قيلولة الظهيرة.. كفيلة باراحة الدماغ !!

تاريخ النشر: 25 يونيو 2005 - 05:21 GMT

أكدت دراسة من مركز النوم بالولايات المتحدة أن النوم لفترة قليلة أثناء النهار والتي قد تصل إلى دقائق معدودة تساعد على تبديد اضطرابات النوم ليلا. 

 

ويقول دكتور روبرت تبلر رئيس المركز العالمي للشيخوخة بأمريكا، أن على كبار السن ألا يستسلموا لمشكلات النوم التي يعانون منها وعليهم أن يحصلوا علي قسط من النوم أثناء النهار حتى يستطيعوا الاستغراق في نوم عميق وطويل أثناء الليل كما أن ساعات القيلولة تساعد كبار السن على التخلص من القلق. 

 

هذا ووفقا لدراسة سابقة فإن القيلولة بعد الظهر والتي كان رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل والعالم ألبرت آينشتاين يحرصون عليها تنعش الجسم كما يفعل النوم في ليلة هادئة.  

 

فقد كشف العلماء أن الغفوة لمدة تتراوح بين 60 إلى 90 دقيقة أثناء النهار كفيلة بإراحة الدماغ مثل ما تفعله ثماني ساعات كاملة من النوم أثناء الليل. ولكن من أجل أن يحصل الشخص على فائدة كاملة فإنه بحاجة إلى الحلم بعض الوقت أثناء القيلولة.  

 

وجاءت نتائج الدراسة من خلال البحث الذي أجراه علماء النفس في جامعة هارفارد وقاموا بتجربة القدرة البصرية على التعلم بين المتطوعين في الدراسة، حيث كرروا التجارب التي تضمنت مشاهدة قضبان على شاشة الكومبيوتر ومن ثم استعادة المشاهد الساعة التاسعة صباحا والسابعة مساءا ومن ثم الساعة التاسعة صباح اليوم التالي.  

 

وتبين في التجارب أن المشتركين الذين لم يسمح لهم بأخذ غفوة أثناء النهار حققوا نتائج أسوأ في مساء اليوم الأول من أولئك الذين أخذوا قسطا من النوم. ولكن ردة الفعل لدى الأشخاص الذين ناموا بين 60 إلى 90 دقيقة أثناء النهار كانت جيدة في المساء، بحسب التقرير الذي نشره الباحثون في دورية Nature Neuroscience وتكون القيلولة القصيرة الأمد مفيدة حيث تتضمن نوعين من النوم: الأول وهو ما يسمى النوم ذو الموجة البطيئة (SWS) والثاني النوم ذو حركة العين السريعة (REM) .  

 

ويضيف النوعان بواسطة أنماط من الموجات الدماغية المختلفة ويعتقد أنهما يساعدان الدماغ على التدريب ومعالجة مهارات ومعلومات جديدة يتعلمها الشخص أثناء النهار.  

 

قال العلماء الذين رأستهم الدكتورة سارة مدنيك، "من وجهة نظر التحسن السلوكي، تعتبر القيلولة أثناء النهار بنفس الدرجة من الفائدة كالنوم أثناء الليل من حيث التعلم في هذه المهمة الثابتة".  

 

كذلك تضيف القيلولة أثناء النهار منافع أخرى لتلك التي يعود بها النوم ليلا على الشخص .  

 

فقد حقق الأشخاص الذين نالوا قسطا من النوم أثناء النهار نتائج أفضل من الآخرين بنسبة 50 بالمائة في الدراسة التي أجراها علماء هارفارد حيث أنهم تذكروا المهمة التي أوكلت إليهم بعد 24 ساعة بعكس الأشخاص الآخرين الذين لم يناموا خلال النهار. كذلك كشفت دراسة أجريت في العام الماضي أن الرجال يحاولون النوم أثناء النهار أكثر من النساء.  

 

وبذلك تكون عادة "النوم في وسط النهار" والتي كانت تعد كتهمة، باطلة تماما، بعد أن أكدت دراسة جديدة أيضا أجريت في الولايات المتحدة الأميركية أن النوم في وسط النهار حتى ولو كان أثناء العمل يعتبر سلوكا طيبا للصحة وليس نوعا من أنواع التكاسل أو الإهمال!  

