عقول الرجال لا تعرف التعاطف مع المجرمين

تاريخ النشر: 17 يونيو 2006 - 06:50 GMT

اعتقد بأن الألمان يملكون الكلمة المناسبة له: " schadenfreude " وترجمتها الشماتة، وهي الاستمتاع برؤية بؤس الآخرين.

 

وهو ذات الشعور الذي نشعر به عندما يقضي البطل على الاشرار، أو يتم فصل أحد الزملاء السيئين من العمل.

 

هذا وتقترح دراسة جديدة، تستند الى تصوير الدماغ بأن الشماتة قد تكون ظاهرة مختصة بالذكور.

 

واظهرت الدراسة أن مناطق الشعور باللذة في أدمغة المتطوعين الذكور – وهي نفس المناطقِ التي تبتهج عند تناول الغذاء أو المخدّرات أو ممارسة الجنسِ – كانت "نشطة" عندما شاهدوا منافسين سيئين أو غير عادلين يصابون بالاذى. بينما بقيت هذه المناطق خاملة عندما تعرض "الأبرياء" لنفس الاذى.

 

ووجد الباحثون البريطانيون بأن المناطق ذاتها لم تتأثر في عينة النساء. يقول جون هيبينج , أستاذ علم سياسة في جامعة نبراسكا، المختص بتأثير القوة العاطفية والعصبية في قيادة السلوك الإجتماعي والسياسي، والإنساني، "لقد رأيت الكثير من السرور عند هؤلاء الذكور عندما كانوا يشاهدون  ألم الأشخاص الاشرار. "

 

وبينما لم يشارك هيبينج في البحث، إلا أنه قال بأم اي دراسة "تظهر هذه [الإندفاع] في الدماغ تعتبر خطوة قيمة جداً."

 

وشملت الدراسة التي نشرت في 18 كانون الثاني على الموقع الالكتروني لمجلة طبيعة، التي ترأستها تانيا سينغر، من جامعة كلية لندن، والتي استخدمت تصوير فوري مغناطيسي، لمراقبة ادمغة 16 رجلا، و16 سيدة.

 

وبالطبع كان هناك خدعة في اللعبة، فبينما طلب من الجميع ان يلعبوا بنزاهة، طلب الباحثون من البعض أن يغشوا في اللعب.

 

وبالطبع، حظي الغشاشون بكراهية باقي المشاركين. ثمّ جاء الجزء المثير جداً: تعقب فريق سنغر نشاط دماغ المشاركين بينما راقبوا المتسابقين السابقين يتحملون صدمات كهربائية حادّة على اليد.

 

وعندما تعرض اللاعبون "النزيهون" للصعقات، اضائت مناطق مراكز الدماغ الأمامية المرتبطة بالتعاطف عند كلا من الرجال والنساء.

 

ثم جاء دور الغشاشين. وفي هذه المرة، اضائت مناطق مراكز التعاطف في أدمغة المشاركين النساء تماما كما اضأت عندما تعرض اللاعبون النزيهون للصعق.

 

في حين لاحظ الباحثون، "بأن الردود المتعلقة بالتعاطف انخفضت بشكل ملحوظ عند الذكور عندما كانوا يشاهدون شخص غير نزيه يتعرض للألم."

 

والأكثر من ذلك ، "صاحب هذا التأثير [عند الذكور] نشاط متزايد في المناطق المتعلقة باللذة، مع رغبة بالإنتقام."

 

ويقول عالم الاعصاب الدّكتور بول سانبرغ، مدير مركز " Excellence for Aging and Brain Repair "، في جامعة كليَّة جنوب فلوريدا للطب في تامبا. وهذا يعني، "بأنه بالنسبة للرجال، على الأقل، ينشط نظام اللذة في الدماغ عندما يعاقب الرجال السيئين،و هذه نفس المناطق التي تشعر باللذة عند استخدام المخدّرات والأشياء الأخرى التي نريدها بشدة."

 

في الحقيقة , وجدت دراسة مماثلة تستند الى تصوير الدماغ في أغسطس/آب العام الماضي بأن الإنتقام ينشط مراكز عصبية ترتبط بالحوافز القوية الأخرى، مثل إستخدام الكوكائين أو الجاذبيةِ الجنسية.

 

وقال سانبرغ، بأنه ليس متأكدا من وجود فارق بين الجنسين فيما يتعلق بالشماتة، لكنه اشار الى ان هناك " الإختلافات في أدمغة الذكور والنساء بالنسبة لتوزيع الروابط. "

من جهته، قال هيبينج، " التعاطف أللم الشخص الاخر، يعتبر من الصفات المهمة للتوافق الاجتماعي، ولكن بطبيعة الحال، لن يكون التعاطف متساويا عندما يتعلق الامر بسوء تصرف الشخص المعني."

 

وفاجأت قوة الشماتة عند الرجال الباحثين البريطانيين الذين ربطوها بدور الرجل التقليدي في تطبيق القانون وخصوصا بقسوة اكثر من النساء.