علاقة النظام الغذائي.. بالمرض

تاريخ النشر: 15 مايو 2006 - 08:40 GMT

1 - الكالسيوم وترقق العظام

يشكل الكالسيوم واحدا من أهم المعادن لحياة الإنسان ، وهو عنصر جوهري لتكوين العظام والأسنان السليمة والمحافظة عليها . ويلعب الكالسيوم دورا حيويا في عملية نقل الاحساسات بواسطة الأعصاب وتقلص العضلات وتخثر الدم . ترقق العظام هو عبارة عن مرض يكون فيه الكالسيم قد نضب من العظام . يعيد الجسم أثناء ذلك امتصاص الكالسيوم والفوسفور الموجودين بصورة طبيعية في العظام ، فينتج عن ذلك ترقق العظام وتصبح عرضة للكسر بسهولة . يشكل تناول كميات كافية من الكالسيوم في سن الطفولة وسن البلوغ عاملا هاما في منع ترقق العظام . واتباع نظام غذائي غير غني بالكالسيوم في هذه السنوات يحول دون بلوغ عظام الشخص أوج نموها الصحيح ، كما أن اتباع نظام غذائي فقير بالكالسيوم في السنين اللاحقة يزيد خطورة الإصابة بترقق العظام .  أنواع الأطعمة التي يوصي بها الأخصائيون للحصول على كميات معينة من الكالسيوم تعكس تفاوت حاجات الأفراد التي يتم تحديدها على أساس العمر والجنس والعوامل الهورمونية . يحتوي العديد من الأطعمة  على الكالسيوم ، خاصة بعض أنواع الخضار، إلا أن الحليب ومنتجات الألبان هي أسهل ما يمكن الحصول عليه من مصادر الكالسيوم وأكثرها توفرا . ويمكن أيضا الحصول على الكالسيوم بتناول بعض المكملات الغذائية (الأقراص) .

 

2 – الألياف والسرطان

تتوفر الألياف الغذائية في الأطعمة النباتية على شكلين ، واحد قابل للذوبان والآخر غير قابل للذوبان .الألياف القابلة للذوبان تمتص الماء فتتحول إلى مادة هلامية (جيل) أثناء عملية الهضم  مما يبطّيء سرعة امتصاص العناصر المغذية من المعدة والأمعاء . توجد الألياف القابلة للذوبان في نخالة الشوفان والشعير والمكسرات والبذور  والفاصوليا الجافة والبقوليات والعدس والبازيلا وبعض الفواكه والخضار . تزيد الألياف غير القابلة للذوبان حجم البراز . يوجد هذا النوع من الألياف في نخالة القمح والخضار والحبوب غير المصنعة . تناول الأطعمة الغنية بالألياف يخفض خطورة الإصابة بسرطان الشرج والقولون .

 

3- الفواكه والخضار والسرطان

يساعد تناول الفواكه والخضار بكثرة على توفير كمية جيدة من الألياف ، وفيتامين أ ، وفيتامين ج ، وكاروتين البيتا ، والجزرانيات الأخرى ، والفيتامينات الأخرى ، وعناصر أخرى قيّمة تسمى الكيماويات النباتية . تدل الدراسات على أن النظام الغذائي الغني بهذه العناصر المغذية وبالألياف يخفّض خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطانات بما فيها سرطان المعدة ، وسرطان القولون الشرجي ، وسرطان المريء ، وسرطان الحنجرة ، وسرطان الرئة .

فيتامين ج وكاروتين البيتا ، وهما العنصران اللذان يتكون منهما فيتامين أ ، مضادان للأكسدة ، وعليه فهما يحميان خلايا الجسم من الأكسدة التي تتلف الخلايا ولها دور في الإصابة بالسرطان . بالإضافة إلى كون الأطعمة النباتية عناصر تغذية  يحتاجها الجسم لعملية الأيض الطبيعية (تمثيل العناصر الغذائية في الجسم)، فهي أيضا تحتوي على الكيماويات النباتية ذات التأثير على صحة الإنسان . توجد مئات الأنواع من الكيماويات النباتية التي لا يعرف حتى الآن على وجه اليقين دورها في تحسين الصحة . إلا أنه يوجد عدد متزايد من الأدلة على أن الكيماويات النباتية تساعد على الحماية من السرطان . كيّ تجني هذه الفوائد كلها ، عليك أن تأكل المزيد من الفواكه والخضار التي تحتوي على فيتامين أ  وفيتامين ج وكاروتين البيتا والخضار الورقية ذات اللون الأخضر الغامق ، مثل السبانخ والكرنب والملفوف واللفت والحمضيات ، مثل البرتقال والقريب فروت والمندلينا وأنواع الفواكه والخضار الأخرى ذات اللون الأحمر والأصفر والبرتقالي وعصير اي من هذه الثمار . ملاحظة : عصر هذه الثمار يزيل الألياف منها .

 

    4– الألياف ومرض القلب  

بعض أنواع الألياف ، خاصة القابل للذوبان منها ، يلتصق بالدهنيات ، مثل الكوليسترول ، ويخرجها من الجسم عن طريق البراز . هذه العملية تخفّض تركيز الدهنيات في الدم ، وقد تقلل خطورة الإصابة بمرض القلب .

 

 5– الدهنيات والسرطان

 تبين أن الأغذية الغنية بالدهنيات تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي والقولون والبروستاتا . الأغذية الغنية بالدهنيات ليست بالضرورة مسببة للسرطان ، وإنما هي تسهّل الإصابة بالسرطان في الأشخاص المعرضين للعوامل المسببة للسرطان . قد يسهّل الغذاء الغني بالدهنيات نشوء السرطان لأنه يجعل الجسم يفرز المزيد من هورمونات معينة تخلق بيئة مواتية لبعض أنواع السرطان ، مثل سرطان الثدي ، كما أنها قد تغيّر خصائص الخلايا فتصبح أكثر عرضة وتأثرا بالعوامل التي تسبب السرطان . كي تخفض مستوى الدهنيات في الطعام ، تناول  قطع الهبر من لحم البقر والحمل والخنزير ولحم الدواجن والسمك المنزوع جلده. أفضل طرق الطبخ هي  الخبز والشوي والسلق والطبخ بالبخار . تناول الحليب  ومنتجات الألبان الأخرى الخالية من الدسم أو القليلة الدسم وتوابل السلطة القليلة الدسم .

 

6– الدهنيات المشبعة ، والكولسترول ، وأمراض شرايين القلب :

تناول الكثير من الدهنيات المشبعة هو أحد أكبر مخاطر الإصابة بمرض القلب . الطعام الغني بالدهنيات المشبعة يسبب تراكم الكولسترول في الشرايين . مع مرور الوقت تتصلّب الشرايين وتضّيق ، فتكون النتيجة ارتفاع ضغط الدم في الشرايين وإجهاد القلب للمحافظة على استمرار ضخ الكميات الكافية من الدم في الجسم . لأن الأطعمة الغنية بالدهنيات تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة جدا فإنها تزيد خطر الإصابة بمرض القلب إذ أنها تزيد احتمال إصاية الشخص بالبدانة المفرطة التي تشكل عاملا آخر من عوامل خطورة الإصابة بمرض القلب . 

 

7-الصوديوم وارتفاع ضغط الدم :

الصوديوم هو معدن يساعد الجسم على تنظيم ضغط الدم ، كما أنه يلعب أيضا دورا في قيام  أغشية الخلايا والعضلات والأعصاب بوظيفتها بصورة صحيحة. تتحكم الكليتان والغدد الكظرية  والغدة النخامية والغدد الأخرى بتراكم الصوديوم في الجسم  . التوازن بين ما يدخل الجسم من الغذاء وما تفرزه الكليتان عن طريق البول يحدد كمية الصوديوم الموجودة  في الجسم .لا بفقد الجسم سوى كمية قليلة من الصوديوم تخرج مع البراز أو العرق . العنصر الرئيسي الذي يحافظ على التوازن هو أدلوسترون هورمون السترويد الذي يتحكم بكمية الصوديوم في البول . الماء والصوديوم أيضا لهما علاقة بذلك . كلما زادت كمية الصوديوم التي يحتفظ بها الجسم كلما زادت تبعا لتلك الزيادة كمية السوائل ، والعكس بالعكس .

 

     الأشخاص الذين لديهم حساسية للصوديوم يتعرضون لارتفاع ضغط  الدم بسبب ازدياد الصوديوم في الطعام . لقد وضعت الجمعية الأمريكية للقلب إرشادات محددة بشأن تناول الصوديوم . قد يكون من المفيد تغيير النظام الغذائي . قد يكون تأثير الصوديوم قليلا على الأشخاص غير المصابين بارتفاع ضغط الدم ، ولكن ذلك التأثير يكون عميقا على الأشخاص الذين يتحسسون من الصوديوم .

 

 

     8 - الــكــحــول:

تناول الكحول يزيد خطورة الإصابة بسرطان الكبد ، وعندما يصاحبه التدخين يزيد خطر الإصابة بالسرطان في الفم والبلعوم والحنجرة والمريء . علاوة على ذلك فإن لتناول الكحول علاقة بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء .

 

يقوم الكبد بتمثيل الكحول ، لذلك فإن استعمال الكحول المفرط يلحق الضرر بالكبد بعدة طرق منها تكون الدهون فيه . كثرة الدهون في الكبد تتطور إلى تليّف الكبد .

 

قد تلحق الكحول الضرر أيضا بغشاء الأمعاء الدقيقة والمعدة حيث تتم عملية هضم معظم الأغذية . بناء عليه ، فالكحول قد تعيق امتصاص العناصر الغذائية الضرورية . يزيد الكحول أيضا حاجة الجسم إلى بعض العناصر المغذية ، ويعيق في الوقت ذاته امتصاص واختزان البعض الآخر .

 

مواصلة تناول الكحول وزيادة كمياته يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم . كما أن الإدمان على الكحول قد يؤذي عضلة القلب  (اضطراب عضلة القلب) . والسكتة الدماغية لها علاقة بالإدمان والانغماس في شرب الكحول . ينصح من يشربون الكحول بالاعتدال في تناولها ، وأن لا يشرب الرجل أكثر من كأسين في اليوم ، وأن لا تشرب المرأة أكثر من كأس واحد في اليوم .

 

9 – النيترات والســرطان :

البلدان التي يأكل سكانها الكثير من الأطعمة المعالجة بالملح والنيترات والأطعمة المدخنة  تكثر فيها الإصابة بسرطان المعدة والمريء . أمثلة على الأطعمة المذكورة : لحم الخنزير المقدد ، ولحم فخذ الخنزير ، والسجق ، والسمك المعالج بالملح . إذا كان لا بد من تناول الأطعمة المالحة والمدخنة والمعالجة ، فليكن ذلك بين الفرط والحين.