شوال هو شهر من الأشهر القمرية العربية وشهر عيد الفطر المبارك الذي يحلّ بعد شهر رمضان، وهو أوّل أشهر الحجّ المقصودة بقول الله -تعالى-: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ)، ويثبت دخول شهر شوّال بإكمال عدّة شهر رمضان.
ويترتّب على صيام 6 أيام من شوال فوائد وفضائل عظيمة، وهي:
1- الأجر العظيم:
ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ)، وهذا يدلّ على عِظم الأجر المترتب على صيام ستة أيام من شهر شوّال، وهي باب لزيادة الخير، منحها الله -تعالى- لكل مسلم بعد أن فرغ من صيام شهر رمضان.
2- جبر النقص في الفرائض:
يضعف المسلم في بعض الأحيان في شهر رمضان أمام أهوائه وشهواته؛ فيسقط تارةً في نقص العبادة، ويسهو تارةً أخرى فيقترف ذنباً يحول بينه وبين إتمام صيامه بالهيئة المطلوبة، لذلك أكرم الله المسلم بفرصة صيام هذه الأيام لتعويض النقص الذي حصل في شهر رمضان؛ فصيام هذه الأيام كأداء صلاة النافلة لجبر النقص الحاصل في صلاة الفريضة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ النَّاسُ بِه يومَ القيامةِ من أعمالِهمُ الصَّلاة قالَ يقولُ ربُّنا جلَّ وعزَّ لملائِكتِه وَهوَ أعلمُ انظروا في صلاةِ عبدي أتمَّها أم نقصَها فإن كانت تامَّةً كتبت لَه تامَّةً وإن كانَ انتقصَ منها شيئًا قالَ انظُروا هل لعبدي من تطوُّعٍ فإن كانَ لَه تطوُّعٌ قالَ أتمُّوا لعبدي فريضتَه من تطوُّعِه ثمَّ تؤخذُ الأعمالُ علَى ذاكُم).
3- دلالة على قبول الصيام:
يعد صيام المسلم بعد انقضاء شهر رمضان دليلاً على قبول صيام شهر رمضان؛ فتوفيق المسلم لفعل الطاعة بعد طاعة علامة على قبولها من الله -تعالى-، ولا يُوفق لأداء هذه الطاعة إلّا من قُبلت منه الطاعة الأولى، وفي المقابل من يُتبع طاعته بمعصية، كان ذلك سبباً في عدم قبول الطاعة التي تسبقها، ويعد صيام المسلم بعد إنتهاء شهر رمضان من باب شُكر العبد لربه على إعانته على صيام رمضان، ورغبته في الاستمرار في التقرب منه والإكثار من أداء الطاعات والقُربات، قال -تعالى-: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
4- فرصة لتقرب العبد من ربه:
يعدّ صيام التطوع دليلاً على حب العبد لأداء الطاعات، ودليلاً على رغبته في مواصلة أدائها؛ إذ يعد صيام هذه الأيام الستة فرصةً للمسلم إن أراد الارتقاء بمنزلته عند الله -سبحانه وتعالى-، جاء في الحديث القدسي قوله -عليه السلام- عن الله -تعالى-: (وما تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدي بِشيءٍ أحبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عليهِ، وما زالَ عَبدي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ، فإذا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يسمعُ بهِ، و بَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ بهِ، و يَدَهُ التي يَبْطِشُ بِها، و رِجْلَهُ التي يَمْشِي بِها، و إنْ سألَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ).
مجموعة أدعية صيام الست من شوال:
- اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره.
- اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو، اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ومن درك الشقاء ومن سوء القضاء ومن شماتة الأعداء.
- اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر.
- اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطأي وعمدي وكل ذلك عندي.
- اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير.