قام العلماء بإجراء مجموعة متنوعة من الأبحاث من أجل فهم الكيفية التي يتم من خلالها تحديد نوع الجنين سواء كان ذكرًا أو أنثى، وفي النهاية تم التوصل إلى أن تكوين الإنسان ناتج من الكروموسومات الجنسية، أو هياكل المادة الوراثية، وهي على نوعين (X) و(Y)، ويمتلك الإنسان اثنين فقط من هذه الكروموسومات الجنسية، ففي حالة الإناث يكون الهيكل الوراثي مكون من اثنين (X)، بينما في حالة الذكور يكون الهيكل الوراثي مكون من (X) و(Y).
وبناءً على النتائج السابقة فقد أثبت أن الحيوانات المنوية هي المسؤولة عن تحديد نوع الجنين، ولذلك فقد أصبح استخدام طريقة تحديد نوع الجنين بالجماع أمرًا مهمًا، خاصة عند رغبة الأهل في الحصول على جنين بجنس معين، ومن خلال الجزء التالي من هذا المقال سنتعرف على هذا الموضوع بشكل تفصيلي.
طريقة تحديد نوع الجنين بالجماع
عند البحث عن طريقة تحديد نوع الجنين بالجماع، يجد الشخص الراغب في التعرف عليها أنها تعتمد بشكل أساسي على اتخاذ وضعية محددة خلال عملية الجماع، يطلق عليها اسم وجهًا لوجه، يكون فيها الرجل إلى أعلى، وعند القذف يجب أن يكون في أقرب منطقة ممكنة من فتحة عنق الرحم، وذلك من أجل الحصول على الجنين الذكر.
يرجع ذلك إلى أن الكروموسوم الذكري (Y) سريع الحركة ولكنه قصير العمر مقارنة بالكروموسوم (X)، ولذلك يتم التخصيب في منطقة قريبة من البويضة؛ ليصل الكروموسوم الذكري بشكل سريع ويتم تخصيب البويضة.
طرق أخرى لتحديد نوع الجنين

لا تعتبر طريقة تحديد نوع الجنين بالجماع الخيار الوحيد المتوفر من أجل التحكم في نوع الجنين، بل يوجد مجموعة متنوعة من الخيارات قد تصيب مع البعض، وتفشل مع البعض الآخر، والجزء التالي يوضح أبرز الطرق المتعارف عليها في تحديد نوع الجنين.
1- طريقة PGD أو تحديد الجنس قبل الزرع
يتم استخدام هذه الطريقة مع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في إتمام عملية الحمل بصورة طبيعية، ويقومون باللجوء إلى الزراعة أو إلى الحمل المجهري، ويتم في هذه الطريقة تحديد المحتوى الجيني (الكروموسومات) الخاص بالجنين قبل عملية الزرع وبذلك يتم تحديد الجنس.
تشمل هذه الطريقة على العديد من المميزات المختلفة من أبرزها أنها تمكن العائلات من الحصول على جنس الجنين وفق رغبتهم، كما يمكنها الحفاظ على توازن أجناس العائلات من خلال المساواة بين أعداد الأطفال من كلا الجنسين (ذكور وإناث).
2- الجماع في موعد محدد
تعتبر طريقة تحديد جنس الجنين بالجماع من خلال تنظيم الوقت من أشهر الطرق التي يلجأ إليها عدد كبير من الأشخاص، فإذا تمت عملية الجماع عند موعد الإباضة تمامًا تزداد احتمالية أن يكون جنس الجنين ذكرًا، وإذا تمت عملية الجماع بعد مرور يومين أو ثلاثة أيام من حدوث التبويض فإن فرصة الحمل في فتاة تكون أكثر ارتفاعًا.
ويتم تحديد فترة التبويض بشكل دقيق من خلال إجراء اختبار الموجات فوق الصوتية، أو القيام بإجراء اختبار الإباضة ( LH) في المنزل.
3- تغيير درجة حموضة المهبل (ph)
التحكم في درجة حموضة المهبل (ph) يساعد في تحديد نوع الجنين، فمثلاً عند استخدام المركبات القلوية مثل صودا الخبز في غسيل المهبل، فإن ذلك يؤدي إلى بقاء الحيوانات المنوية التي تحتوي على الكروموسوم (Y) فقط مما يزيد فرصة كون الجنين ذكر، وعلى العكس عن استخدام مركبات حمضية مثل الخل في غسل المهبل تبقى الحيوانات المنوية التي تحتوي على الكروموسوم (X) وبالتالي فإن فرصة الحمل في فتاة تصبح أعلى.
