لمحت نتائج دراسة جديدة بأن العطل الدماغي الذي يؤدي إلى الصرع يمكن أن يحدد أيضاً إذا كان هذا المريض في خطر من محاولة الانتحار. ووجد الباحثون الذين قاموا بإجراء الدراسة في أيسلندا، علاقة بين محاولات الانتحار والكآبة وزيادة خطر الإصابة بنوبة الصرع.
وعلى الرغم من أن الصلة بين الاكتئاب والانتحار، والنوبات كانت قد عرفت سابقاً في دراسات سابقة، إلا أن هذه الدراسات لم تذكر الصلة الزمنية بينها.
وحتى الآن يعتقد العلماء بأن محاولات الانتحار تحدث لدى الأشخاص الذين يعانون من نوبات صرع أكثر من غيرهم، لان الصرع يزيد من خطر إصابة المريض بالاكتئاب.
ولتقييم هذه العلاقة، قام الدكتور دايل هيسدورفر، من جامعة كولومبيا في نيويورك، مع زملائه بدراسة 324 فرد تراوحت أعمارهم ما بين 10 سنوات أو أكبر، ويعانون من نوبات صرع. وتم مقارنتهم مع 647 فرد من نفس العمر والجنس من أيسلندا.
حيث قام فريق البحث باستعمال مقابلات مماثلة لقياس أعراض الكآبة و"إمكانية الانتحار" قبل موعد نوبة الصرع الأولى. وذكر الفريق الطبي في سجلات الدراسة بأن تأريخ الكآبة زاد من خطر حدوث نوبة الصرع.
علاوة على ذلك، فقد حاول المرضى الذين يعانون من الصرع الانتحار أربع مرات أكثر من غيرهم حتى قبل أن تصيبهم النوبة، حتى بعد استبعاد العوامل الأخرى مثل شرب الكحول ، والكآبة، والفئة العمرية، والجنس.
وتقترح هذه البيانات بأن عطل الدماغ الذي يسبب الصرع قَد يزيد من خطر الانتحار أيضاً. كما تقترح النتائج أيضاً بأن الكآبة والسلوك الانتحاري قَد يرتبطان بآليات مختلفة.
وتلخيص ذلك، فأن الباحثون يقترحون بأن المرضى الذين يعانون من نوبات الصرع حديثاً "يجب أن يقيموا من حيث تاريخ محاولاتهم للانتحار والإصابة بالكآبة. فقد يكون هذا التاريخ مفيداً في اختيار نوع المعالجة والجهود لمنع أي محاولة لاحقة للانتحار."