علاقات العشق والحب عن بُعد لديها فرص نجاح ككل علاقة

تاريخ النشر: 24 يوليو 2013 - 11:55 GMT
تحدى حدود الكون ولايوقفك بعد المسافات واستمر في العطاء والعشق.
تحدى حدود الكون ولايوقفك بعد المسافات واستمر في العطاء والعشق.

على عكس مقولة “البعد جفاء”، وجدت دراسة أميركية أن الأشخاص الذين يكونون في علاقات عاطفية عن بعد قد يشكّلون روابط حب أقوى من تلك التي تتشكل في العلاقات العادية.

وذكرت الدراسة التي نشرت في دورية (جورنال أف كوميونيكايشن) العلمية أن كريستل جيانغ من جامعة هونغ كونغ، وجيفري هانكوك من جامعة كورنيل أجريا دراسة على مجموعة أشخاص في علاقات حب بعيدة وعلى آخرين في علاقات حب عادية طلبوا فيها منهم اطلاعهم على تفاعلاتهم اليومية مع الحبيب، سواء وجهاً لوجه، أو بواسطة الهاتف، أو من خلال دردشة الفيديو، أو تبادل الرسائل النصية، أو الإلكترونية.

كما أعطى المشاركون تفاصيل عن المعلومات التي كانوا يشاركونها الحبيب طوال أسبوع، وعن درجة الحميمية معه، وعن رأيهم في معاملته لهم.

وقالت جيانغ وهانكوك إن الأشخاص في العلاقات عن بعد يتبادلون مشاعر أكبر من الحميمية جراء عاملين، أولهما إفصاحهم عن مزيد من المعلومات عن أنفسهم وثانيهما تقديرهم لسلوك الشريك.

وذكرت دراسات نشرت مؤخراً أن 3 ملايين من المتزوجين في الولايات المتحدة يعيشون بعيدين عن بعضهم بعضاً، وأن بين 25 % و50 % من طلاب الجامعة يعيشون في علاقات بعيدة، وأن 75 % منهم عاشوا علاقة مماثلة في مرحلة ما من حياتهم.

وبالرغم من ذلك، أكّدت جيانغ أن العلاقات عن بعد لا تزال صعبة، وقالت إن “ثقافتنا، بالطبع، تشدد على ضرورة القرب الجسدي والاجتماع المتكرر وجهاً لوجه من أجل الحصول على علاقة وثيقة”، غير أنها أشارت إلى أنه “لا يفترض أن يكون الأشخاص بهذا التشاؤم حيال العلاقات البعيدة”.

وختمت بالقول إن “الأشخاص الذين يعيشون علاقات عن بعد يبذلون جهداً أكبر في التعبير عن محبتهم وحميميتهم”، مؤكدة أن “هذه الجهود تؤتي ثمارها فعلاً”.

ويشار إلى أن دراسة لقسم العلوم الإنسانية والاجتماعية التابع لجامعة “أوسب” الفيدرالية البرازيلية أكدت أن الحب وإقامة علاقات عاطفية عبر الحدود العالمية بدأت تتحول إلى موضة، وهناك الكثير من الأمثلة على علاقات زواج ناجحة جداً بين رجل وامرأة يعيشان بعيدين عن بعضهما آلاف الكيلومترات وحسب الدراسة: “إن الحب لم يعد محتكراً في حدود معينة أو مجتمعات منغلقة على نفسها، بل هناك قصص عاطفية بين أناس يعيشون في مجتمعات مختلفة عن بعضها من حيث العادات والتقاليد والسلوكيات”.

وما سهّل ذلك وجود الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، التي ساهمت بشكل لم يسبق له مثيل في التقريب بين الناس من مختلف بقاع المعمورة.

وأبرزت إحصائيات عالمية كثيرة أن الحب عن بعد، ومن ثم الزواج قد ساعد على تخفيف العنوسة بنسبة 15 % على الأقل في العالم، وتابعت الدراسة تقول: “إنه طالما أن معايير الجمال تختلف من مجتمع إلى آخر فإن المرأة التي قد تعتبر قبيحة في مجتمع ما قد تكون في غاية الجاذبية بالنسبة إلى الرجال في مجتمعات أخرى”.

وأوضحت الدراسة أن إحصائيات أخرى على مستوى العالم أشارت إلى حدوث ملايين من الزيجات بين رجال ونساء من جنسيات مختلفة للأسباب المذكورة أعلاه.

ففي البرازيل، على سبيل المثال لا الحصر، قالت آخر الإحصائيات إن عدد حالات زواج البرازيليين من الأجانب ارتفع بنسبة 12 % خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

هذا لا يعني أن جميع حالات الحب عن بعد تنتهي بالزواج، لكن شبكات التواصل الاجتماعي تساهم في استمرارية الاتصال، وأهم ما في الأمر هو كيفية الحفاظ على علاقة حب عن بعد، وفي هذا المجال قدمت الدراسة عدة نصائح من أجل الحفاظ عليها، لأنها ربما تنتهي بالزواج، وتشهد النهاية السعيدة للرجل والمرأة، وأبرز هذه النصائح النظر إلى المسافة البعيدة الفاصلة بين الطرفين على أنها فرصة العمر لأن للبعد نتيجة رائعة هي الاشتياق والرغبة في اللقاء.

وأشارت الدراسة إلى أنه من المهم أن يتحدث طرفا علاقة الحب عن بعد كل يوم، من أجل استمرارية الزخم، وعدم النسيان.

كما أن علاقة الحب عن بعد تتطلب بناء ثقة فائقة بين الطرفين، نظراً لكونهما بعيدين عن بعضهما، وعدم وجود ثقة قوية قد يهدم هذه العلاقة، مع ضرورة المصارحة والصدق وعدم إخفاء العيوب أو الحقيقة مهما كانت، وأيضا تحديد هدف من علاقة الحب والاتفاق على وضع حدود لكل تفاصيلها.