يفقد الملايين من البشر حاسة البصر عندما يتسبب مرضٌ ما في إتلاف الخلايا المستقبلة للمرئيات في الشبكية، وهذه الشبكية تتكون من خلايا تُعرف باسم العصويات والمخروطيات، فهي تحول الضوء الساقط عليها إلى نبضات كهربائية يفسرها المخ كـ صور.
وفي السنوات الأخيرة، طوَّر عددٌ من الشركات أنساقا من الأقطاب يمكن زراعتها بحيث تتجاوز أو تعوض الخلايا التالفة. وفي هذه الحالة يقوم جهاز معالجة دقيقة microprocessor بتحويل المعلومات الواردة من كاميرا فيديو إلى نبضات كهربائية تقوم بتنشيط الشبكية.
وبناء على ذلك تمكن المبحوثون من المكفوفين في التجارب العيادية (الإكلينيكية) من تمييز بعض الأشياء وأحياناً قراءة بعض الحروف المكتوبة بحجم كبير، لكن هناك مشكلة تواجه أسلوب زرع الأنساق وهو أنه يحفز عدداً قليلاً للغاية من الخلايا- حوالي 60 خلية فقط من بين أكثر من مائة ألف خلية في الشبكية مما يجعل استعادة الرؤية محدودة للغاية.
وتقوم حالياً شركة (ريتروسينس) بولاية ميتشغان الأميركية بتطوير علاج جيني يمكنه أن يقوم بإحلال الألوف من خلايا الشبكية، وتستهدف التكنولوجيا التي تقوم الشركة بتطويرها طبقة الشبكية التي تحوي الخلايا العقدية والعصبية، وهذه الخلايا تقوم عادة بنقل الإشارات الكهربائية من الخلايا العصوية والمخروطية إلى المخ، لكن تكنولوجيا ريتروسينس تعمل على إدخال جين تجعل الخلايا العقدية والعصبية ذاتها حساسة للضوء مما يجعلها تقوم بعملية استقبال المرئيات بدلاً من الخلايا العصوية والمخروطية، وحتى الآن تمت تجربة هذا الأسلوب المتطور على القوارض والقرود، وفي التجارب على الفئران ساعد العلاج الجيني الفئران على الرؤية الجيدة على نحو كافٍ لرؤية حافة السطح الموجودة فوقه عندما تقترب منها. وتخطط الشركة من أجل أطلاق أول تجارب عيادية العام المقبل على عينة مكونة من تسعة مرضى فقدوا بصرهم من جراء مرض يُعرف باسم التهاب الشبكية الصبغي retinitis pigmentosa، وعلى خلاف الجراحات التي تُجرى لزرع أنساق الأقطاب، فإن حقن العلاج الجيني لن يحتاج أكثر من دقائق، ويمكن أن يتم تحت مخدر موضعي.
ويقول الدكتور بيتر فرنسيس العضو المنتدب الطبي لريترو سينس: إن الإشارات البصرية التي تأتي من الخلايا العقدية والعصبية لن يكون المخ قادرا ًعلى فك شفرتها على النحو المطلوب في البداية، لكنه سوف يتعايش معها تدريجياً.
