جاء في دراسة بريطانية أن الناس الذين يتعاطون عقار النشوة هم اكثر عرضة لفقد الذاكرة على المدى الطويل. حيث خلصت الدراسة أن من يتعاطون العقار بانتظام هم اكثر عرضة بنسبة 23 في المائة لمشاكل في الذاكرة من الذين لا يتعاطونه.
وقالت إن الذين يتعاطون عقار النشوة وأيضا الحشيش معرضون لخطر "مجموعة كبيرة من أمراض الذاكرة" وان ذلك قد يكون بمثابة "قنبلة موقوتة" للمشاكل الصحية مع التقدم في العمر. وجاء في التقرير الذي قادته جامعة نيوكاستل، أن الحشيش يؤثر على الذاكرة على المدى القصير وانه على الرغم من ارتفاع عدد الوفيات ذات الصلة بتعاطي عقار النشوة إلا أن هناك اعتقادا سائدا بين الشبان بأنه آمن .
وبالإضافة لهذا فقد أكد بحث أن ثمة علاقة بين تعاطي مخدر إكستاسي (النشوة) المخلق وبين الإصابة بمرض شبيه بمرض باركينسون (الشلل الرعاش).
ففي الاختبارات التي أجريت على القردة، حيث تم إعطاؤها ثلاث جرعات متعاقبة من المخدر بفارق ثلاث ساعات بين كل جرعة، وجد أنه بدأ يتطور لدى أمخاخ القردة قصور دوباميني بعيد الأثر. يذكر أن الخلايا الدوبامينية بالمخ هي التي تساعد على التحكم في الحركة والاستجابات العاطفية والمعرفية.
وقال جورج إيه. ريكورت، الأستاذ المساعد للأعصاب بالجامعة، والذي رأس الدراسة، أن (الاعتقاد المنتشر بأن مخدر إكستاسي مخدر آمن يعزي جزئيا إلى عدم ظهور آثار ضارة على الفور من تعاطي المخدر). وأضاف (غير أنه يتعين أن يعي الناس أن تعاطي إكستاسي بجرعات شبيهة للجرعات التي يتم تعاطيها في الحفلات يمكن أن يتلف خلايا مخية وهو التلف الذي قد يترك آثارا خطيرة).
وفي تقارير ودراسات سابقة توصل باحثون إلى أن مخدر النشوة (إكستاسي) الشائع استخدامه بين شباب البلدان الغربية في النوادي الليلية، يؤدي إلى تلف بالذاكرة .
ووجد الباحثون أن متعاطي المخدر أو الذين كانوا يتناولونه في الماضي، يكون أداؤهم سيئا في الاختبارات التي تتعلق بقوة الذاكرة.
وقد أُجريَتْ هذه الاختبارات، التي نُشِرت نتائجها في مجلة علم النفس البريطانية، من طرف فريق باحثين من كلية إيدج هيل للتربية في أورمسكيرك ببريطانيا.
وقد عمد الفريق خلال إجراء البحث إلى تقسيم الأشخاص إلى فئة ممن لم يتناولوا هذا المخدر قط، وفئة تتعاطاه، وأخرى ممن كفَّت عن تناوله. وشملت الاختبارات "تشغيل الذاكرة" عبر القيام بأعمال عادية كشرح مضمون معلومات بصرية أو سمعية أو فهم اللغة.
وقد تبين أن من يتناولون مخدر الإكستاسي أو سبق لهم أن تعاطوه، يرتكبون أخطاء أكثر حين يعملون تحت ضغط ضيق الوقت.
ويقول الدكتور الباحث فيليب مورفي "إن الأداء الضعيف الذي سجلناه عند متعاطي الإكستاسي السابقين يثير المخاوف من أن هذه المادة تكون لها انعكاسات طويلة الأمد ولا يمكن علاجها، غير أن المتعاطين السابقين للإكستاسي أظهروا يقظة ذهن أكثر من أولئك لا يزالون مواظبين عليه" .
هذا فيما يتعلق بعقار النشوة أما فيما يخص الحشيش فقد صرح خبير بريطاني في الشؤون الصحية، بأن الإفراط في تعاطي الحشيش في بريطانيا سيتسبب في مشاكل تتعلق بالصحة العقلية في المستقبل، متنبئا بازدياد حالات الشيزوفرينيا والاكتئاب.
وقال هنري الأستاذ في جامعة "إمبريال كوليدج" في لندن بأن تعاطي الحشيش ربما يضاعف أربع مرات من الإصابة بالشيزوفرينيا والاكتئاب. وقال "إن التعاطي المنتظم للحشيش، يؤدي إلى الإصابة بمرض عقلي، وأنه يضاعف الإصابة بالشيزوفرينيا والاكتئاب الحاد أربع مرات، وأن ذلك أمر يختلف تماما الاختلاف عما يمكن أن تسببه لفافات السجائر. وأضاف أنه صدم من الأضرار البدنية التي تلحق برئات متعاطي الحشيش جرا ء الأنفاس العميقة التي يأخذونها أثناء عملية التعاطي".
كذلك أشارت دراسة سابقة نشرت في بوسطن الأميركية إلى أن تدخين الحشيش المخدر (نبات القنب) أو الماريجوانا يمكن أن يزيد من احتمالات التعرض للأزمات القلبية بمقدار خمسة أضعاف في غضون الساعة التالية.
وقال باحثون في الولايات المتحدة إن هذه النتائج تبرز خطورة المخدر على الرجال متوسطي العمر ممن يواجهون بالفعل خطورة الإصابة بالأزمات القلبية أكثر من غيرهم.
وقال دكتور موراي ميتلمان، الذي ترأس فريق الباحثين في الدراسة "تزداد احتمالات الإصابة بأمراض الشريان التاجي في الأربعينيات والخمسينيات من العمر، لذا تتحول مخاطر تدخين الماريجوانا التي تعتبر مسألة غير مهمة لدى الشباب، إلى خطر صحي له وزنه".
وأجرى الباحثون مقابلات مع 882،3 مريضا في إطار دراسة كبرى تستهدف الوقوف على أسباب الأزمات القلبية. تضمنت المقابلات رجالا ونساء بين العشرين والثانية والتسعين. ومن بين 124 مريضا قالوا انهم تعاطوا الماريجوانا خلال العام المنصرم قال تسعة إنهم دخنوا الماريجوانا قبل ساعة واحدة من مداهمة الأزمة القلبية لهم.
وثبت من الدراسة أن تدخين الماريجوانا كان أمرا نادرا بين المشاركين في الدراسة، إلا أنه اتضح أن تعاطيها رفع من نسبة احتمال التعرض لأزمة قلبية في غضون الساعة التالية بمقدار 8.4 أضعاف.
وكانت الدراسات السابقة قد أظهرت أن نبات القنب المخدر يزيد من سرعة دقات القلب وإن كان سبب تمخضه عن أزمة قلبية ليس واضحا حتى الآن.
وتشير إحدى النظريات في هذا الخصوص إلى أن القنب ربما يسبب تجلط الصفائح الدموية في الشرايين مما يعوق من تدفق الدم بصورة طبيعية إلى القلب. وأضاف دكتور ميتلمان "توفر دراستنا معلومات جديدة خاصة بالجدال بشأن الاستخدامات الطبية للماريجوانا وتبرز أهمية تدارس المنافع والمضار التي ينطوي عليها استخدام أي مادة من الناحية الطبية"._(البوابة)