4- النظام الغذائي
اتباع نظام غذائي يحتوي على عناصر محددة يساعد في تحديد نوع الجنين، فمثلاً الانتظام على تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب مرتفعة من أيونات الكالسيوم والمغنيسيوم يرفع من احتمالية الحمل في فتاة، بينما تناول الأطعمة التي تحتوي على أيونات البوتاسيوم والصوديوم يجعل فرص الحمل في ذكر أكثر ارتفاعًا، ويتم استخدام هذا النظام الغذائي بعد مراجعة الطبيب المختص للتحقق من عدم وجود أي نوع من الضرر، ويجب الانتظام عليه لمدة تتراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع قبل حدوث الحمل، و التوقف عن استخدامه فور حدوثه.
تحديد نوع الجنين من تاريخ الحمل
إذا حدث الحمل فعلاً فإنه لا يمكن اتباع طريقة تحديد نوع الجنين بالجماع، وتبقى طريقة أخرى تتمثل في أن الجنين يمر خلال أشهر الحمل بمجموعة متنوعة من المراحل خلال النوم، وبعد بلوغ مرحلة محددة يمكن تمييز نوعه بشكل دقيق، ويوضح ذلك من خلال النقاط التالية:
- في بداية الحمل يحمل كلا الجنسين المجموعة الأولية من الأعضاء التناسلية، وتكون متماثلة بشكل كامل.
- يتطور نمو الجنين، وتبدأ المجموعات الأولية في الظهور والتي تكون إلى حد كبير مشابهة للأعضاء التناسلية الأنثوية.
- تستمر عملية التماثل في الأجزاء التناسلية حتى بلوغ الأسبوع الثامن من تاريخ الحمل (نهاية الشهر الثاني).
- يبدأ الكروموسوم (Y) في إرسال مجموعة من الإشارات التي تحفز إنتاج هرمون الذكورة (التستوستيرون)، ونتيجة لذلك يبدأ تكون الأعضاء الذكرية.
- خلال الفترة التي تتراوح بين الشهر السابع والشهر الثاني عشر من تاريخ الحمل يصبح تحديد نوع الجنين أمرًا شديد السهولة.
- الأطفال الذكور تتباين الأعضاء التناسلية لهم في الأسبوع التاسع، وذلك بحدوث استطالة في الحافة التناسلية وبداية تكون العضو الذكري.
- التكوين الجسدي للإناث يبقى دون تغيير، وتبدأ المبايض في اتخاذ شكلها وإتمام عملية التطور منذ الأسبوع الحادي عشر أو الثاني عشر من تاريخ الحمل.
الطرق العلمية لتحديد نوع الجنين
مع تقدم العلم الحديث أصبح هناك العديد من الطرق العلمية المستخدمة لتحديد نوع الجنين بشكل دقيق لا يحتمل الخطأ، ويعتبر من أبرز هذه الطرق وأكثرها استخدامًا ما يلي:
1- جهاز السونار

يعتمد هذا الجهاز بشكل أساسي على استخدام الموجات فوق الصوتية، والتي يتم بثها إلى الرحم؛ مما يساهم في تصوير الجنين بشكل كلي، والتمكن من تحديد نوعه من خلال الأعضاء التناسلية الظاهرة.
2- فحص السائل الامينوسي
يحتوي السائل الأمينوسي على المادة الوراثية الخاصة بالجنين والتي تظهر تركيب الكروموسومات الجنسية له، ومن خلال سحب جزء من هذه العينة والقيام بتحليلها بشكل دقيق يمكن تحديد نوع الجنين من خلال العثور على الكروموسوم (Y) فيكون الجنين ذكرًا، وفي حال غيابه يكون الجنين أنثى.
3- فحص المشيمة
تحتوي المشيمة على المعلومات الوراثية الخاصة بالجنين، ومن خلال الحصول على عينة منها يمكن تحديد العامل الوراثي (الكروموسوم) المسيطر، وبالتالي معرفة نوع الجنين، ولكن لا يمكن إتمام هذه العملية إلا خلال فترة محددة تبدأ من الأسبوع العاشر وحتى الأسبوع الثالث عشر.
4- فحص الحمض النووي
تعتمد هذه الطريقة بشكل كلي على التكوين الخاص بدم الأم وليس الجنين، حيث يتم أخذ عينة من الدم والقيام بعملية فحصها وتحليلها من أجل العثور على الكروموسوم (Y)، وفي حال العثور عليه في العينة فإن ذلك دليل على أن الجنين الموجود في الرحم هو ذكر، وفي حال عدم ظهوره في العينة يكون الجنين فتاة.
وفي النهاية فإن طريقة تحديد نوع الجنين بالجماع وغيرها من الطرق تعتمد بشكل أساسي على مبدأ الكروموسومات الجنسية التي ينتج من اتحادها تكون نوع الجنين، ومن المعروف أن التكوين الجنسي للذكور يكون ناتج من اتحاد الكروموسوم (X) و (Y)، ويكون التركيب الجيني له هو (X, Y)، بينما التكوين الجنسي للإناث يكون من الكروموسوم (X) فقط، وتكون صيغته هي (X, X).