حيفا: صدر مؤخرا ديوان شعري بعنوان "حبيبتي وحيفا" للشاعر الفلسطيني خالد يوسف حجَّار، ويقع الديوان في 80 صفحة، ويضم مجموعة من القصص الشعرية التي تتحدث عن قصة حب حيفاوية حدثت قبل النكبة في وادي النسناس ذلك الحي الحيفاوي العريق، اضطر فيها العاشقان للهجرة عن وطنهم بسبب النكبة التي ألمت بحيفا وكل فلسطين عام 1948، وقد ساوى الشاعر بين سقوط مدينته حيفا بيد الصهاينة وسقوط ليلى بخنجر أبيها لأن كلاهما ضحية التطرف، كما ضم الديوان في طياته موشحات أندلسية وقصيدتين رمزيتين على لسان الحيوانات.
قدم الديوان وفق صحيفة "العرب" القطرية الشاعر الدكتور زهير إبراهيم آل سيف، عضو مجمع اللغة العربية الفلسطيني، ونائب رئيس جامعة الخليل سابقا، وعميد كلية الآداب فيها، وقد وصف الدكتور زهير إبراهيم الشاعر الحجَّار في مقدمة الديوان بأنه شاعر الأمل والمحبة والنصر والوحدة .
يذكر أن الشاعر أهدى ديوانه إلى الفلسطينيين الذين ما زالوا صامدين على أرض حيفا المغتصبة في الذكرى الثانية والستين لسقوط حيفا.
من قصيدته " في ذكرى الوعد المشؤوم" :
قُـلِّ للسحابةِ فـوق اللّـُدِّ أن تـقـفا وتمطرَ الدمعَ مـن عينيَّ ما انذرفا
هل عنبةُ الكرمِ عطشى أم قد اقتُـلِعَتْ هـل برتقالُكِ يـا يـافـا قد اقتُطِفا
يـا تينةً في فناءِ البيتِ قـد سُقيت واخْضَرَّ غُصنُكِ في أيار وانقصفا
قولي لمن جـاء في الليلِ البهيمِ ولا يـرعـى ثِمارَكِ أنَّى منكِ قـد ألُفا
ذئبٌ تـآمرَ مع ذئبٍ على حَـمَـلٍ من وعدِ "بلفورَ" حتى اليوم ما انحرفا
سخـافـةٌ قـد نَمَتْ في دينهم فبغت وأنبَتَ السُخـفُ في أوطاننا خُسُفا
"بلفور" هـل أنت مـن أرويتَ تينتنا حتى تـوطِـن في أفيائها الخرِفـا
ستون عـامـا ودوح الطيرِ مغـربةٌ وبلبلُ الأيكِ مـن روضاتهِ خُطِفـا
ستون عـامـا يعيشُ الحزنَ بيدرُنا والبومُ فـوقَ ربـاهـا بات مكتنفا
وجـارةُ الحيِّ لم تسترْ جَـديـلَتِها فَرَّتْ من الرعبِ والإرهاب ما ارتجفا
نادت على طفلها المذعور ما سَمِعَت إلا الرصاصَ وكـلُ الحيِّ قد قُصفا
رأيتُها بثيابٍ مُـزِّقـتْ هَـلـعـا كالطيرِ ينجو إذا مـا الغيث قد دلفا
كـنـا بشاطئ يـافا حينما صَرَخَتْ: إني رأيتُ أبي بـالـدَّمِ مُلتحِفـا
يـا مَـنْ رأى هَرعَ الأطفالِ في فزعٍ هـل يُقتلـونَ على ذنبٍ قد اقْتُرِفا