يمكن لهذه التمارين السهلة والتنفس العميق المستوحى من الفن الصيني للدفاع عن النفس، أن تكون العلاج الممتاز لمشاكل القلب.
وكان فن "تاي تشي" الذي يجمع بين التمارين اللطيفة والحركات المتدفقة البسيطة والتنفس بعمق، قد أثار اهتمام الباحثين الطبيين. وتقترح عدة دراسات بِأن هذه الممارسة الصينية القديمة تساهم بشكل مباشر في مساعدة المسنين والمصابين بمشاكل صحية مزمنة، وخصوصاً المصابين بأمراض القلب.
ويشكل التمرين تحدياً للعديد من الأشخاص المصابين بأمراض القلب، والذين لا يستطيعون توفير كمية كافية من الدم الغني بالأوكسجين إلى عضلاتهم وأعضائهم. والذين يمنعهم التعب، والإرهاق ونقص النفس من الاستمتاع بالنشاطات الرياضية المفيدة للقلب.
ومن الأشكال التقليدية للتمرين المشي، أو ركوب دراجة ثابتة. ولكن هذه التمارين تسبب الضرر للمصابين بالأمراض القلبية، في حين لا تسبب حركات تاي تشي التعب بل تساعد على توازن الجسم.
كيف ستساعدك تاي تشي؟
لاختبار هذه الفكرة، انضم باحثو كلية هارفارد الطبية إلى خبراء من مدرسة نيو إنجلند للوخز بالإبر في واترتاون. وجندوا 30 رجل وامرأة مصابين بعجز القلب الثابت. وتلقوا ذات العناية الطبية. بينما أخذ نصفهم ساعة من تمارين تاي تشي. وبعد ثلاثة شهور، تبين أن الأشخاص الذين تمرنوا كَانوا قادرين على المشي لمسافة أبعد دون أن ينقطع نفسهم كما تمتعوا بمستوى أفضل من الصحة.
يقول ممارسو هذه التمارين بأن "حركة التأمل" والتي تدعى تاي تشي، تساهم في تحفيز الطاقة الطبيعية للجسم، وتستمد التمارين من الطبيعة أيضاً، مثل "حركات الغيوم"، و "الإمساك بذيل الطائر"، والتي تساهم في موازنة الجسم وخصوصاً قوى الأضداد الين واليانغ "السلبية والإيجابية، الخير والشر".
كما أن التنفس بعمق يساهم في رفع مستويات الأكسجين وتخفيف مشكلة انقطاع النفس أو تقطعه. وتتدرج الحركات التأملية من رفع الأيدي والتلويح الخفيف بها حسب أشكال مستوحاة من الطبيعة إلى القيام بحركات مدروسة ذات معنى وإيقاع متناغم مع الجسم. وينصح المسنون والمصابون بأمراض قلبية بممارسة هذه الرياضة اللطيفة التي لا توفر لهم الراحة فقط بل مخزون مميز من الأكسجين المفيد.