 

فقد أظهرت الدراسة أن النوم لمدة 30 دقيقة أو ساعة خلال اليوم يحافظ على النشاط الذهني وبصفة خاصة عندما يكون العقل مثقلا.. وبدون "إغفاءة تجديد النشاط" ­ كما أطلقوا عليها ­ فإن الكثير من المعلومات المتدفقة إلى عقل الموظف أو العامل يمكن أن تجهد الخلايا العصبية وتؤدي إلى فقدان القدرة على العمل!  

 

وجاء بالدراسة أن الإعفاءات خلال اليوم والتي تستغرق ساعة أو أقل تعمل على تحسين الإدراك والقدرة على الإنتاج المتميز كما أنها تحدث تحسنا في المزاج والحالة النفسية التي تساعد على العمل السليم والسرعة في الإنجاز ودعم القدرة على الأداء.. من هذا المنطلق طالبت الدراسة بضرورة تطبيق نظرية "إغفاءة تجديد النشاط" المعروفة في بلاد الشرق بالنوم في وسط النهار حتى ولو كانت أثناء العمل.  

 

وحول نفس الموضوع لاحظ باحثون من كلية الطب في جامعة هارفارد تحسناً بنسبة 20 بالمائة في القدرة على تعليم أداء حركات جسدية لدى الأشخاص الذين يستيقظون في وقت متأخر مقابل الذين يستيقظون باكراً وبين فريق آخر من جامعة بوسطن ماساتشوست أن القيلولة تزيل آثار التعب الذي يصيب الدماغ وتزيد أداءه لباقي النهار، ونشرت هذه الدراسة في مجلة نايتشر نيوروساين البريطانية.  

 

وللدراسة الأولى تطبيقات مهمة على تعلم الحركات الرياضية أو الراقصة والعزف على آلة موسيقية.  

 

و قال الباحث مايثو ووكر، أن تعلم مثل هذه الحركات الجديدة قد يتطلب قسطاً إضافيا من النوم حتى تتحقق الاستفادة القصوى من التدريب ويقول الباحثون أن تعلم الحركات الجديدة يتركز في الذاكرة خلال الساعات الأخيرة من النوم ولا سيما في القسم الأخير منه فترة الأحلام في الصباح الباكر وهو ما يحرم منه أولئك الذين يستيقظون باكراً وقال ووكر أن الحرمان من فترة النوم العميق بسبب نمط الحياة العصري قد يحرم الدماغ من بعض ملكات التعليم.  

 

وتؤكد الدراسة أهمية النوم للأشخاص الذين يتبعون دورة إعادة تأهيل اثر إصابتهم بالشلل نتيجة نزيف أو جلطة في الدماغ كما تبين فوائد القيلولة في تنشيط الدماغ في الدراسة التي تم خلالها إخضاع المشاركين لسلسلة من الاختبارات البصرية التي تؤدي إلى إنهاك الدماغ.  

 

فقد ساءت نتائج الاختبارات اليومية مع تقدم النهار لدى الأشخاص الذين لم يناموا بعد الظهر. في حين تحسن أداء أولئك الذي تمكنوا من اخذ قيلولة لنصف ساعة قبيل استئناف الاختبارات بعد الجلسة الثانية.  

 

وساهمت قيلولة لمدة ساعة في تحسين الأداء للجلستين الثالثة والرابعة مقارنة بالثانية حيث استعاد الدماغ قدرته القصوى كما في بداية النهار. ‏  

 

وخلص الباحثون إلى أن شبكة الخلايا العصبية عصبونات في قشرة الدماغ المسؤولة عن البصر تتخم تدريجياً بالمعلومات بعد تكرار الاختبارات ما يعوق معالجة معلومات بصرية جديدة.  

 

وقالوا أن تراجع قدرات المعالجة قد يشكل آلية حماية يتبعها الدماغ بهدف الحفاظ على المعلومات المعالجة أصلا والتي لم تثبت في الذاكرة خلال النوم.  

 

ومن هنا أهمية القيلولة وسط النهار والتي تتيح تنشيط الدماغ عبر إعادة تشكيل مكونات قشرة الدماغ والتي تجري خلال النوم لفترة قصيرة حيث تنشط الموجات الدماغية البطيئة وان الموجات الدماغية البطنية تلعب دورا مهماً في إعادة تشكيل ملكات الإدراك. _(البوابة)  

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن