ليوم عرفة فضلٌ عظيمٌ دلَّت عليه نصوصٌ كثيرةٌ من السُّنَّة النَّبويَّة، فيوم عرفة كما روت أمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- هو أكثر الأيام التي يعتق الله تعالى فيها عباداً من النَّار، فقد جاء في الحديث الشَّريف: (ما من يومٍ أكثرَ من أن يُعتِقَ اللهُ فيهِ عبدًا من النارِ من يومِ عرفةَ، وإنَّهُ ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكةُ، فيقول: ما أراد هؤلاءِ؟).
أمَّا في ما يتعلق بصيام يوم عرفة، فقد ورد في فضله أنَّ الله تعالى يكفِّر عن صائمه ذنوب سنةٍ مضت وسنةٍ قادمة، فقد روي عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه قال: (صيامُ يومِ عرفةَ، إنّي أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه والسنةَ التي بعده)، وتكفير الذنوب كما يقول العلماء متعلِّقٌ بالصَّغائر من الذُّنوب دون الكبائر؛ لما ورد في قوله تعالى: (إِإِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا ).
وصيام يوم عرفة مستحبٌّ ومندوبٌ إليه بالنِّسبة لغير الحُجَّاج، أمَّا الحُجَّاج فقد اختلف جمهور العلماء بين كراهة صومهم لعرفة وتحريمهم له، فمن الأولى للحاجِّ أن ينشغل بالذكر والدعاء أثناء وقوفه بعرفة؛ لأنَّه إن صام ربَّما انشغل فكره في الطعام والشَّراب وتحضيره، فقد كُرِهَ أو تحريم صيام عرفة في حقِّ الحُجَّاج؛ ليتفرغوا للذكر والدعاء والعبادة في هذا الموطن والوقت المبارك.
المزيد:
12 خطوة متتالية يَجِب على الحاج فِعلُها
أفضل الأعمال في يوم عرفة