتأكيدها، فمن الضروري أن يدرك المهنيون الطبيون والآباء ومقدمو الرعاية الرضاعة الطبيعية ويدعمونها كمكون أساسي لرعاية الأطفال حديثي الولادة. من خلال الاستفادة من الخصائص الوقائية الطبيعية لحليب الأم، يمكننا تحقيق خطوات واسعة نحو تقليل حدوث اعتلال الشبكية الخداجي وضمان صحة بصرية أفضل للأطفال الخدج.
المصدر: TOI
اقرأ أيضاً: